فراس سليم: لن ادع الإيمان والروحانية وأزعم أنني تقي مؤمن يقوم بواجباته الدينية كافة ويكثفها خلال شهر رمضان . على العكس ، سأعترف أنني لا اقوم بأي من الممارسات الدينية وحتى أنني لا اصوم في رمضان . الا انه واحترامًا مني للصائمين وشهرهم ، قررت عدم التعدي على مساحتهم ، فلم اجالس اهلي الى مائدة الافطار بل ورفضت كل الدعوات التي وجهت لي . حتى أنني لم أشاهد التلفاز طوال هذا الشهر خوفًا من متابعة أي برنامج خاص برمضان .
وهكذا تابعت حياتي على بقايا الطعام منعزلا في غرفتي متجنبا لقاء اي من الصائمين كي لا اتحول الى دخيل على نشاطاتهم الرمضانية . . وعليه عزلت نفسي شهرًا كاملا حتى اتى العيد .
وكنت قد قررت أيضا التنحي جانبا وترك العيد لأهله علني أحتفل به على طريقتي الخاصة كونه يمثل لي العودة الى حياتي السابقة إضافة الى كونه يوم اجازة .. سبب اضافي لاحتفالات اضافية .
حاولت ان انام وادع اهلي يحتفلون بالعيد ، لكن النوم بدا مستحيلا امام دعوات امي اللجوجة لايقاظي . فاليوم العيد وهناك الكثير الكثير للقيام به .. فعلى ما يبدو مشاركتي في العيد الزامية .
هذه المشاركة التي تبدأ في الصباح الباكر بزيارة الموتى ثم زيارة الاحياء من الاقارب وتبادل الامنيات بعيد سعيد ، وتناول الحلويات وشرب القهوة واعطاء الاطفال " عيديتهم" مما توصي به نفسك .. الكريمة إفتراضًا .
ضجيج وزيارات لا تنتهي ..ضجيج لمن عزل نفسه شهرًا كاملا في محاولة لعدم التعدي على نشاطتهم ليعود ويجد نفسه ملزمًا بكل الواجبات " التي يكرهها " .. من المؤكد انني لن اتصرف بلياقة العام المقبل وانعزل عن الصائمين .. ساتناول افطارهم واقوم بنشاطاتهم الترفيهية رغمًا عن انوفهم وهكذا ستبدو مشاركتي " غير الطوعية " بالعيد منطقية اكثر .. بالنسبة لي على الاقل .