(شمشون هنا عربي ودليلة عبريّة)
يا ربَّة الحُسْن،ِ إنَّ القلبَ يَهواكِ
وإنْ صَددْتِ فإنّي لسْتُ أنساكِ
وكيف ينساكِ صَبّ،
كُـلّما طلَعتْ
شمسُ الضُّحى، خَـرَّ مغشيّاً لذكراكِ
لا تتركيه وحيداً، وارحمي دَنـِفـا،ً
لولاك ما كان يَهوى العيشَ لولاكِ
إنْ تَصْـفعيهِ، فذا في الحبِّ مأثـُرةٌ
أو تـقـتليه فليس الصَّـبُّ بالشاكي
وكيف يشكو الـهوى صَبُّ تَـقاذَفُه
أمواجُ طيفٍ رقيقٍ مٍنْ مُـحيّاكِ
شحرورةَ الغابِ، يا جِنـيّةً سلبَتْ
روحي وعقلي وشـدَّتـْني بأسلاكِ
سَبكْتِ نفسيَ حتّى خِلـتُني مَـلَكاً
أهوى الخلودَ، وأهوى كلَّ سبّاكِ
إنْ تَبسمي، تجدي الأكوانَ هازجـة ً
أو تُرعدي، فظلامٌ حالكٌ باكي
فَدتْكِ نفسيَ، لا أعـبا بقولـِهمُ
بأنَّ كلَّ عروشِ البـغْيِ مـَثواكِ
وأنَّـكِ العـُهْرُ مُختالاً بلا خجلٍ
وأنَّ سُـمَّ الأفـاعي منْ ثـناياكِ
وكمْ قـتـيلٍ ثـَوى تَدمى جوانِحُـهُ
مُذْ أوقَـدتْ نـَظراتِ الحـقد عـيناكِ
فلا يَسُـؤْكِ إتـهامُ القوم عنْ جَهَلٍ
بأنَّ غدرَكِ مِنْ أحلى مزايـاكِ
ولا تـبالي بحسّادٍ بُـلِـيتِ بـهمْ،
فأنتِ فـي فـلكِ الأفـلاك مـَسراكِ
وكـلُّ ما فيكِ طُهْرٌ ناصعٌ ونَـقا
وكـلُّ عـِطرِ الـدّنا يزهـو بِرَيّاكِ
مُـري تُطاعي، أنـا للأمرِ مُمتـثـلٌ
أحـمي مصالحَكِ العليا وأرعـاكِ
وكيف أعصيكِ أمـراً؟ أنتِ سـيِّدتي
وكـلُّ أرواحِـنا رَهْـنٌ بيُـمْنـاكِ
فأنتِ فاتـنـتي، بلْ أنتِ قاهرتي
ولـنْ أكونَ طلـيقاً رَغـْمَ إدراكي
فمـنْ لِحاظـِكِ سهمُ المـوتِ مُنطلقٌ
يُصيبُ مَنْ هَـمَّ أن يُحصي خطاياكِ
قدْ عيَّـروني بأنّي أحمقٌ غُـفُـلٌ
أعجوبةَ الدهرِ! رُدِّي كـيْدَ أفّـاكِ
لولاكِ ما كُنتُ بدراً ساطعاً ألـقاً
أدورُ فـي فـلـكٍ صاغتْه كفـّاكِ
ولا تـرَنَّمْتُ بالإنشادِ مُنتـشياً
ولا سَكبْتُ الهوى في روضِك الزاكي
ولا تـهنّا بعرشٍ سيِّـدٌ بطلٌ
حتّى يَـعُبَّ كؤوساً منْ حـُميّاكِ
إنْ تسْلبي وطناً أو تسفحيه دماً
فهـذه خَطراتٌ من سـجايـاكِ
هيهاتَ أنْ يُدركَ الأحرارُ مطلبَهمْ
ما دام شأنُـهُمُ في كـفِّ سفّـاكِ
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص
ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف
التعليقات