إيلاف تواصل عرض الحصاد الرياضي للعام 2007 ( 6 ndash; 8 )
كأس آسيا إنجاز عراقي تاريخي... ويونس محمود الأفضل

عبد الجبار العتابي من بغداد: تعرض إيلاف في حصادها الرياضي للعام 2007، الحلقة السادسة، والتي نسلط الضوء فيها على الرياضة العراقية ،

العراق 2007 حصاد رياضي مميز على مستوى كرة القدم
التي حفلت بإنجازات تاريخية في العام الحالي، فقد اختار العراقيون الإنجاز الذي حققه منتخبهم الوطني بكرة القدم المتمثل بالفوز بكأس أمم آسيا أفضل انجاز رياضي عراقي لعام 2007 ، فيما اختاروا اللاعب يونس محمود كأفضل رياضي عراقي. وسألت إيلاف العديد من العراقيين في استفتاء خاص بها وشارك فيه رياضيون عراقيون ومشجعون وجمهور، وعدوا أن الفوز بلقب امم اسيا يعد انجازًا تاريخيًا لأنه لم يتحقق من قبل، واستطاع هذا الفوز الكبير أن يحرك الشارع العراقي بشكل عام وعمل على اعطاء صورة بينة عن التلاحم العراقي في هذا الظرف الصعب الذي يمر به، وقد انتشرت الأفراح في المدن العراقية ورفرف العلم العراقي مثل خفقات القلوب المتعطشة الى رذاذ فرح ينعش القدرة العراقية على التوحد.

اما يونس محمود فجاء اخيارهم له لأنه القائد الذي ادار دفة المنتخب وسجل الهدف الغالي في نهائي البطولة، ولكونه نال ثناء عالميًا واضحًا كان مصدر سعادة لهم، فيما جاء اللاعب قصي منير كثاني أفضل رياضي للمقدرة الفائقة التي بذلها بمستواه الثابت ولأنه الجندي المجهول الذي كان وراء شد خطي الدفاع والهجوم ، فيما اختاروا اللاعب نشأت اكرم كثالث افضل رياضي لأنه كان المايسترو مميزًا من بين اقرانه اللاعبين. وحول اهم ما عانته الرياضة العراقية عام 2007 وضع العراقيون اصابعهم على عدم وجود تخطيط صحيح وضعف القيادات الرياضية وسوء الإدارة، فضلاً عن الخلافات القائمة ما بين المؤسستين الرياضيتين اللتين اتفقتا على مبدأ ألا تتفقا، وكل واحدة منهما تعيش في واد وتعمل بمعزل عن الأخرى، وهو الذي جعل الرياضة في العراق تتأخر في تقدمها نحو الامام، إضافة الى الصراعات على المناصب التي همشت الكفاءات وابعدتها والسماح بدخول الطارئين من الشبابيك بحثًا عن (المجد والشهرة) والتي شكلت صورة الواقع الرياضي الذي يشكو من عدم وجود منهج عمل إستراتيجي او قانون ، بل ان الرياضة تدار وفق الاجتهادات الشخصية ، كذلك عدم وجود بنى تحية تسهم في خلق قاعدة وتطور في الاعداد والاستعداد ، وصولاً الى الطامة الكبرى وهي العمل من خارج المركز ، أي بغداد ، وقيادة الرياضة من خارجها وخارج العراق ، وهذا امر لم يحدث في العالم المتحضر او المتخلف .

ومن بين العديد من الاراء التي استطلعناها والتي تجاوزت المئة ما بين رياضي واعلامي ومتابع واشخاص عاديين، اخترنا هذه النخبة ...

* د. ضياء المنشيء ، المؤرخ الرياضي والاعلامي :

- كأس امم اسيا ، هو الابرز لأنه ما كان مبنيًا على القاعدة الاعتيادية الكلاسيكية، وانما لبعد انساني تمثل في غيرة اللاعبين، وقد اصبح الفوز قضية كل

يونس محمود يقبل كأس آسيا
لاعب .

- يونس محمود هو الافضل ، لانه اثبت انه قادر على ان يكون قائدًا بعدما كان نحسًا ونزقًا خاصة في المباراة النهائية ، إضافة الى ان رصيده واحصائياته مهدت له ان يكون اللاعب الاول ، ولدي انطباع جيد عن اللاعب نشأت اكرم فهو تكرار لهادي احمد .

- المشكلة في الرياضة العراقية هي عدم وجود تخطيط علمي وفق علم الاقتصاديات للموارد المالية التي اغدقت بها الدولة ، أي ترشيد الصرف ، وكان بالامكان توظيفها للبنية التحية من قبل الوزارة او الاولمبية ، كذلك عدم استثمار الكفاءات العراقية التي تشكل رأسمال العراق والموجودة في ألعاب الجيش والتربية الرياضية ، وهؤلاء خبراء يمكن الاستفادة منهم ، كذلك الخلاف الموجود بين الوزارة والاولمبية الذي بعضه ظاهر وبعضه باطن ، والدليل ان الجهتين لم تتفقا على العلاقات العامة ، فما بالك بالاستراتيجية ، وعلينا ان نرفع شعار (استقطاب الكفاءات) والا لن تقوم للرياضة العراقية قائمة .

*كريم صدام ، لاعب المنتخب العراقي السابق بكرة القدم ومدرب فريق الطلبة حاليًا :
- الفوز بكأس امم اسيا افضل انجاز عراقي ، وذلك لأنه كان الحصول عليه للمرة الاولى وعمل ضجة كبيرة وصدى واسعًا وحشدًا اعلاميًا وجماهيريًا هائلاً، لإضافة الى انه ولد احاسيس في الشارع العراقي غير مألوفة في الظرف الحالي وحرك الناس بشكل عجيب .

- يونس محمود .. هو الافضل ، وذلك لأنه سجل حضورًا لافتًا للنظر سواء في الدوري القطري الذي حصل فيه على لقب الهداف موسم 2006- 2007 ، أم على صعيد المنتخب الوطني العراقي ورشح الى اكثر من جائزة ، كما انه شكل شيئًا مؤثرًا لدى الشارع العراقي، واستطيع ان اقول إن وجود يونس في الدوري القطري كان مدعاة متابعة واسعة للعراقيين وعوض عن عدم متابعة الدوري العراقي

- اكثر ما عانته الرياضة العراقية هو المشكلة المادية وضعف الدعم الحكومي ، هناك دعم متقطع وهذا خطأ ، نحن نريد قانونًا وليس اجتهادات، واعتقد ان كل المشاكل الاخرى تتعلق بالدعم المادي ، هناك اخطاء وتقاطعات في الوسط الرياضي وسلبيات وايجابيات ، وهناك ناس تعمل (صح) وناس تعمل (خطأ) ولكن النسبة متفاوتة ، والسبب في الضعف الاداري .

* قحطان جثير ، لاعب المنتخب الوطني السابق بكرة القدم ومدرب فريق الصناعة حاليًا :

- اختار انجاز امم اسيا بكرة القدم فهو تاريخي ولم يتحقق من قبل ، ومثل هذه البطولة لها وزنها وطعهما الخاص ، واسعدت الناس على اختلاف اعمارهم .

- انا اختار اللاعب قصي منير كأفضل لاعب لأن عودته الى المنتخب كانت جيدة ومستواه ثابت وهو لاعب ارتكاز مهم لكنه مظلوم ، فهو الذي كان يحافظ على خط الوسط ويدافع ويهاجم ، وهو يميل الى الاثنين ، وانا ارى انه يستحق ذلك .

- اسوأ ما عانته الرياضة العراقية هو عندما تم نقل دوري النخية للموسم الماضي من بغداد الى الشمال ، فتلك سابقة غير جيدة ، كما ان معاناة الاندية التي لم ترتبط بمؤسسات يمثل مشكلة مؤثرة فهي بلا دعم سوى ذلك النزر اليسير ، كما ان الرياضة العراقية كانت ومازالت تعاني من مشكلة خطيرة وهي ان اغلب المسؤولين عليها غير رياضيين سواء في وزارة الشباب او الاولمبية ، ولا اعتقد ان رياضة في العالم تسير وعلى متنها هؤلاء .

- د. سهام فيوري ، الاعلامية والناشطة في مجال الرياضة النسوية :

- امم اسيا .. هو الانجاز الرائع الذي وحد الشعب العراقي في ظرف كان يحتاج فيه الى التوحد والتلاحم والوحدة الوطنية التي نرجوها ، وكان الفوز معبرًا

الجماهير العراقية سعيدة بكأس آسيا
بشكل ادهش الجميع .

- يونس محمود هو الذي يستحق لقب الافضل لأنه سجل الهدف الذي حقق الفوز بالبطولة ، وكان مميزا داخل الملعب .

- اكثر ما عانته الرياضة هذا العام هو عدم وجود تطور ولا اهتمام بالقاعدة من الاشبال ولا بالرياضة المدرسية ، اما الرياضة النسائية فهي مهملة ومهمشة وتم ابعاد القيادات النسوية عن الوزارة والاولمبية ، وكان هذا العام اعلان لنهايتها ، وما نؤشره ايضًا غياب التخطيط والادارة الناجحة وهذه المشكلة الكبرى التي لا تجعل رياضتنا تتطور والتي تترافق مع عدم وجود منشآت رياضية ، واتمنى ألا تكون سنة 2008 سنة مشاركات فقط .

* طارق احمد ، عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم :

- هل هنالك افضل من كأس امم اسيا الذي فاز به العراق لأول مرة في تاريخه ، هذا الفوز الذي عمل على توحيد الشعب العراقي وساعد الحكومة في تأكيد الوحدة الوطنية ، واستطيع ان اقول انه السبب في تحسن الوضع الامني وفي تصافي القلوب ، وعمت الفرحة من الشمال الى الجنوب .

- انا اختار يونس محمود ، لأنه صانع ألعاب ماهر وهداف بارع، إضافة الى اخلاقه والتزامه .
- الوضع المادي والامني هو اكثر ما عانت من الرياضة ، ولا استطيع ان اقول لا توجد مشاكل ولكن اتمنى ان تضع وزارة الشباب والرياضة واللجنة والاولمبية والاتحادات خطة عمل مناسبة ، وألا نبقى مثل السياسيين متحاربين، حرصًا على الرياضة العراقية، فالكراسي تزول ولن يبقى صاحب كرسي في كرسيه، واتمنى ان يذوب الجليد ما بين الوزارة والاولمبية وتتصافى القلوب .

* د. صباح قاسم ، الحكم الدولي:

- حصولنا على كأس اسيا هو الاغلى ، لأن نتائجه ظهرت في الشارع العراقيوغيرت طبع الانسان من الكآبة الى الافراح ، وقبل ذلك لم تكن هنالك فرحة هكذا .

- يونس محمود الافضل لأن الشخص البارز سواء في امم اسيا او دوري المحترفين القطري والعابه مميزة.
- مشاكل الرياضة هي في ان اغلب المناصب لا يستحقها اصحابها ، ولأن اسهل طريق الى الشهرة هو الرياضة فقد دخلها الكثيرون من اجل المناصب

الحصاد الرياضي
وليس خدمتها ، واعتقد ان 50% من اصحاب المناصب غير جديرين بها .

* جبار هاشم ، لاعب دولي سابق :

- كأس امم اسيا الابرز والاهم لأن منتخبنا تجاوز منتخبات كبيرة على الرغم من الظرف الصعب الذي نعانيه جميعًا .

- يونس هو الافضل ، لأنه كان القائد لسفينة المنتخب وصاحب هدف الفوز الغالي وله بصمة في كل المباريات التي لعبها واعتقد انه يستحق ذلك .

- المشكلة .. هي حب المناصب والصراع عليها ، فالاغلب يسعى اليها دون وجه حق ، وهو يخشى ان يطالب بأي حق للرياضة والرياضيين ، ما يهمه هو المنصب وتلك مشكلة لا تتطور الرياضة بها ، هذا إضافة الى الدعم الذي ليس بمستوى الطموح للاعاب الرياضية عموما .

* حيدر علي لازم ، السفير الاولمبي في اللجنة الاولمبية العراقية :

- امم اسيا هو الافضل بين الانجازات لعام 2007 ، لأن احدًا لم يتوقع ذلك الذي لم يحدث في تاريخ الكرة العراقية ، واعطى الفوز انطلاقة جديدة للرياضة بشكل عام وجعل الالعاب الاخرى تحذو حذو المنتخب .

- انا اختار قصي منير لانه لاعب (سبع) يمتلك روحا قتالية عالية في الهجوم والدفاع ، ومع الاسف ان الاعلام لم يعطه حقه ، فوجوده في الملعب لافت للنظر للمتابع .

- ما تعانيه الرياضة الان هي مشكلة البنى التحتية غير الموجودة ، فأين يمكن للرياضي ان يتمرن ويلعب، اما في الاشخاص فلا اعتقد وجود اي مشاكل والذين يقودونها الان جيدون .

* صالح حميد ، حارس مرمى دولي سابق ومدرب في نادي الكرخ حاليًا :

- امم اسيا بالطبع، لأننا لم نحصل عليها من قبل وافرزت حالات اجتماعية كبيرة كان الشعب يحتاج إليها .
- قصي منير هو الافضل بإستحقاق، مستواه كان ثابتًا وكان يمثل نصف الفريق، ولكن لم ينتبه اليه احد ، انه الجندي المجهول الذي قدم مجهودًا رائعًا.

- اهم مشكلة في الرياضة العراقية ضعف اداء المسؤولين ، ووجود قيادات غير ذكية ، وهذا ما ادى الى ضعف الانجازات ، فالدعم الحكومي خلال اربع سنوات لا يقاس بما تم تقديمه على مدى (35) عامًا، هناك كفاءات رياضية لكنها مهمشة ولكن الرؤوس التي تقود الرياضة غبية وتبحث عن مصالحها الشخصية ، ولهذا يتردى حال الرياضة ولن يتحسن .

* كريم فرحان ، لاعب دولي سابق ومدرب فرق الشرطة حاليا :
- ابرز انجاز هو كأس اسيا الذي نحصل عليه للمرة الاولى في أسوأ ظرف في العالم ، وان الفريق لم يعد اعدادًا كافيًا، وهذا يدل على أن للعامل النفسي (الغيرة) دورًا للاندفاع اكثر من اللياقة البدنية والتكتيك .

- يونس هو الافضل لأنه هداف الدوري القطري والبطولة الاسيوية واعطاه العالم المتطور في كرة القدم قيمة وجعله اللاعب العربي والاسيوي الاول ومنحه رقم (29) بين لاعبي العالم وهذا ليس تعاطفًا معه او بمزاجي ولكن لأنه يستحق، ولا يقل عنه نشأت (الامبراطور) شأنا .

* احمد كريم ، مشجع رياضي ومتابع :

- الفوز بكأس اسيا هو الابرز لانه اعاد إلينا الثقة بالكرة العراقية ، واثبت ان الغيرة العراقية تحقق المعجزات .
- اختار يونس محمود ومعه قصي منير ، فهذان اللاعبان لديهما قدرة عجيبة على الابداع والتأثير بالمقابل ، يونس مهاجم بارع وهداف اذا زال منه النحس يزول من كل الفريق ، وقصي الداينمو الذي لا يهدأ ووجوده في الوسط يؤثر بشكل ايجابي على جميع اللاعبين .

- مشكلة الرياضة في عدم وجود ملاعب ولااهتمام بالقاعدة والظاهر ان هناك صراعات على المناصب وقيادات تقود الرياضة من الخارج ولا تعرف ما يحدث في الداخل وهؤلاء لا يفكرون الا بمصالحهم .