بعد الهدوء الأمني وإنتخابات مجالس المحافظات الأخيرة
قراء إيلاف لا يرون انقضاءً لعهد العنف بالعراق

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: في الرابع عشر من شهر شباط الجاري نشرت وكالة رويترز تحقيقًا من داخل بغداد عن إحتفال عشاق عراقيين بعيد الحب، ونشرت صورًا عن عشاق في شارع أبي نؤاس قبالة نهر دجلة، محتفين بعيدهم الذي لم يكن الإحتفال به معروفًا في العراق بشكل واضح قبل عام 2003. وكان هذا الشارع مكانًا مفضلاً لمسلحين كانوا يأتون بسيارت حمل صغيرة مع مدافعهم ليمطروا المنطقة الخضراء التي تقع قبالته بوابل من قذائفهم، حيث لم يجرؤ أحدٌ على الإقتراب بعد أن كان المكان مغلقًا، قبل أن يعاد فتح منتزهه والمطاعم التي يضمها والشهيرة بتقديم السمك المشوي على الطريقة العراقية quot;المسكوفquot;.

وكانت وكالات الأنباء نشرت قبل يومين من عيد الحب سقوط عدد من زوار أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، الذي يحتفي بها الشيعة كل عام لابسين السواد سائرين مئات الأميال نحو مرقده في كربلاء جنوب بغداد، بفعل تفجيرات غابت لأشهر عن العاصمة وبقية المدن العراقية.

وهي تفجيرات فسرها القادة الأمنيون بمحاولات من تنظيم القاعدة الذي يبحت عن القدرة في تنفيذ عملياته مستغلاً الأهداف الهشة التي عادة ما تكون ضد مواطنين أبرياء. فيما فسرها سياسيون بانعكاس التوتر سياسي بين الكتل البرلمانية التي لم تتفق بعد على اختيار رئيس للبرلمان العراقي خلفًا لمحمود المشهداني المستقيل قبل أكثر من شهر. ولتوتر بين الحكومة وصقور في الادارة الاميركية الجديدة.

لكن عهد العنف في العراق لم يعد كما كان قبل عام حيث كانت مناطق مغلقة في بغداد وخارجها لتنظيم القاعدة وانصاره وميليشيا جيش المهدي وأنصاره أيضا حين كان التوتر الطائفي يقطع أشلاء البلاد قبل عملية صولة الفرسان في بغداد والبصرة جنوباً ودعم الحكومة العراقية لقوات الصحوة التي تتكون في معظمها من زعماء عشائريين التي اخذت المبادرة من نتظيم القاعدة وطاردته مع القوات العراقية في معاقله في الانبار غربا وديالى شرقا والموصل شمالاً.

ويمكن لزائر العاصمة العراقية اليوم أن يشهد الهدوء الأمني الذي لم يكن متوفرًا قبل الآن، ويشهد تمسك العراقيين به خاصة قبل وبعد الانتخابات المحلية التي حقق فيها إئتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي فوزًا ساحقًا في محافظات الوسط والجنوب إضافة لنسب جيدة في محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى. لكن لقراء إيلاف رأي آخر في عهد العنف المنقضي في العراق؛ حيث وجد أغلب المشاركين في استفتاء الاسبوع الماضي quot; بعد الانتخابات الاخيرة، هل تعتقد ان عهد العنف انتهى في العراق؟quot; بأنه لما يزل ولم ينته. فقد أجاب مانسبتهم 67% quot;2581quot; بعدم انتهاء عهد العنف بالعراق بعد الانتخابات الاخيرة. وخالفهم ما نسبتهم 29% quot;1111quot;بأن العنف انتهى في العراق. بينما ظل 5% quot;184quot; من المشاركين في الاستفتاء دون إجابة محددة. وبلغ عدد المستفتين 3876.