تساؤلات عديدة بدأت تظهر فى الآونة الأخيرة حول أهمية لبن الإبل ومدى إمكانية استخدامه كدواء لعلاج الكثير من الأمراض التى تصيب المرأة والطفل بل وأيضا مدى إمكانية استخدام زبد لبن الإبل فى الطهى أو كأحد مواد التجميل لدى النساء!! كل هذه التساؤلات توجهنا بها إلى الدكتور أشرف محمد ناظم الأستاذ بقسم الرقابة على الأغذية بكلية الطب البيطرى بجامعة الإسكندرية الذى أكد أن القارئ لتاريخ العرب يتضح له أنهم استخدموا حليب الإبل فى معالجة الكثير من الأمراض ومنها أوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد وخاصة تليف الكبد وأمراض الربو وضيق التنفس ومرض السكر واستخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسى حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج إضافة إلى أن لبن الإبل يساعد على تنمية العظام عند الأطفال ويقوى عضلة القلب ولذلك تصبح قامة الرجل طويلة ومنكبه عريض وجسمه قوى إذا شرب كميات كبيرة من هذا اللبن فى صغره وتشير كتابات الماضى البعيد إلى أن العرب استشفوا بفطرتهم المعهودة أن لبن الإبل يحمى اللثة ويقوى الأسنان نظراً لاحتوائه على كميات كبيرة من فيتامين "C" ويساعد على ترميم خلايا الجيم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة.
ويضيف الدكتور أشرف أن الأبحاث والدراسات العلمية أثبتت صدق ما توصل له العرب فى الماضى حول فوائد لبن الإبل حيث توصل العلماء إلى أنه دواء وشفاء لكثير من الأمراض مثل مرض السكر وسرعة إلتئام الجروح والعمليات الجراحية وعلاج نزلات البرد والنزلات الشعبية وخفض مستوى الدهون فى الجسم نظراً لأن المحتوى الدهنى لهذا اللبن لا يتكون من أحماض دهنية ترفع نسبة الكولسترول فى الدم وما يسببه ذلك من مشاكل صحية حيث أن تركيب دهون لبن الإبل تتوزع على شكل كريات دقيقة الحجم للغاية مرتبطة بجزئيات البروتين كما أن سكر اللبن "اللاكتوز" وهو المسئول عن حلاوة اللبن يظل محتواه فى لبن الإبل دون تغير منذ الشهر الأول لموسم الإدرار وفى نهايته أما بالنسبة لمحتوى لن الإبل من العناصر المعدنية فعلى الرغم من أن اللبن المنتج من الإبل التى تحصل على احتياجاتها من ماء الشرب بدرجة كافية ومنتظمة تنخفض فيه نسبة الدهون والبروتين واللاكتوز إلا أن محتوى اللبن من الصوديوم والكلوريد تزداد وهذا هو السبب فى المذاق المائل للملوحة فيه مما يجعله فى نفس الوقت مفيد فى تعويض ما يفقد من هذه العناصر المعدنية الهامة من خلال عرق الإنسان الذى يبذل جهداً فائقاً ويشير الدكتور أشرف إلى أن جميع الأبحاث التى أجريت على لبن الإبل تؤكد نتائجها على أن تركيب الأحماض الأمينية فى لبن الإبل يشبه هرمون الأنسولين وأن نسبة الدهن فى لحوم الإبل قليلة جداً وتتراوح ما بين 1.2 % إلى 2.8% وأن لبن الإبل يحتوى على كمية فائقة من فيتامين "C" بما يعادل ثلاثة أمثال مثيلة من ألبان الأبقار فى حين تصل نسبة "الكازين" إلى 70% من البروتين فى ألبان الإبل الأمر الذى يجعله سهل الهضم والامتصاص مقارنة بحليب الأبقار التى تصل النسبة فيه إلى 80%، كما كشفت نتائج الأبحاث عن مفاجأة أكبر وهى احتواء ألبان الإبل على نسبة عالية من المياه تتراوح بين 84% إلى 91% وهى نسبة غير موجودة فى أى نوع من الألبان الأخرى هذا إلى جانب أنه يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12يوماً فى حين أن حليب الأبقار يحتفظ بخواصه لمدة لا تزيد على يومين ومتوسط موسم الحلب فى الإبل يصل إلى 12 شهر فى مقابل 6 شهور فى الأبقار وشهور فى الأغنام.
لذلك ينصح الدكتور أشرف بأهمية تناول لبن الإبل أن أمكن ذلك خاصة لحديثى الولادة فتناول كوب من لبن الإبل قبل النوم مع ملعقة عسل نحل يوميا يكفى لنوم هادئ وصحة جيدة وله آثار طيبة فى علاج السمنة وتخفيض الوزن دون آثار جانبية، كما أنه مفيد للعظام وعلاج هشاشته عند كبار السن والنساء، كما أنه يمكن استخدام زبد لبن الإبل فى الطهى نظراً لاحتوائه على الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة والتى تؤهل هذا الزبد لكى يستخدم فى تصنيع مستحضرات التجميل التى تستخدمها النساء.