شهدت الساعات الأخيرة كويتيا هدوءا يقال هنا إنه بات يسبق العاصفة السياسية التي يمكن أن يفرج عن رياحها تقرير لجنة حكومية فنية حول الجهة التي تسببت بكارثة محطة مشرف لمياه الصرف الصحي قبل أكثر من شهر، وهو التقرير الذي قيل إنه وضع في عهدة الحكومة بانتظار جلستها يوم الإثنين، في ظل تأكيدات حكومية كويتية أن وزارة الشيخ ناصر المحمد الصباح جاهزة تماما للتعاطي مع البرلمان دون أي تغييرات على تركيبتها.

حريق محدود في برج كويتي شهير ولا إصابات

الكويت: بهدوئه اللافت الذي ضمن له مكانة مهمة في تركيبة الحكومة الكويتية، ظهر النائب الكويتي روضان الروضان وزير شؤون مجلس الوزراء الليلة الماضية، وهو يعلن أن تقرير اللجنة الفنية التي شكلت لمعرفة دوافع وقوع كارثة محطة مشرف لمياه الصرف الصحي، سيعرض على جلسة مجلس الوزراء يوم الإثنين المقبل، وأن الحكومة الكويتية لن تتساهل أبدا مع أي إتهامات لجهات أو أفراد تسببوا بوقوع الكارثة، معتبرا أن الفاعل أو المقصر إن وردا في تقرير اللجنة فسينالا الجزاء والعقاب، وأن الحكومة لن تحيد عن العدالة والشفافية في هذا الملف الحساس الذي يهم كل أهل الكويت كما قال الوزير الروضان، خصوصا وأن الشارع الكويتي برمته ينتظر نتائج التحقيق في كارثة محطة مشرف لمياه الصرف الصحي.

فيما تتهيأ قواعد برلمانية عدة لتصويب نيرانها ضد الحكومة إذا لم تكن إجراءاتها بمستوى الكارثة التي وقعت، في ظل معلومات تؤكد أن جهات برلمانية حددت وزير الأشغال العامة والبلديات المهندس فاضل صفر هدفا عاجلا للمساءلة البرلمانية، واستجوابه، رغم أن الوزير الكويتي قد ظهر بشكل متكرر وشبه يومي في موقع الحادث متعهدا تحمل المسؤولية السياسية في حال أدان التقرير المنتظر وزارته بالتقصير والإهمال.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح الموجود الآن في الولايات المتحدة الأميركية ممثلا عن الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح في الإحتفالية السنوية لهيئة الأمم المتحدة سيعود الى بلاده بعد ظهر يوم الأحد المقبل، وسيترأس الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الكويتي بعد ظهر يوم الإثنين، وهي الجلسة التي ستشهد الإطلاع على مضمون تقرير اللجنة الفنية، علما أن الشيخ المحمد قد اهتم على نحو لافت بنتائج التحقيق، وتعهد بمساءلة وعقاب من تثبت مسؤوليته بغض النظر عن موقعه وحجمه، وهو الموقف الذي خفف من التصويب البرلماني على حكومته طوال الشهر الماضي، حين اقتصر الأمر على تصويب مكثف ضد الوزير فاضل صفر، لكن الشيخ المحمد خلال الأسابيع الماضية كان يثني أمام زواره على أداء وشجاعة الوزير صفر، وقدرته على النهوض بأعباء منصبه.

بيد أن جهات برلمانية تبدي رفضها لثناء المحمد على وزيره، وتعتبر أن إجراءات وزارة الأشغال بصفة خاصة، والحكومة الكويتية بصفة عامة ينقصها الكثير من الوضوح والقوة في مفاصل عدة، إذ تعهدت كتلة العمل الشعبي البرلمانية المعارضة التحرك بقوة في دور الإنعقاد المقبل ضد التراخي والإرتجال في هذه القضية، إذ شهدت السواحل الكويتية تلوثا كبيرا قاد الى حظر السباحة وصيد الأسماك، كما أدى الحادث الى انبعاث غازات سامةفي الأجواء الكويتية.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه الوزير الكويتي محمد البصيري أن الحكومة الكويتية بصورتها الحالية لن تشهد أي تعديلات أو تغييرات خلال المرحلة المقبلة، في إشارة ضمنية الى أن وزارة الشيخ المحمد ستدخل الى دورة البرلمان المقبلة بتركيبتها الحالية، خلافا لمطالب برلمانية واسعة بإقصاء عدد من الوزراء في فريق الشيخ المحمد، على اعتبار أنهم موسومون من قبل البرلمان بأنهم عناصر تأزيم مع النواب، وأن النية تتجه برلمانيا لتقديم أكثر من استجواب في الأسبوع الأول من دور الإنعقاد المقبل، ووسط تحضيرات أخرى لتقديم دفعة أخرى من الإستجوابات في مراحل لاحقة، إذ من المحتمل جدا أن تطال تلك الإستجوابات الشيخ المحمد نفسه الذي أشار في وقت سابق الى أن حكومته ستتعاطى مع جميع أنواع الإستجوابات التي ستقدم الى الحكومة مستقبلا.