عصام المجالي من عمّان:تبلورت فكرة محطات المعرفة الأردنية، من رؤية الملك عبد الله الثاني بالتحول إلى الاقتصاد الرقمي والمعرفي والتي تمثلت بإتاحة الفرصة للمواطن الأردني لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كأداة فاعلة لخدمة المجتمع المحلي بمختلف فئاته مع التركيز على المجتمعات الريفية والنائية بهدف تجسير الفجوة الرقمية بين محافظات المملكة.
وهدفت الرؤية الملكية إلى تطوير القوى البشرية وإكسابها مهارات الاقتصاد الحديث لزيادة قدرتها التنافسية في الحصول على الوظائف ورفع كفاءتها العملية، وذلك من أجل تكامل الجهود للمساهمة في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة على مستوى التجمعات السكانية تنعكس آثارها المباشرة على حياة ورفاهية المواطن.
وبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من الخدمات المقدمة في محطات المعرفة ما يقارب 70 ألف مواطن في مختلف مناطق المملكة، توزعت بين 45 ألف مستفيد من خدمات التدريب و25 ألف مستفيد من الخدمات الأخرى.
وتقدم محطات المعرفة الأردنية خدمات مختلفة، منها خدمات التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات و خدمات استخدام التكنولوجيا كوسيلة مساعدة لأحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية والتدريب المتخصص في بعض المحطات في مجال تكنولوجيا المعلومات،وتقديم خدمات الحصول على المعلومات واستخدام الانترنت والتعليم الإلكتروني .
و أُطلقت مبادرة تأسيس مراكز تكنولوجيا المعلومات وخدمة المجتمع (سُميت فيما بعد مبادرة محطات المعرفة الأردنية) وتشكلت لجنة ملكية لمتابعة عملية إنشاء محطات المعرفة وضمان استدامتها في عام 2001. وتأتي هذه المبادرة كخطوة عملية في طريق اعتماد تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في المجتمعات المحلية تمهيداً لتفعيل استخدامات الحكومة الالكترونية في خدمة المواطنين في أماكن تواجدهم.
وأوكلت إلى مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني مهمة تنفيذ المشروع وقام بإعداد دراسة تحدد التوزيع الأمثل لمحطات المعرفة على جميع المحافظات والتجمعات السكانية في المملكة.
وتوصلت الدراسة إلى أن تحقيق أهداف المبادرة يتطلب إنشاء 100 "محطة معرفة" يتم توزيعها حسب أسس ومعايير تراعي العوامل السكانية والاجتماعية والجغرافية لمناطق المملكة.
وكلفت اللجنة الملكية مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني للقيام بمهمة تنفيذ المشروع والذي يشمل إنشاء محطات المعرفة والإشراف الفني عليها وتوفير وسائل الربط بالشبكة العالمية الانترنت بالإضافة إلى مهمة متابعة العمل في تلك المحطات بهدف ضمان ديمومتها ونجاحها في القيام بأعمالها ونشاطاتها.
وتولى مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني تلك المهمة بالاعتماد على كادره لاختيار المكان والجهة المشاركة المناسبة لمحطات المعرفة، والإشراف على تنفيذ الأعمال الإنشائية والمدنية لضمان صلاحية المكان من الناحية الفنية والعملية، وتوفير التجهيزات الفنية، وتوفير الأثاث اللازم والمناسب، وتوفير وتطوير المناهج التعليمية والتدريبية اللازمة للدورات ولكافة المستويات التدريبية، وتقييم وتأهيل المدربين، والإشراف الفني على محطات المعرفة، ومتابعة خطط عمل محطات المعرفة وتطويرها،وإعداد ورفع التقارير الدورية حول أعمال وإنجازات محطات المعرفة للّجنة الملكية.
وأدت هذه القدرات التنظيمية الإدارية والفنية جنباً إلى جنب مع الدعم المالي الذي يقدمه صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية إلى خلق شبكة من الشركاء نابضة بالحياة والنشاط لدعم محطات المعرفة، تضم فيما بينها أفضل النشاطات والفعاليات المركزية واللامركزية من أجل إيصال ناجح للخدمات ذات الجودة العالية ، وخدمات التعليم والتدريب ، كالتعليم عن بعد ، والتدريب المعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوصول اللامحدود لشبكة الإنترنت.
وعمدت مبادرة محطات المعرفة الأردنية إلى تكريس مفهوم الشراكة بين المجتمعات المحلية في عملية تأسيس المحطات وإدارتها وتشغيلها من قبل المؤسسات المشاركة العاملة في المجتمعات المحلية التي تتواجد بها تلك المحطات وتحرص المبادرة على أن تكون تلك المشاركة فاعلة يتعاون بها كافة مواطني تلك التجمعات وذلك من أجل إيجاد وتعزيز الشعور بالمسؤولية والانتماء والتي تساهم في أحداث التنمية التي تهدف إلى تطوير مجتمعاتهم .
وتم اعتماد أسس منهجية في اختيار المؤسسات المستضيفة للمحطات وترتكز على الخبرة والقدرة والمعرفة في خدمة المجتمع المحلي إنشاء المحطة ضمن موقع المؤسسة المشاركة يساعد تلك المؤسسة على القيام بدورها في خدمة المجتمع و الرغبة والحماس لدى المؤسسات المستضيفة للعمل من أجل ضمان ديمومة المحطات ونجاحها .
وعملياً فإن هناك عدة جهات مستضيفة لمحطات المعرفة الأردنية والتي تشكل مؤسسات المجتمع المحلي ممثلة بالمجالس البلدية، ومراكز الصندوق الأردني الهاشمي، ومراكز الشباب التابعة للمجلس الأعلى للشباب، ومؤسسة نور الحسين، ومؤسسة نهر الأردن، واتحاد الجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية .
و مع ربط كل محطة من محطات المعرفة بالشبكة الوطنية لمركز تكنولوجيا المعلومات الوطني يتم إتاحة الفرصة للمجتمعات المحلية لتبادل المعلومات وتقاسم خبراتها ومعرفتها في النواحي المختلفة مثل الصحة والتعليم والبيئة من خلال وسائل الاتصالات الفعالة.
ومن خلال توفير وتسهيل عمليات نقل وتبادل المعرفة والممارسات والنشاطات والعبر المستفادة ، فإنّ شبكة محطات المعرفة تسمح لجميع المجتمعات ، وبخاصة المجتمعات الريفية والتي تقطن المناطق النائية، بالمشاركة الفاعلة في اقتصاديات المعرفة في العالم.
- آخر تحديث :
التعليقات