البندقية (رويترز) - ملأ فيلم المخرج الالماني فيم فندرز "أرض الوفرة" الذي يصور الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول كدولة يستحوذ عليها الفقر وجنون الارتياب قاعات العرض بمهرجان البندقية السينمائي يوم الخميس قبل يومين من الذكرى الثالثة للهجمات. ويروي فيلم فندرز القاسي قصة محارب قديم في فيتنام يعاني مشاكل كثيرة ومهووس بحماية الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات ومبشرة شابة تعمل في الأحياء الفقيرة في لوس انجليس. أمريكا البائسة التي يصورها الفيلم من خلال عيون شخصيتي فندرز المختلفتين تمام الاختلاف بول ولانا تمتليء بأصوات لبرامج إذاعية يمينية تشيد بالرئيس الامريكي جورج بوش وتكتظ بالمشردين والمهمشين.

كتب فندرز عن فيلمه قائلا إن "/أرض الوفرة/ ليس فيلما مناهضا للولايات المتحدة بأي حال من الأحوال. إنه فيلم يحاول معالجة الكثير من الاضطراب والألم وجنون الارتياب. ولدى سؤاله عما سيكون عليه رد الفعل تجاه الفيلم في الولايات المتحدة قال فندرز لصحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية "ماذا تريدون.. بوش أقنع الجميع بأن من لا يتفقون معه مناهضون للولايات المتحدة." ويتنافس فيلم "أرض الوفرة" مع 21 فيلما اخر على جائزة الاسد الذهبي في المهرجان الذي يستمر حتى 11 سبتمبر.

وقوبل الفيلم بالتصفيق في عرض خاص في قاعة ليدو غير أن التشدد والصرامة اللذين تتسم بهما الشخصيات والحبكة الدرامية فشلا في اقناع بعض النقاد وخيبا الامال بأن يكرر هذا الفيلم في مهرجان البندقية ما حققه فيلم "11-9 فهرنهايت" الذي فاز بجائزة مهرجان كان السينمائي هذا العام. وحصلت السياسة الامريكية على النصيب الاكبر من الاهتمام في البندقية حيث ينتقد نجوم مثل الممثل الامريكي توم هانكس والمخرج جوناثان ديمي الرئيس بوش قبيل الانتخابات الرئاسية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني. ومن الافلام المثيرة للجدل الدراما التلفزيونية (خلية هامبورج) الذي يقتفي خطوات منفذي هجمات 11 سبتمبر التي استخدموا فيها طائرات مخطوفة والذين ينتمون الى جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مشتبه في ضلوعها في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة. وقد عرض هذا الفيلم ايضا في الليدو. وقال فندرز ان فكرة فيلمه تبادرت الى ذهنه كنوع من الكشف. وبوصفه اوروبيا يعيش في الولايات المتحدة أراد أن يظهر كيف يتم تحريف وانتهاك القيم التي تقوم عليها. ووضع فندرز صاحب فيلمي (أجنحة الرغبة) و/نادي بوينا فيستا الاجتماعي/ الخطوط العريضة لقصته في أسبوعين وانتهى من تصوير الفيلم خلال 16 يوما فقط حيث صورت معظم المشاهد باستخدام كاميرات رقمية محمولة باليد. وقال فندرز "الفيلم يقوم على أن فكرة الحقيقة لم تختف تماما في الواقع السياسي والاجتماعي الحالي.. حتى في امريكا.. حتى في عام 2004."