فلسطسنو لبنان محبطون بسبب حرمانهم من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية
رولا نجم من بيروت: يتابع فلسطينيون ترتيبات انتخابات الرئاسة من منازلهم في مخيمات اللاجئين القذرة في لبنان وسط مشاعر قلق من ان تتركهم القيادة الفلسطينية الجديدة في المنفى الى الابد.
ويوجد نحو 350 الف لاجيء فلسطيني مسجل في لبنان ضمن ملايين تفرقوا في انحاء الشرق الاوسط بعد فقد منازلهم مع قيام اسرائيل.
وقد استبعدوا من التصويت في الانتخابات التي تجري الشهر المقبل لاختيار خليفة للرئيس الراحل ياسر عرفات ويخشى كثيرون ان تطيح النتيجة بامالهم في العودة لديارهم مرة اخرى.
ورغم استياء كثير من اللاجئين من عرفات قائلين انه تخلى عنهم بتوقيعه اتفاقيات اوسلو عام 1993 فان كثيرا من الفلسطينيين في المنفى يعتبرونه رمزا. ويرى البعض الان ان خلفاءه المحتملين ربما يتخلون عنهم الى الابد.
وابرز المرشحين لتولي الرئاسة هو محمود عباس وهو المرشح المفضل لدى المؤيدين
وابرز المرشحين لتولي الرئاسة هو محمود عباس وهو المرشح المفضل لدى المؤيدين الامريكيين لاسرائيل ويرى كثيرون انه المرشح الذي يمكنه احياء عملية السلام المتوقفة منذ اربع سنوات بسبب اراقة الدماء.
الا ان بعض اللاجئين يفضلون مرشحا اقل اعتدالا.
وقال فارس لطفي (28 عاما) هو يقف في محل صغير للاقراص المدمجة يديره باحد المخيمات الفلسطينية في لبنان "اخشى ان ينسى ابو مازن (عباس) حقوق الفلسطنيين بمافي ذلك حق العودة."
ولم يعلن عباس انه يعتزم التخلى عن حق العودة غير ان بعض اللاجئين ينتابهم القلق.
واضاف لطفي "عملية اوسلو لا تسمح لنا بالمشاركة في الانتخابات .اذا اتيحت لي الفرصة كنت ساختار مروان البرغوثي."
وفي مرحلة ما أعلن البرغوثي احد قادة الانتفاضة الفلسطينية المسجون في اسرائيل انه سيخوض انتخابات الرئاسة. وكان عدد كبير من اللاجئين يتمنون الا ينسحب من السباق ويعتقدون انه اكثر مرشح يحتمل ان يساند قضيتهم
وقال شاهين (42 عاما) الذي رفض ذكر اسمه الاخير "يكسب المسؤولون الفلسطينيون الكثير على حساب شعبهم. كل شيء معد والفائز في هذه الانتخابات معروف بالفعل وهو ابو مازن. يحتاج شعب فلسطين العظيم زعيما حقيقيا يقدر تضحيات شهداءنا بعد وفاة عرفات."
وينظر كثيرون في لبنان للمخيمات الفلسطينية بعداء. وترى الحكومة ان اللاجئين ومعظمهم من المسلمين يمثلون تهديدا للتوازن الطائفي الهش الذي انهار خلال الحرب الاهلية في الفترة من عام 1975 الى 1990 والتي لعبت فيها الميليشيات الفلسطينية دورا بارزا.
ولا يمنح لبنان اللاجئين الجنسية ويحرمهم من حق التملك والعمل خشية ان يستقروا فيه الى الابد.
واسوأ كابوس بالنسبة لهؤلاء اللاجئين ان يجدوا انفسهم مستبعدين من دولة فلسطينية تتأسس من خلال المفاوضات ويرون ان عملية السلام تهمش حقوقهم ويخشون ان يطويهم النسيان او يهمل امرهم.
وقال اسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في لبنان ان استبعاد اللاجئين من الانتخابات التي تجري في التاسع من يناير كانون الثاني سيؤدي الى اسقاط ملف اللاجئين ككل. واعلنت حماس مقاطعتها للانتخابات.
وأضاف حمدان أن هذا خطر حقيقي وشديد وليس مجرد وهم. وتابع "ياسر عرفات كان زعيما عظيما لكل الفلسطينيين لكن عباس لم يكن زعيما ابدا ولا يهتم الا بالفوز بالرئاسة."
وقال حمدان ان المطلوب هو قيادة تمثل جميع الفلسطينيين وتتمتع بالشرعية كي تطالب بالحقوق الفلسطينية وبصفة خاصة حقوق اللاجئين امام العالم بأسره وتحت اي ظروف.
واعلنت منظمة الجهاد الاسلامي ايضا مقاطعتها الانتخابات. وتتمتع حركة فتح التي يمثلها عباس بوجود أكبر من حماس والجهاد الاسلامي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وترى الجماعتان المتشددتان ان الانتخابات وسيلة لحشد الدعم للسلطة الفلسطينية التي تشكلت في ظل اتفاقيات اوسلو التي يرفضها كل منهما.
وقال ابو عماد الرفاعي ممثل الجهاد الاسلامي في لبنان ان اتفاقات اوسلو أعاقت دور اللاجئين في الانتخابات المقبلة ولن تضمن خارطة الطريق أو اي اتفاقية اخرى حقوق الفلسطينيين
ويرى بعض اللاجئين ان انتخابات يناير مؤامرة امريكية واسرائيلية لفرض ارادتهما على الشرق الاوسط.
وقال محمود عيسى (53 عاما) "تريد اسرائيل والولايات المتحدة منع اللاجئين من التصويت وقد عملتا من اجل ذلك في السابق.
"انه مفهوم تتبناه الحكومتان أتيا بحامد كرزاي ليحكم افغانستان واياد علاوي ليحكم العراق والان محمود عباس ليبسط سلطته على فلسطين."
ويخشى كثير من الفلسطينيين في لبنان من ان يضر استبعادهم من التصويت بفرصة انتخاب حكومة تمثل رغباتهم وليس رغبات واشنطن.
وقال لطفي "اعتقد ان مشاركة نحو خمسة ملايين فلسطيني في الشتات سيحدث فرقا في انتخابات التاسع من يناير... لكن رغم ان كل الظروف ضدنا فاننا نشجع اشقاءنا للتصويت باعداد كبيرة من أجل تغيير مصير فلسطين."
التعليقات