الحريري يواجه بعزيمة العاصفة الجديدة التي أثارها عون

بعد 118 يومًا على التكليف الأول برئاسة سعد الحريري، إنحسرت موجة التفاؤل وتبدلت المواقف، فإعلان رئيس التيار الوطني الحر عن تمسكه بمطالبه وشروطه أثار انقسامًا في التفسيرات السياسية، وبات مصير تشكيل الحكومة غامضا. الا ان آلان عون، نائب التيار الوطني الحر أكد ان البحث عن مخرج للتشكيلة الحكوميّة يكون بتقديم سلّة متكاملة بعيدة كل البعد عن المتاجرة بالحقائب والمناصب، من جهته أشار النائب محمد الحجار الى أن امكانات الحل لا تزال قائمة وان التفاوض لا يزال مستمرًا، متوقعًا انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بين عون والحريري للتوصل إلى quot;التشكيلة المثاليةquot;.

بيروت: جاء مؤتمر رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، العالي اللهجة، ليطيح آمال الحكومة ويعيد الامور إلى نقطة الصفر، الامر الذي دفع بمراقبين في لبنان إلى تلقف الدلالة السلبية البالغة التي خلفها عون والاستنتاج بان التوافق على الحقائب الوزارية لم يحصل بدليل عودة عون إلى اللهجة العالية ومطالبته بالمحافظة على حقائبه الحالية بما فيها الاتصالات وحقيبة إضافية كون حجم تكتله زاد بعد الانتخابات، وقوله :quot;يبدو أنّ الحكومة اللبنانية ستتشكّل وأنا آخر من يعلمquot;، معترضًا على كل ما ضجت به الساحة السياسية من تصريحات وتلميحات من quot;منع لوزاراتquot; وتحد في اخرى، على ما قال.

غير أن مصادر داخل quot;التيار الوطني الحرquot;، رفضت ان تتحدث لـquot;ايلافquot; عن الوصول إلى حائط مسدود، مؤكدة ان جل ما اراده العماد عون من مؤتمره quot;الملتهبquot; جاء ردًّا على quot;الحملة المسعورةquot; التي اطلقت ضده من بعض quot;اقطاب الاكثريةquot; بالاضافة إلى حملة اعلامية مضللة حول الحقائب الوزارية. واكدت المصادر ان المؤتمر الصحافي هدف إلى quot;وضع النقاط على الحروفquot; امام الرأي العام بعدما حاول البعض إظهاره مسؤولاً عن فشل المفاوضات في حين انه مستعد لاكمال هذه المفاوضات وينتظر العرض النهائي من الرئيس المكلف.


نائب quot;التيار الوطني الحرquot; آلان عون

هذا الكلام أكده نائب quot;التيار الوطني الحرquot; آلان عون الذي قال لـquot;ايلافquot; ان العماد عون صمت طويلاً على الافتراءات الاعلامية التي صورته بأنه لم يقبل باكثر من حقيبة مهمة، بينما الحقيقة مخالفة تمامًا. فبحسب نائب بعبدا فإن احدًا quot;لم يطرح على العماد عون وزارات العدل والاشغال او وزارة سيادية فكيف يقال انه رفض الحقائب المهمةquot;، ورأى عون إلى ان البحث عن مخرج للتشكيلة الحكوميّة يكون بتقديم سلّة متكاملة بعيدة كل البعد عن المتاجرة بالحقائب والمناصب.

ولدى سؤاله عما يعني بالسلة المتكاملة، كشف عون ان رئيس التكتل عرض على الحريري أكثر من تشكيلة تضم حقائب اساسية يقضي اولها بمنحه حقيبتي العدل والدفاع، وثانيها حقيبتي التربية والاتصالات، وثالثها حقيبتي الداخلية والمهجرين.

كذلك، تساءل عون عن quot;معنى عدم تلقف قوى الاكثرية لمبادرة رئيس تيار quot;المردةquot; سليمان فرنجية، وقبوله بحقيبة دولة في الحكومة العتيدة، وكيف أن تسهيلا كهذا، لا يقابل بتسهيل آخر. ورأى عون في طرح فرنجية quot;تضحية وتنازلاً ومساهمة في حلحلة العقد التي تواجه التشكيل.
وختم عون حديثه لـquot;ايلافquot; بالاشارة إلى أن quot;الأجواء الايجابية تراجعت اليومquot;، مطالبًا الحريري بأن quot;يعي ان اول المتضررين من عدم تشكيل حكومة هو الشعب اللبناني ومن ثم هو شخصيا، علماً أنّ التأخير في التأليف خسارة سياسية له تمامًا كعدم التشكيلquot;.

أما في المقلب الآخر، فتجنبت مصادر quot;بيت الوسطquot; التعليق على ما جاء في مؤتمر عون الصحافي الذي أثار quot;صدمةquot; حقيقية كما اكدت لـquot;ايلافquot;. غير ان النائب محمد الحجار أشار لـquot;ايلافquot; ان امكانات الحل لا تزال قائمة وان التفاوض لا يزال مستمرا، رافضًا حديث بعضهم عن quot;الموت السريريquot; للحكومة، متوقعًا انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بين عون والحريري للتوصل إلى quot;التشكيلة المثاليةquot;.


النائب محمد الحجار

كذلك، رفض نائب الشوف quot;المستقبليquot; الحديث عن امكانية اعتذار الرئيس المكلف مجددا، داعيا لترجمة ارادة اللبنانيين بتأليف الحكومة الى واقع على الارض، من خلال quot;تقديم الجميع لتنازلات مشدداً على أهمية عدم التمترس وراء مطالب معينة عبر التهديد بتعطيل الحكومة كرمى لمقربين او لمواقع ومصالح فئوية وشخصيةquot;.

وامل الحجار في quot;عودة الجميع إلى رشدهم والكف عن سياسة التعطيل المنتهجة منذ فترةquot;، متخوفا من انعكاس الفراغ على الوضع الامني كما حصل في مرحلة فراغ سدة رئاسة الجمهورية.

ورفض الحجار ما يحكى عن انطلاقة ضعيفة للحكومة العتيدة وعدم قدرتها على الحكم في ظل عدم التجانس بين اطيافها وبالتالي تحولها إلى حكومة مواجهة، فأشار إلى أنّ quot;الحكومة التي ستتشكل ستكون حكومة منتجة لأنّها حكومة وحدة وطنية تضم مختلف الفرقاءquot;، مشدّدًا على ضرورة أن quot;يكون اعضاء هذه الحكومة منسجمين وعلى مستوى الاستحقاقات المحلية والاقليمية المقبلة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وحتى امنياquot;.

ويبدو ان، بسحر ساحر ومن دون مقدمات واضحة وبعد أيام على حديث التفاؤل الذي افرط سياسيو لبنان باستعماله، الحكومة المستحيلة قد طارت أو طيرت. فمهلة الرئيس المكلف سعد الحريري تخطت المئة يوم ومسار الامور يشير إلى ان الامور تجنح إلى المجهول ما لم يتم تدارك الامور بشكل سريع، خصوصا ان الصدمة جاء كبيرة بعدما كانت الاجواء، توحي لسبب أو لآخر ان الحكومة باتت على قاب قوسين او ادنى من ان تبصر النور.