العيون المزروعة في ملايين الوجوه حزينة ......دموعها رسائل مليئة بالمواجع......آه ياطعنة الخنجر. ماتَ واحد من أهمِ وأعظم رسل الأنسانية في العالم.....نعم ماتَ البابا حزيناً.
ماتَ وشفتاه ترددان رفقاً بالأنسان أيها الأنسان ،وهوَ ممسكٌ بعنانِ الفرس البيضاء .التي أرادَ لصهيلها أن يملأ العالم ليوقظهُ من غفوة الضياع
ماذا يعني لي أنا الأنسانة المسلمة التي تقولُ الشهادتين موت البابا يوحنا بولس الثاني ؟ أنهُ يعني الكثير. نعم يعني الكثير، وأنا أقلبُ سجلهُ الحافل بكل ماهوَ خَيّر ومتسامح ، أراه وقد فتحَ الباب على مصراعيهِ دافعاً بالجميع نحوَ الحوار وهوَ يدخل بقدمٍ واثقة جامع الأزهر في القاهرة ، باسطاً
يده لعلماءِ المسلمين أيماناً منهُ بأن الله سبحانهُ وعلا ، أنزلَ هذا التنوع الديني على الأرض.... ليغنيها بمحبتهِ
محمد محبة وعيسى محبة وموسى محبة ويحيى محبة وزكريا محبة وكذلكَ جميع الرسل والأنبياء محبة .
اقولُ : أن الله سبحانهُ وتعالى لو أرادَ أن يجعلنا لوناً واحداً وديناً واحداً لفعل أليسَ هوَ من يقل للشيء كُنْ فَيكنْ ؟
.أنا المسلمة التي تؤمن بالشهادتين...يعني لي موت البابا يوحنا بولس الثاني الكثير فلمثله يستحق الأنحناء. لقد سعى وبعدَ تجَبر الغرب وإستقواءهِ على إشاعة الطمأنينة في قلوب عتنقي الأديان الأخرى ، مديناً كل أنواع الحروب والقتل والخراب وهوَ يتنقل من القدس الى القاهرة مروراً بعواصم كثيرة ليبلغها رسالته النبيلة بأن الكنيسة ليست معَ عشاق الحروب المستحوذين على ثروات الآخرين بقوة السلاح .لقد أدرك مبكراً أن الأنسان يريد لضوء الشمس أن يبقى قريباً منهُ ، وهوَ يلعن الظلام متناسياً أن لابدَ لليل أن يدركَ النهار ، لذلكَ حملَ يوحنا بولس الثاني بين يديه قنديلَ محبتهُ ليؤكد للآخر.أن حملَ قنديل خير ألف مرة من لعن الظلام .لقد مات البابا يوحنا حزيناً متألماً ، وعيونه دامعة وقلبهُ ينزف دماً وهوَ يرى ويتابع هذا الخراب لذي يعم العالم ، يرى الدمار والمذابح ، والخطف والحرائق والأحتراب في كل مكان في الشرق الغرب ، في أفريقيا وفي آسيا وأوربا. يرى الأنسان يذبح أخوه الأنسان ، حيث صار الذبح على
الهوية ، الذبح المشفوع بأفكارٍ سوداوية وأطماع تسلطية متطرفة عنصرية زين لها الشيطان.طريقها الأسود فأندفعت نحوهُ دون وازعٍ أو ضمير
جاءَ موسى ودعا الناس الى خيرهم ودلهم على المحبةِ وهوَ يضيء لهم بأقوالهِ وتعاليم السماء الدروب الموحشة... وهكذا فعلَ عيسى وهوَ يضع رقبته على دكةِ المذبح فيما عينهُ على مطر السلام النازل من برج الرب العظيم... ثمَ جاء محمد بثوبهِ الأبيض حاملاً بين يديهِ واحة
الأسلام... ألا يعني الأسلام السلام.... وهكذا فعلَ إبراهيم الخليل ومن جاء من بعدهِ من الرسل والأنبياء ، كلهم قالوا للأنسان أن الرب يريدكَ أن تركض حافياً في حقلِ الحبِ ، وتَنزِلَ دلوكَ في. بئرِ الجمال لتغترفَ من مائهِ مايضيء قلبكَ دائماً.
ماتَ البابا وهوَ مؤمن بكل هذهِ القيم بل بجميعها. يهودية ومسيحية ومسلمة وقيم أديان سماوية أخرى. بأعتبارها صادرة من سراج واحد .
ماتَ البابا حزيناً ، لأنهُ كانَ يرى الضعفاء يزدادون عزلة فيما الأقوياء يبطشون بهم ويستلبون منهم مايمتلكون .
أقول : هل سيأتي من بعدهِ رجلٌ يسير على خطاه ويمسك بيدهِ الحقيقة.....قبلَ أن يضرب الجفاف الأرض

فنانة تشكيلية عراقية/ استراليا
سيدني
4/4/2005