*الدابوكستين...الثورة القادمة فى علاج سرعة القذف.
* 30% من الرجال يعانون من سرعة القذف.
* فشل العلاج يعود لجهل وخجل المريض وتسرع الطبيب.
* عندما يختفى الإيقاع والتناغم من الجنس يتحول الأوركسترا إلى مزيكة حسب الله!.
* بعض العلاقات الزوجية فى مصر إغتصاب شرعى بورقة مأذون!.
* الجنس ليس ساحة معركة، والنشوة لا تقاس بساعة بيج بن.
* الزوج المصرى ينسى أن كلمة الغزل جنس، وأن الطبطبة جنس، والحضن جنس!.
* مجتمعنا يتحدث فى الجنس ليل نهار ولكنه أخرس جنسياً.


هل تريد أن تدخل الماراثون وتترك سباق المسافات القصيرة؟! هذا ليس شعار أولمبياد بكين القادمة، وإنما هو إعلان تجارى موجود على الإنترنت لمرضى سرعة القذف!! لم أندهش من صيغة الإعلان الذى يتحدث عن الجنس بهذه الطريقة الإستهلاكية الفجة، ولكنى إندهشت من كم الرجال الرهيب الذى يدخل على هذا الموقع الذى يبيع الوهم ويروج لصورة أسطورية عن اللقاء الجنسى، ويرسم ملامح هذا اللقاء على أنه ماراثون جرى وليس لغة تواصل، ويركز على طول المدة وليس عمق العلاقة، وكما أن الجنس ليس معركة حربية فيها فائز وخاسر، فالقذف أيضاً ليس سباق عدو فيه الأول والأخير، إنه نقطة النهاية وذروة البهجة وقمة النشوة فى علاقة صحية حميمة، لا تتحكم فيها quot;الستوب ووتشquot;، بقدر ما تتحكم فيها العواطف والمشاعر والأحاسيس.
كما كان الفياجرا ثورة فى عالم علاج الضعف الجنسى، فإن العالم ينتظر أن يكون الدابوكستين هو الثورة القادمة فى علاج القذف السريع، والدابوكستين DAPOXETINE دواء ينتظر الملايين موافقة الFDA عليه وهى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية المنوط بها الموافقة على الأدوية، يتلهف عشرات الملايين على هذا العلاج بشكل من الممكن أن يكون أكثر إلحاحاً من الفياجرا، لأن سرعة القذف هى أكبر شكوى جنسية للرجال على مستوى العالم وتتفوق بكثير على الضعف الجنسى الذى يصيب 10% من الرجال (واحد من كل عشرة)، وفى أكثر الإحصائيات تفاؤلاً فإن رجل من كل ثلاثة رجال يصاب بسرعة القذف فى فترة ما من حياته، وهى نسبة مرعبة ترشحه لأن يكون أشهر الأمراض الرجالى على الإطلاق وأكثرها إنتشاراً! ومما يزيد هذه اللهفة سخونة وإشتعالاً أن الدابوكستين هو أول دواء لسرعة القذف يتم تناوله عند الحاجة، أو هذا مايطمح إليه العلماء، يعنى دواء تحت الطلب مثل الفياجرا، وهذا معناه أننى أتناول القرص مثل الفياجرا قبل اللقاء الجنسى، وهذه ثورة فى عالم علاج القذف السريع، لأن جميع الأدوية السابقة أدوية تراكمية لا بد أن تؤخذ مدة طويلة لكى تحدث تأثيراً، والأدوية السابقة لهذا السبب تشبه ضربك عصفوراً بقنبلة ذرية لكى تصطاده!.
قام فريق طبى فى جامعة مينسوتا الأمريكية بإختبار هذا الدواء لمدة ثلاثة أشهر على 2614 رجلاً يعانون من القذف السريع، فكانت النتيجة إذا إستعمل بجرعة 30 مجم يطيل الفترة إلى الضعفين، وتزداد الفترة بزيادة الجرعة إلى 60 مجم إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف المدة التى تحدثها الحبوب الكاذبة quot;البلاسيبوquot;، والمادة الفعالة فى هذا الدواء هى BENZENEMETHANAMINE وهى مادة تثبط نقل السيرتونين المسئول عن الموصلات العصبية فيعالج الإكتئاب وأيضاً القذف السريع، أما الميزة التى تجعل منه نقلة مفصلية فى عالم علاج القذف السريع فهو إنخفاض معدله فى الدم إلى النصف فى مدة ساعة ونصف، وفى خلال 24 ساعة إلى معدل 4% وهو رقم قياسى يجعل أعراضه الجانبية بسيطة، إذن دواء سريع الإمتصاص وأيضاً سريع التخلص يحقق المعادلة الصعبة، ويصبح مثل الفياجرا من الممكن أن يؤخذ قبل الجماع بفترة، والفرق هو أن الفياجرا ستؤخذ قبل الجماع بساعة أما الدابوكستين فمن الممكن قبل اللقاء بثلاث ساعات، وما زالت الأبحاث تدور حول تقليل نسبة الغثيان وهو العرض الجانبى الأكثر إرهاقاً وضيقاً فى قائمة الأعراض الجانبية الهامشية للدواء.
القذف السريع من الأمراض التى إحتار الأطباء فى تعريفها، فهناك مدرسة تصر على تعريفه بعدد الدقائق وهى بذلك تخضع الجنس المتمرد بطبيعته على حسابات الأرقام إلى إمضاء فى دفتر حضور وإنصراف!! وهذه المدرسة تعرف المريض سريع القذف بأنه المريض الذى يصل إلى قمة النشوة والأورجازم ويقذف إما قبل الولوج والدخول أو بعد دقيقتين أو أقل، أما المدرسة الأخرى التى أتبناها شخصياً وأعتبرها المدرسة الأقرب إلى المعنى الإنسانى للجنس، وليس المعنى الميكانيكى له، هى المدرسة التى تحدد سرعة القذف بأنه القذف الذى يحدث قبل إشباع الطرف الآخر مهما كانت مدته، فإذا كان التواصل والإشباع يحدث فى دقيقتين بطريقة كافية للطرفين فهذا ليس خللاً، وإذا كان اللقاء الجنسى يدوم ساعات بدون إحساس وتواصل وإشباع فهذا قمة الخلل!! ولا بد لكى يحدد الطبيب أن الرجل مريض بسرعة القذف لا بد أن يعانى هذا المريض من سرعة القذف تلك على الدوام وفى كل لقاءاته الجنسية أو معظمها بشكل متكرر وليس بطريق الصدفة.
يقسم الأطباء سرعة القذف إلى أولية إبتدائية وأخرى ثانوية، الأولى عندما يكون المرض مصاحباً للرجل منذ بداية نشاطه الجنسى، أى أنه لم يكن طبيعياً فى أى ممارسة، أما الثانية فهى فى مرحلة ما بعد فترة طبيعية من الممارسة الجنسية المشبعة للطرفين.
سرعة القذف مرض مركب ومعقد وغامض لم تكشف كل أسراره بعد، ولذلك فأسبابه ما زالت غير محددة بالضبط، ولذلك تصنف تلك الأسباب إلى أسباب نفسية سيكلوجية، وأخرى عضوية.


*الأسباب النفسية:
الإعتياد على إصطياد اللذة والوصول للنشوة الجنسية سريعاً حتى لا يكتشف، وتلك السربعة تحدث فى مواقف مثل إختلاسها أثناء الخطوبة مثلاً...الخ.
إحساس الذنب وإعتبار الجنس رجساً، وإنتقال مفاهيم ثقافية من الأسرة أو المحيط الإجتماعى بأن هذا شئ مقرف ويتم فقط من أجل تشغيل ماكينة الولادة والعيال!.
التوتر والقلق المرضى يجعل المريض سلكاً عارياً يصعق من مجرد لمسة.
الضعف الجنسى نفسه يجعل المريض مشدوداً، يتعامل مع الجنس كإمتحان، فيركز على رقابة الإنتصاب، ويركبه هذا الوسواس، فتفلت منه النشوة.

*الأسباب العضوية:
خلل فى الهورمونات.
مستوى غير طبيعى لرسائل وكيميائية الموصلات العصبية.
بعض مشاكل الغدة الدرقية.
إلتهابات مجرى البول ومنطقة الحوض.
بعض أدوية الأمراض النفسية.

الإقتراب من مشكلة سرعة القذف محاط فى مصر بالمشاكل والهواجس والمحظورات، فالمريض يخجل من أن يتحدث بصراحة عن مشكلته، وأحياناً لا يحس أن هناك مشكلة طالما أن الزوجة صامتة خرساء دربها ورباها المجتمع على أن تكون مفعول به فقط، لا رغبات لها، والرجل هو الفاعل الذى له حق الإستمتاع والضغط على زر النشوة، والطبيب كذلك لا يستمع للحالة جيداً، ويتعامل مع الحالة بطريقة ميكانيكية بحته، ويتحول المريض إلى زبون، يكفيه الدواء فقط، برغم أن المشكلة فى معظم الأحيان تنبع من جهل جنسى وفقدان تواصل، وخلل فى علاقة صارت تربصاً وهى فى الأصل سكن ومحبة، لا بد أن يسأل الطبيب متى حدثت سرعة القذف؟ وما هى الأمراض الأخرى، والأدوية التى يتناولها؟ وهل هناك علاقات أخرى خارج نطاق الزواج؟ وهل يحدث فيها نفس الخلل؟..... إلى آخر هذه الأسئلة التى تتفوق على إستجوابات النيابة، ولذلك يفشل علاج سرعة القذف هنا فى مصر، لأن العلاج حوار طرشان بين مريض جاهل أو خجول، وطبيب متسربع أو يتعامل مع المريض على أنه مجرد رقم فى ملف، ويوجه ميكرسكوبه إلى أسفل مريضه فقط، إلى جهازه التناسلى فقط، ويتناسى أنه إنسان كامل متكامل، من الممكن أن تطعن رجولته كلمة أو مجرد نظرة إتهام من زوجته.
تصل خطورة سرعة القذف أحياناً إلى العقم! وهناك حالات كثيرة نشاهدها فى العيادات تقذف بسرعة شديدة تعوق الحمل لأنها تحدث قبل الإيلاج، وهذه مشكلة فى منتهى الصعوبة، وأحياناً لا يتم حلها إلا بالتلقيح الصناعى، وبالطبع خطورة هذا المرض على العلاقة الزوجية تصل أحياناً إلى الطلاق وهدم الأسرة، فاللقاء الجنسى هارمونى له إيقاع متناغم، وعندما يشذ هذا الأوركسترا الجنسى، ويختفى الإيقاع، تتحول موسيقى موتسارت إلى مزيكة حسب الله! وأهم أسباب إضطراب الإيقاع الجنسى فى مصر، أنانية الزوج المصرى، فالبعض يتعامل مع زوجته على أنها مرحاض بشرى يلقى فيها بفضلات كبته ليعطيها ظهره بعد الخلاص من المهمة الكنيفية الإخراجية التى يطلق عليها تجاوزاً وظلماً.. جنس! والبعض الآخر يتهرب من المهمة الثقيلة وعندما يؤديها فهى الروتين بعينه، أيام محددة للقاء بل وساعات محددة، وأحياناً تتم والزوجة مغمضة العينين، والزوج يشرب الينسون، وكله عند الأزواج جنس، إنه إغتصاب شرعى بورقة مأذون! إن سرعة القذف فى معظم الأحيان تطلق رصاصة الرحمة على العلاقة، لأن ما يحدث ليلاً فى غرفة النوم، ينعكس نهاراً فى غرفة الأنتريه، مشاجرات ومشاحنات لأقل سبب، زهق وتربص، تلاكيك وتماحيك!! وتتحول أسمى علاقة فى الوجود، إلى مجرد أداء روبوتى بين لحم ولحم، وليست علاقة سامية حنونة عطوفة محبة بين إنسان وإنسانة.
quot;أنا ماعنديش حاجه.. مابأشتكيش..أنا مبسوط كدهquot;، عبارة طالما سمعها أطباء التناسلية من الرجال الذين يعانون سرعة القذف، والسؤال لماذا يسقط هؤلاء رفيقة الدرب من العلاقة؟ هذا هو مربط الفرس فى مناقشة هذا المرض المركب الغامض المعقد ككرة الصوف وبيت جحا، وإلى أن تحل تلك المشكلة المصرية العربية الأزلية، لا بد أن نتطرق إلى وسائل العلاج التقليدية فى عصر ما قبل الدابوكستين.

أولاً: العلاج الجنسى
التركيز على مرحلة الإيلاج فى اللقاء الجنسى هى كلمة السر فى هذا المرض، فإختزال الجنس فى هذه اللحظة، وتركيزه وتحويله إلى عصير مركز يشرب فى دقيقة، هذه هى المشكلة الرئيسة فى أمراض العلاقة الجنسية عموماً، وسرعة القذف خصوصاً، فالرجل العربى الفحل يرى أن الإختراق هو الحل، وهو الجنس، وهو كل شئ، ولا يعترف بأن كلمة الغزل جنس، والطبطبة جنس، والإحتضان جنس، والحنو والمشاركة وإقتسام رغيف الحب منتهى الجنس!! ولذلك فالنصيحة الأولى التى يقدمها طبيب الأمراض الجنسية لمريضه هى توسيع مجال العلاقة الجنسية، والإهتمام بما قبل الإيلاج، والتعامل مع العلاقة بنظرة طائر وتليسكوب عالم فلك يرى الصورة أوسع وأشمل وأرحب، والبعد عن النظرة الميكرسكوبية التى لا ترى إلا ثقباً ضيقاً من اللحم مساحته سنتيمترات قليلة.
هناك تمرين أو تكنيك مهم جداً وفعال جداً فى علاج سرعة القذف إسمه SQUEEZE TECHNIQUE أو تمرين العصر، وليس هنا مجال شرحه ولكنه بإختصار يدرب الزوج بمساعدة الزوجة على التحكم فى النشوة أوالأورجازم بواسطة الضغط بطريقة معينة على مقدمة العضو التناسلى للرجل، وهناك تمرينات أخرى لتقوية عضلات الحوض ينصح بها الأطباء.

ثانياً: العلاج الدوائى
ليس أمام الأطباء إلا التعامل حتى الآن مع مضادات الإكتئاب التى تستغل أعراضها الجانبية ومنها تأخير القذف أو بعض الكريمات أو الإسبراى المخدر، وهى ليست العلاج الناجع الناجح الحاسم:
أدوية الإكتئاب التى تتعامل مع السيرتونين مثل الزولوفت والباكسيل والبروزاك.
إذا لم يتم التحسن وساءت الحالة يلجأ الطبيب أحياناً إلى الأنافرانيل.
هناك أدوية جديدة كثيرة مثل السيرميون والسيبرالكس...الخ تستخدم فى علاج سرعة القذف.

كل الأدوية السابقة ليست مخصصة لعلاج سرعة القذف فقط، ولا بد أن تؤخذ فترة طويلة قبل ظهور النتيجة.
من الأعراض الجانبية لهذه الأدوية الدوخة والغثيان والأخطر أنها أحياناً تفقد الرغبة الجنسية، وهذه هى المعضلة الكبرى فى علاج سرعة القذف بتلك النوعية من الأدوية.
الكريمات الموضعية التى تحتوى على مادة مخدرة مثل الليدوكايين أحياناً تستخدم، ولكنها دواء مزيف، يشكو منه بعض الرجال ويعتبرونه مثبطاً لإحساسهم ولذتهم الجنسية، وبعض الدراسات العلمية تشير إلى أن الزوجة أيضاً تعانى نفس المعاناة من تخدير إحساسها الجنسى، وفى بعض الأحيان يسبب حساسية.
هناك دراسة جديدة مستمدة من بحث كورى تجرى الآن فى قصر العينى قسم التناسلية تحت إشراف د.حامد عبد الله على حقن مقدمة العضو التناسلى (الحشفة) بمادة الهيالرونيك التى تستخدم فى ملء التجاعيد عند أطباء التجميل، وهناك نتائج واعدة عرفتها من المشرف على رسالة د.عمر الأهوانى التى تناقش هذه التجربة، وهى تعتمد على تقليل درجة الإستثارة المفرطة فى هذه المنطقة.
الجنس ليس ساحة معركة حربية، والنشوة لا تقاس بساعة بيج بن، ولأن الجنس هو اللغة العالمية التى لا تحتاج إلى ترجمة، فنحن فى مصر لا بد أن نعترف بأننا مجتمع مريض بالخرس الجنسى برغم أننا نتحدث فى الجنس ليل نهار!.

[email protected]