تصدر في الولايات المتحدة أنماط مختلفة من الكتب، وبعضها قد يجد فيه القارئ العربي كفرا وإلحادا وخروجا على كل قواعد الأديان.صدر كتاب جديد منذ أيام في السابع عشر من هذا الشهر عن دار W.W. Norton amp; Company ويقع في 256 صفحة.
اسم الكتاب : The End of Faith: Religion, Terror, and the Future of Reason. " نهاية الإيمان : الدين، الإرهاب، ومستقبل العقل ".من تأليف الكاتب الأميركي المعروف سام هاريس. في هذا الكتاب يوجّه الكاتب دعوة من أجل استبدال الدين بالعقل والتفكير العلمي، ويؤكد ضرورة الابتعاد عن الإيمان الديني في هذا العصر. لأنه، وبنظر المؤلف، الإيمان الديني لا يملك أساسا عقليا كما على الإنسان أن يواجه دوما – مهما كان حجم دعوات التسامح – الفكر الأصولي.
الاعتقاد الديني، كما يرى الكاتب سام هاريس، يحتاج أتباعا يتمسكون بقصص أسطورية لا منطقية عن العوالم الفردوسية المثالية ( الجنة والنار ) التي تقدم بديلا في نهاية حياتهم عن العوالم الدنيا اليومية. ويرى الكاتب ان كثيرا من أعمال العنف ترجع إلى القواعد والمبادئ التي يفرضها الاعتقاد الديني. وببساطة، يتجرأ هاريس في كتابه على القول ان الدين هو شكل من أشكال الإرهاب. ومن ثم يكتب المؤلف ان وجهة النظر العلمية والعقلانية، القائمة على جمع الشواهد والأدلة البحثية والتجريبية، لدعم المعرفة والفهم، يجب أن تحل مكان الاعتقاد الديني." لم نحتاج الآلهة حتى تصنع القوانين من أجلنا لأننا ندرك كيف نصنعها بأنفسنا " – هذه هي إحدى أقوى الجمل الواردة في هذا الكتاب والداعية إلى التخلي عن الإيمان بالعالم الغيبي.
أول نقد بحثي جاء متناولا الكتاب في الصحافة الأميركية كان حول إحدى أفكار سام هاريس. يقول هاريس : " التصوف مشروع عقلاني وقريب جدا إلى المنطق بينما الدين ليس كذلك " . أحد النقاد سخر من هذا الكلام داعما سخريته بأفكار عالم النفس الأميركي وليم جيمس الذي اعتبر " ان التصوف بعيد جدا عن كونه مشروعا عقلانيا، بينما يتطلب الدين غالبا هذه العقلانية حتى يؤدي وظيفته بشكل صحيح". ومع ذلك يصر الكاتب أنه في عصر أسلحة الدمار الشامل لا يمكن أن نسمح لأحد أن يخلق حربا مع الآخرين من حتى يثبت ان ربّه هو الرب الحقيقي والصحيح.
ويبدع المؤلف في كتابة جمل نوعية داعما كلامه عن حاجة البشر إلى التفكير العقلي من أجل بناء المستقبل وليس التفكير الغيبي والروحي، ويؤكد أن الإنسان " لم يعد يسكن في قبيلة ضمن أكواخ تعلّم أبناءها ان الكون مسطح وان الطقس يتغيّر عندما تغضب الآلهة ".
التعليقات