ماجده عاشور من عمان: لو قيض لرهام شعث ان تفقد طفليها قضاء وقدرا لهانت المأساة ولاحتسبتهما عند الله عز وجل..ولكن أن يختفي طفلان بريئان فجأة ولا يعثر على اثرهما البتة فهي المحنة والمعاناة المستمره. هذه ليست قصة من نسج الخيال أو قطعة من أدب اللامعقول..بل هي واقع معاش لأم تتجرع الأسى ويعتصرها الالم في كل ثانية من ثواني ساعاتها التي امتد بها الزمن نحو النهايات المفتوحه.
وتروي الأم رهام شعث لوكالة الانباء الاردنية قصة طفليها التوأم حسن وحسام هلال صالح اللذين لم تعد تعرف شيئا عنهما منذ حوالي السبعة أشهر.
وتقول أنها انفصلت عن زوجها والد طفليها بعد زواج استمر ثلاث سنوات بقرار أصدرته المحكمة الشرعية ثم أقامت عند أسرتها هي وأطفالها متفرغة لهم وكانت تعمل مهندسة ديكور في القطاع الخاص.


وفي أحد الأيام أخذ الاب الطفلين منها رغما عنها وعن ذويها وبقيت حزينة متلهفة لاخبارهما وكانت تستطلع امورهما من خلال المدرسة التي اودعهما فيها ولكن بعيد استصدار والدتها لقرار من المحكمة الشرعية بحضانة طفليها وذهابها ومحضر الشرطة لاحضارهما لم تجدهما كما أنها لم تجد الأب/زوجها السابق/وعرفت فيما بعد انه غادر البلاد إلى إحدى الدول العربية الشقيقة وبعد متابعتها واستفساراتها المتكررة لأهله عن طفليها لم تتمكن من معرفة أي شيء عنهما وتم إخبارها أن زوجها غادر البلاد لوحده دون طفليها..وباتت الهواجس والأفكار السوداوية التي تنتابها وتسيطر عليها حول طفليها تتنامى حتى لم تعد قادرة على الاستمرار في عملها وباتت تهيم في الشوارع تطرق الأبواب والمدارس وحضانات الاطفال بحثا عنهما ولكن دون جدوى.
وتقول رهام والألم يعتصر فؤادها ان طفليها بحاجة الآن لعمليات جراحية بعيونهما لخلل فيها حيث اخبرها الطبيب عند ولادتهما بضرورة إجراء عمليات جراحية لعيونهما عند بلوغهما سن الخامسة واحدهما بحاجة لعملية في الوقت الحالي أيضا في جهازه التناسلي وإذا لم يتم إجراؤها الآن فانه فسيؤثر ذلك على مستقبله وهي خائفة ومتوجسة على مستقبل طفليها ولا تعرف ماذا تفعل.
هذه مأساة أم تحلم بضم طفليها إلى صدرها مما دفعها إلى نشر اعلان الصحف ورصد مكافأة مالية لمن يدلها عليهما أو يعرف عن اثارهما واخبارهما شيئا بعد أن عجزت عن العثور عليهما أو سماع ما يطمئنهما عن سلامتهما.
رهام quot;الأم المعذبهquot; طرقت أبواب المستشفيات وجمعيات ومدارس الأطفال وكل القلوب الرحيمة ولكنها لم تعثر عليهما وما زالت تحلم بلقائهما وتبتهل إلى الله ودموعها تكسو وجنتيها أن يعود طفلاها الصغيران إلى حضنها وهو حقها الشرعي والإنساني.


وفي تصريح للناطق الاعلامي في الامن العام الرائد محمد الخطيب لوكالة الانباء الأردنية حول الموضوع قال..أن الأم رهام راجعت مركز امن بيادر وادي السير ومعها الأمر القضائي بحضانة والدتها للطفلين وبناء على هذا الأمر تحركوا إلى منزل والد الطفلين وتم البحث عنهما ولكن لم يتم العثور عليهما وتم ابلاغهم من اهل والد الطفلين انهم لا يعرفون شيئا عن الوالد الذي انقطعت اخباره منذ سبعة اشهر ولا يعرفون شيئا عن الطفلين ايضا.
وبين الرائد الخطيب..أن البحث جار الآن عن الطفلين.