يسأم المرء في هذا الوطن الكبير على قلوبنا، الصغير بجغرافيته على العالم عندما نرى القليل منا من ينادي بحماية ثروات ارضنا من نخل وبحر واثار وغيرها. بمعنى آخر إن هناك نفرا من البشر والمسئولين في بلادنا لايزال يصم أذنيه غير آبه بما تقترفه تصرفاته العبثية بحق بيئتنا وتاريخنا الطويل الذي يزخر بالكثير وليس بالقليل من كل حقب التاريخ التي عرفتها كتب الإنسانية في الغرب والشرق.
هذا ليس كلاما إنشائيا...ولا كلام مجاملات أو تجاهل للحقائق كالذي يطلقه وزوارنا وحاليا وزيراتنا في جلسلات الشورى والنواب.
فالوعود لا تعد ولا تحصى وأيضا الكذب والنفاق المتواصل الذي لا يفارق شفتي أي رجل أو امرأة في منصب صنع القرار بانه يدعو ويسعى لتحقيق آمال رجل الشارع العادي أو طموح الطبيب أو المهندس أو غير ذلك لانه في الواقع كلام مستهلك... فكل ما يتحقق كلام يرضي مصالح المسئول الشخصية!
لن نطيل كثيرا عن هذا الكلام الذي ضاق صدرنا به من كثرة الكتابة فيه لكننا نأمل من البعض ان كان ضميره حيا ان يسعى الى تحقيق ما قد يبهج به المواطن الصغير قبل الكبير...فعين ابو عليوه وافلاجها ليست موقعا عاديا ولا يمكن تقسيم الموقع الى جزئين بل لابد من استملاك الموقع باكمله وتحويله الى مقصد سياحي كما ذكرت في مقال سابق... فكيف يتم المحافظة على الموقع ان كان البعض لا يكترث بتاريخه...؟ لماذا علينا ان نصمت ونرضى بواقع اناني؟ لماذا لا يؤخذ الموضوع على محمل الجدية من قبل الدولة التي من واجبها ان توفر مرافق سياحية وترفيهية للمواطن والمقيم ام علينا ان ننتظر ضغوطا خارجية لتحفظ آثارنا من جرائم منتظرة؟
نتساءل على الدوام وننتقد على الدوام دون فائدة... فالجميع يقوم بنصف العمل المطلوب فحتى لو جاءت فرق التنقيب الأجنبية في الموقع لن يجدي شيئا فقد قاموا بمثل هذا العمل بالنسبة للقنوات المائية الاخرى في الجسرة والمالكية وغيرها في الثمانينات والتسعينات لكنها توقفت لسنوات... وهو يعود الى مزاجية المسئولين أو بسبب تجميد صلاحيات إدارة الاثار منذ زمن، الى غيره من الأمور.
فحتى لو تعاونت بعض الجهات لن يكفي ذلك دون ان تخطو الحكومة بثقلها الحقيقي دون لف أو دوران لانقاذ ما يمكن انقاذه... للاسف المسآلة القانونية في هذا الموضوع غائبة كغيرها من الموضوعات التي لاتزال عالقة حتى الآن!
نكرر مرة اخرى من واجب الدولة والجميع تحقيق ذلك، فمن المخجل حقا ان نطمس ونقتل تاريخنا بأيدينا كما حدث في اكثر من مرة!