لقطات فوتوغرافية لجنود أميركيين يلعبون بمعدات الحرب
ضحك و لعب و حرب في العراق


صفاء الغانم من البصرة: الجنود الأميركيون الـ 140 الف و الذين يقاتلون على الأرض العراقية من اجل تحقيق النصر حتى النهاية حسب ما يحلو للرئيس بوش ان يطلق على حربه الطويلة الامد انتهجوا طريقاً غريبة و مضحكة للخروج من عنق زجاجة العبوات الناسفة و استهداف الجماعات المسلحة لهم كصيد سهل احيانا و ثمين في الغالب. فبعد ان اصيب عدد منهم بهستيريا الانفصام و الاكتئاب الحاد و عدم السيطرة على الافعال كما تقول الاخبار، واجه الاخرون مصيرهم الصعب و المميت باختراع وسائل تضفي على مهمتهم الخطرة نوعا من المرح و اللعب، للتخفيف من ضغط الحرب المجنونة التي يجدون انفسهم في أتونها ، دون معرفة مصائرهم في ان يعودوا الى الديار مشوهين او ميتين او العودة سالمين وعلى صدورهم نياشين وزارة الدفاع الأميركية وهذا ما يتمنونه.

و تظهر بعض الصور التي نشرت على موقع اميركي على صلة بالبنتاغون في خطوة لخلق نوع من الحميمية بين الحرب و بين جنودها في العراق ، تظهر الجنود وهم يرتدون بزاتهم العسكرية مع كامل معداتهم من الاسلحة و الذخائر ، وهم يمارسون هواياتهم او يضفون جوا من المرح خلال غاراتهم العسكرية، او خلال استراحتهم في المعسكرات.

هناك صورة لمقاتل اميركي خلال مهمة غرب العراق يسير ليرصد اعداء كامنين بينما يخرج من جيب بنطاله ( كلب صغير ) ، و من خلفه يبين جندي عراقي ما يجعل من الصورة انها التقطت اثناء عملية مشتركة.

لكن لقطة اخرى اخذت في منصة اطلاق صواريخ في احدى البوارج الحربية في مياه الخليج العربي ، حيث تظهر اربعة جنود وضعوا انفسهم محل صواريخ يبدو انها اطلقت و تبرز على وجوههم علامات الاستعداد للانطلاق ، في اشارة على انهم وقود حرب ليس الا .

مركبة همر عراقية يجلس على quot; صهوتها quot; جندي اميركي في مهمة قتالية وهو يصوب بندقيته الـ M16 نحو هدف ما ، بينما يبقى الحمار الهزيل quot; مركبة المقاتل quot; ساهما ومنشغلا بوجبة من الشوفان ، مفارقة غاية في الطرافة ، و لايعرف quot; الحمار quot; انه صار جزءا من حرب صقور الادارة على الارهاب ، ولربما تبث قريباً قناة اخبارية فيلما لمحاكمة quot; الحمار الخائن quot; بالاعدام من قبل مقاتلي القاعدة.

وحيث كان يجلس صدام حسين quot; الديكتاتور الهوليودي quot; جلس مقاتل محله ليصطاد السمك في بحيرة صناعية بناها القائد الرمز لاستجمامه ، طالما كان صيد السمك و الاعداء من هويات الرئيس المخلوع ، فاستراحة المحارب تلك كانت في محل منتجع رئيس اقوى نظام مرعب في الشرق الاوسط .

تحسن الوضع الامني في المناطق الساخنة و التي يؤدي بها الجنود الأميركيون مهام مشحونة بالموت ، جعل منهم اصدقاء مقربين من السكان ، حتى انهم يتبادلون النكات او التمتع بتصفح مجلات quot; الجنس الفاضح quot; ، كما تظهر الصورة حيث يجلس عراقي في الخمسينات من العمر بلحية بيضاء بجانب مقاتل من المارينز وهو يتلصص على مجلة اثارة جنسية بينما يقلده في مسك المجلة يظهر على غلافها فاتنة و من ورائهم خوذة جندي ربما ذهب ليقضي حاجته.

اجمل لقطة و اكثرها اثارة للضحك ، تلك التي تسخر من سلاح quot; الهاون 82 quot; ومن قذائفه الموجعة على قواعد القوات الأميركية من قبل المسلحين ، حيث يظهر رام ٍ وهو يضع في فوهة الهاون كرة بيسبول بينما على بعد امتار يتأهب مقاتل اخر بمضرب ليصدها و المقاتل الثالث يصم اذانه ، انها رسالة غاية في السخرية للمسلحين : quot; صواريخكم ، كرات بيسبول نصدها بسهولة quot;.

هكذا تحولت الحرب على الارهاب الى ضحك و لعب و سخرية ، فهذا التحول النوعي في رؤية ادارة الحرب ، بدا على ما يبدو علاجا نافعا لجعل جنود الولايات المتحدة الأميركية يصبرون على البقاء في الارض العراقية الساخنة.

اعيدوا قراءة الصورة مرة اخرى ستجدون وراء كل جندي قصة يكرسها حيال الحرب .