بومباي- بالنسبة للممثلة الهندية الشابة بورفا باراغ، فان تمثيل دور سونيا غاندي، التي تصنف من بين اقوى نساء العالم وتترأس حاليا حزب المؤتمر الحاكم في الهند، في فيلم سينمائي مهمة ذات رهبة. وتمضي باراغ (26 عاما) معظم وقتها في قراءة الكتب، ومتابعة الأخبار، وفي مشاهدة دقيقة لافلام الفيديو حول سونيا غاندي: طريقة مشيها، كيف تتحدث، كيف تعدل الساري (اللباس التقليدي الهندي للنساء) لتغطي رأسها، كيف تبتسم، وكيف تتعامل مع الاخرين." وتقول باراغ" انا احاول ان ارى من خلال عينيها".
وتقوم باراغ بدور البطولة في فيلم بعنوان "سونيا، سونيا"، الذي خصصت له ميزانية متوسطة ويتوقع عرضه في شهر كانون اول/ديسمير. وطبقا لباراغ فان "الفيلم ليس حول غاندي كشخصية سياسية، لكنه يتابع رحلة فتاة صغيرة من منزلها في ايطاليا الى الهند، ومن ثم كيف اصبحت ثالث اقوى النساء في العالم. إن تلك الرحلة بالغة الاهمية".
يذكر ان مجلة lt;lt;فوربسgt;gt; الاميركية صنفت غاندي في الشهر الماضي كثالث اقوى النساء في العالم بعد كل من مستشارة الامن القومي في الولايات المتحدة كونداليزا رايس، ونائبة رئيس الوزراء في الصين وو يي. وكانت سونيا قوبلت بترحيب على الرغم من رفضها المثير لتولي منصب رئيس الوزراء بعد ان قادت حزبها الى الفوز في الانتخابات الوطنية التي جرت في شهري نيسان/ابريل وآيار/مايو الماضيين. وبدلا من ان توليها المنصب بنفسها، رشحت وزير المالية السابق مانموهان سينغ لقيادة ما يعد اكبر ديمقراطية في العالم، فيما استمرت هي في منصب رئيس التحالف الحاكم الذي شكل برئاسة حزب المؤتمر.
وكتبت مجلة lt;lt;فوربسgt;gt; عن سونيا غاندي "لايوجد امرأة اخرى في العصر الحديث اكتسبت ذلك التبجيل الواسع النطاق في الهند اكثر من غاندي". واضافت المجلة أن "غاندي تمارس سلطة الحكم في بلادها الحبيبة، على اي حال، دون ان تتحمل المسؤولية لاي اخطاء قد ترتكبها الحكومة. ومع مثل هذه المهارات السياسية فان بامكان اي شخص ان يعتقد انها ولدت لعائلة غاندي، وليس فقط ببساطة تزوجت من (احد افراد) اشهر السلالات السياسية الحاكمة في الهند". وقد الهمت قوتها المتنامية ونفوذها المتزايد المخرج السينمائي تي دي كومار الى اتخاذ قرار لصنع فيلم عن قصة حياتها. ويعد الفيلم الاول من نوعه خلال السنوات الماضية عن شخصية سياسية م زالت على قيد الحياة، وهو "فيلم في داخل فيلم"، ويتمحور حول هندي يعيش في الولايات المتحدة وليس في الهند جاء للهند لصنع فيلم عن غاندي.
وتدور احداث القصة حول تصوير الفيلم، وكفاح فريقه المستمر في اعادة احياء التاريخ مع امور سياسية متقدة ودراما وقصة حب . وينفي كومار، الذي اخرج فيلما عن جواهر لال نهرو، اول رئيس وزراء هندي ادعاءات منتقديه من انه يحاول تكريم سونيا غاندي. ويقول كومار إنه "ليس تكريما .. ولكن ايضا لايوجد هناك من ينفى انها ثالث اقوى امرأة في العالم". ويصف كومار سونيا غاندي بانها "شخصية غامضة"، ويضيف "انها تخلت عن التاج (الحكم) وأنا تأثرت بذلك. فيلمي هو قصة حب، قصة حب فتاة ايطالية للهند".
يذكر ان سونيا ولدت في ايطاليا لاسرة من الطبقة الوسطى. وخلال دراستها اللغة الانجليزية، وفي مطعم في كامبردج بانجلترا، قابلت سونيا مينو راجيف غاندي، ابن اقوى رئيسة وزراء للهند: انديرا غاندي. وتوج ذلك اللقاء بزواجهما في 1968، وعاشت سونيا مع راجيف في منزلهما في نيودلهي.
وتجنبت سونيا غاندي، بشكل صارم، ان تكون تحت الاضواء، وحاولت بشدة الحيلولة دون دخول زوجها، راجيف، معترك السياسة. ووصلت محاولاتها الى درجة التهديد بالحصول على الطلاق. ولكن في عام 1984، عندما اقدم الحراس الشخصيون لانديرا غاندي، وكانوا من طائفة السيخ، باغتيالها، وطلب من راجيف ان يتولى منصب القيادة، لم يكن بامكان سونيا ان تقف في وجه رغبات امة شحنت بالعواطف. غير ان اسوأ مخاوف سونيا اصبحت حقيقة بعد سبع سنوات، وثبت صحة موقفها، حيث اغتيل راجيف غاندي في عملية انتحارية تفجيرية نفذتها امرأة. واصبحت سونيا ارملة وهي في الرابعة والاربعين.
وفي 1998، مني حزب المؤتمر بهزيمة مذلة امام حزب الشعب الهندوسي وتم اقناع سونيا، ربة المنزل التي حاولت البقاء بعيدا عن السياسة، بخوض معترك السياسة، وبذل مساعي لتوحيد الفصائل المتناحرة في الحزب الذي تنتمي اليه اسرتها. وتمكنت سونيا، التي جابت الهند واتقنت لغة الهندوس الوطنية وحرصت دوما على تغطية رأسها بقطعة من الساري البسيط الذي ترتديه، من تحريك اصوات الناخبين، ونجحت في شهر آيار/مايو 2004 في اعادة حزب المؤتمر الى سدة القيادة.
غير ان سونيا، التي تتعرض بشكل مستمر لمهاجمة الوطنيين الهند لاصلها الاجنبي، فضلت عدم اثارة جدل آخر في البلاد، ورفضت تسلم منصب رئاسة الوزراء، قائلة انها امرأة "تتبع الصوت الداخلي في نفسها". وفي المشهد الاخير من فيلم "سونيا، سونيا"، تقف بطلة الفيلم امام صورة لراجيف وتقول "آمل انني اثبت اخلاصي لك".
- آخر تحديث :
التعليقات