بومباي- في بلد مولع بالسينما يخجل سكانه من مناقشة الموضوعات الجنسية تأمل مخرجة من صناعة السينما الهندية (بوليوود) في القاء الضوء على الكارثة المحتملة في الهند بسبب فيروس أتش.أي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز). ورغم أن الفيروس الذي ينتقل أساسا عن طريق الممارسة الجنسية في الهند أصاب بالفعل واحدا من كل 215 من السكان فان السينما الهندية نادرا ما تناولت هذا الموضوع. لكن بعض كبار نجوم السينما الهندية يشاركون الان في أول تناول واضح لمرض الايدز في بوليوود. ويعرض الفيلم وصمة الاصابة بهذا المرض في مجتمع مازالت قائمة فيه المخاوف من انتقال المرض عن طريق لمس الايدي. وفيما يبدو تأثرا بفيلم (فيلاديلفيا) الذي قام بطولته توم هانكس نجم هوليوود مجسدا شخصية محام كسب قضية بعد أن خسر وظيفته لانه حامل للفيروس المسبب للمرض يدور فيلم (لنلتق من جديد) الهندي حول امرأة تحمل الفيروس وتخوض معركة قانونية ضد شركة للدعاية والاعلان. وتتساءل المخرجةريفاثي مينون قائلة "رأيت مصابين بالفيروس منبوذين في المجتمع. المسألة أنك اذا ثبت أنك تحمل الفيروس تكون شخصا سيئا لكن اذا أظهر التحليل خلوك منه هل تكون قديسا؟" وأضافت "الفيلم عن ترك (المصابين بالفيروس) يعيشون حياتهم." وتقوم الممثلة الشهيرة شيلبا شيتي بدور سيدة تجاهد لكسب دعوى قضائية بمساعدة محام يقوم بدوره الممثل الشهير ابيشيك باتشان وتقع في حب شخصية يقوم بدورها نجم اخر من نجوم بوليوود هو سلمان خان.

وبلغت مشكلة الايدز في الهند مستويات خطيرة رغم البرامج الصحية الرامية لوقف انتشاره. وعلى مدى السنين تجاوز المرض الجماعات التي عادة ما تكون أكثر عرضة للاصابة به مثل العاهرات ومدمني المخدرات والمثليين. وفي الهند 5.1 مليون مصاب بالايدز وهي ثاني أكبر دولة من حيث عدد المصابين بعد جنوب افريقيا. وينتشر المرض فيها بين الاسر فيصيب الام وأطفالها. وبسبب الافتقار للوعي بالمرض لا يعرف الكثيرون حتى أنهم مصابين به. وتفيد بيانات ادارة المخابرات المركزية الامريكية (سي.أي.ايه) أن أعداد المصابين بالايدز في الهند قد تزيد الى أربعة أمثالها في عام 2010. وركزت الافلام الهندية الغنائية الراقصة التي تحظى بشعبية كبيرة والمعروفة على مستوى العالم باسم بوليوود لانها تنتج في بومباي عاصمة السينما الهندية على قضايا طبية أخرى من قبل مثل السل والسرطان لكن لم ينجح كثير من هذه الافلام.

وتأمل مخرجة الفيلم المنتظر عرضه على مستوى العالم يوم 27 أغسطس أب الجاري في أن تقدم اسهاما في زيادة الوعي العام بالمرض خاصة في المناطق النائية من البلاد. وقال سونيل ساهجواني من شركة برسيبت بيكتشر التي انتجت الفيلم لرويترز "عندما يرى المشاهدون نجومهم المفضلين يتحدثون عن المرض قد يكون لذلك أثر كبير عليهم." وقالت مينون التي تصف الفيلم بأنه رومانسي انها حاولت كذلك عرض الازمة العاطفية التي يتعرض لها ضحايا الفيروس وسلوك الاخرين تجاه المرض. وقال أي.اس جيلادا الطبيب الذي عالج مرضى الايدز على مدى عقدين "الوصمة موجودة لان المرض عادة ما يرتبط بممارسة الجنس خارج اطار الزواج. وهذا أمر غير مقبول في الهند."

والاكثر تضررا هم العاملون في الفنادق والمصانع وشركات النسيج الذين خسروا وظائفهم بعد أن ثبتت اصابتهم. ويقول نشطاء انهم اما اضطروا لتقديم استقالاتهم أو منحوا تقاعدا مبكرا أو أعلن أنهم غير لائقين للعمل. وفي قضية حديثة ناشدت أرملة صغيرة السن مصابة بالايدز المحكمة الحصول على "وظيفة تكافلية" بعد أن رفضت الشركة التي كان يعمل بها زوجها اعطاءها فرصة عمل. ويقول عامل بمصنع للزجاج أعادته المحكمة لعمله ان زملاءه نبذوه وان اصحاب العمل رفضوا منحه العلاوات السنوية.