من القدس: سألت ابنة صاحب البناية تاجر الكتب الذي يشغل محلا في بناية والدها قرب حاجز قلنديا العسكري شمال القدس إذا كان لديه رواية "باب الشمس" للروائي اللبناني الياس خوري، فاستمهلها أياما لتوفيرها. وحصل هذا التاجر عل نسخة من الرواية بسعر 10 دولارات واحس أن السعر مرتفع ففكر بإعادة طبع الرواية في فلسطين لتوفيرها بسعر ارخص كما يقول، وهو ما حدث بدون أذن الناشر أو الروائي الذي لا يعرف عنه هذا التاجر شيئا أو سمع باسمه أو حتى قرا روايته التي زورها مجاملا، على الأغلب، ابنة صاحب البناية التي كالت مديحا للرواية.
وما فعله تاجر الكتب يكاد يكون عملا عاديا في الأراضي الفلسطينية حيت تنتشر ظاهرة تزوير الكتب التي تصدر في الخارج، وهناك صعوبات في إدخالها إلى فلسطين.
ومن بين الكتب التي طرحت نسخ مزورة لها في الأسواق الفلسطينية: مؤلفات لإدوارد سعيد المفكر الأميركي الفلسطيني الراحل، وعمل نثري للراحل عبد الرحمن منيف حول التاريخ العراقي، بالإضافة لمؤلفات عمرو خالد الداعية الإسلامي المصري.
وتتراوح غايات مزوري الكتب في فلسطين، فهناك تجار كتب يطمحون في ربح سريع واستغلال حدث ساخن لترويج كتاب عنه مثلما حدث في تزوير كتب تتناول سيرة أسامة بن لادن عندما كانت صوره تحتل الصفحات الأولى في الصحف وتتصدر نشرات الأخبار في العالم، أو كتب حول سيرة الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس الراحل، وكتب عن الجاسوسية ومنها كتاب طرح مؤخرا عن أمينة المفتي الذي وصفها عنوان الكتاب ب (اشهر جاسوسة عربية لإسرائيل). وكان ناشر هذا الكتاب رأى إقبالا عليه في معرض القاهرة للكتاب في القاهرة فاحضر نسخة وطبع منه كميات من النسخ، ويستعد لطرح طبعة ثانية منه. وهناك تجار محترفون يزورون كتب لأكثر الكتاب مبيعا مثل عبد الرحمن منيف وإدوارد سعيد ومحمود درويش التي طرحت كميات كبيرة من ديوانه الأخير (لا تعتذر عما فعلت) في الأسواق الفلسطينية.
وتخصص بعض هؤلاء في تزوير الكتب الموسوعية وإعادة طبع كتب مثيرة مثل مذكرات عبد الله التل الجنرال الأردني الذي قاد معركة القدس عام 1948.
وتخصص البعض في تزوير روايات حنا مينا، فما أن تصدر رواية له عن ناشره دار الآداب في بيروت، حتى يتم طباعتها في الأراضي الفلسطينية. وشجع هؤلاء على الاستمرار في تزوير روايات حنا مينا الإقبال على رواياته من الجيل الشاب والمراهقين. واخرون تختلط لديهم الغايات الفكرية والتجارية مثل مزوري الكتب الدينية، ككتب عمرو خالد الان والشيخ محمد متولي الشعراوي سابقا. ولا توجد أية جهات رسمية تحارب تزوير الكتاب أو لديها القدرة الفعلية على منع ذلك حتى لو أرادت بسبب الظروف المعقدة في الأراضي الفلسطينية.