الإسكندرية: المدن مثل البشر، قد ترى بشرًا يأسرونك فلا تقوى على نسيانهم وكذلك قد ترى مدنًا فلا تقدر أن تعجب بسواها، ومن تلك المدن التى لها أثر عميق فى نفس كل من رآها وهواها مدينة الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط ، تلك المدينة التى تحتفل فى ابريل من كل عام بميلادها حتى بلغت الآن نحو 23 قرنًا من الزمان ، والانبها بالاسكندرية المصرية وهى واحدة من ضمن 58 مدينة عالمية تحمل هذا الاسم كما أنه ليس جديدا ، ولم يكن الكاتب الايرلندى العالمى لورانس دايل هو وحده المبهور بتلك المدينة العريقة التى وصفها بأنها معصرة الحب ، فالاديب المصري العالمي نجيب محفوظ قد عبر ايضا فى روايته ميرامار بأن الاسكندرية هي نبع الحب ، وهى تعنى فى الشعور الانساني، السحر عند الصبح والغموض فى العشية ، وقد وصفها الإغريقي دينوقراطيس مهندس الاسكندر الاكبر مكتشفها بأنها شمس العالم بروعة عماراتها وشخصية اهلها وأثارها ، وقد ازدانت الاسكندرية منذ ثلاث سنوات بمكتبتها التى اعيد احياؤها من جديد واصبحت تمثل مركزًا من اهم مراكز الاشعاع الثقافي فى المنطقة العربية .ولا ننسى مساجد الاسكندرية العريقة التى شيدها اعلام الفكر والتصوف والفلسفة الاسلامية ، مثل مسجد سيدي المرسي أبو العباس أنبغ تلاميذ الامام الشاذلي ، ومسجد الامام البوصيري صاحب البردة الشهيرة ، ومسجد ياقوت العرش ، ومسجد القبارى ، ومسجد العجمي وسيدي بشروبالاسكندرية اسماء عديدة للبقاع العربية فهناك عدة اسواق شهيرة منها سوق ليبيا وسوق سورية وزقاق المغاربة حيث كانت هناك معاملات عديدة بين تجار الاسكنرية وتجار من شتى بقاع الدنيا.

الصيف والاسكندرية

واسم الاسكندرية يرتبط لدى العامة بالصيف والمصيف ، فتلك المدينة تستقبل فى موسم الصيف نحو أربعة ملايين من شتى انحاء مصر وايضا المصيفين العرب وخاصة ابناء ليبيا جارة الاسكندرية ، وان كانت شواطىء الاسكندرية قد اجتذبت العامة الا ان الصفوة قد نزحت الى الشواطىء الشمالية الغربية فيما يسمى بالساحل الشمالي الذي تمتد فيه القرى السياحية الى ما بعد مرسي مطروح غربًا ، وتبدل الحال واصبحت شواطىء مدينة الاسكندرية المجانية جاذبة للبسطاء ، واصبح الان من الصعب استرداد صفوة المجتمع لشواطىء الاسكندرية مرة اخرى على الرغم من ملايين الجنيهات التى تم انفاقها من اجل تطوير شواطئها !

ومن اشهر شواطئها شواطىء المنتزة ، والمعمورة ، وسيدى بشر ، والعصافرة ، والابراهيمية ورشدى ، وأبو هيف ، وجليم ، وسن ستيفانو ، والشاطبي ، وميامي ، والمندرة ، وتلك الشواطىء يرتادها المصطافون ليس نهارًا فقط ولا تمتد سهراتهم حتى الصباح ، وتشهد مدينة الاسكندرية رواجًا كثيفًا فى مجال تأجير الشقق للمصطافين هذا الرواج يبدأ من شهر مايو وينتهي فى شهر سبتمبر من كل عام ، والعديد من أهالي الاسكندرية يخصصون عفاراتهم للاستثمار صيفًا وتعتبر لدى البعض مصدر الدخل الوحيد الذى يحيا عليه باقي العام ، وتترواح ايجارات الشقق ما بين مئة جنيه الى ثلاثمائة جنيه لليوم الواحد .

ويستطيع المصطاف الاستمتعاع ايضا بزيارة المزارات السياحية مثل قلعة قايتباي ، ومكتبة الاسكندرية بمنطقة الشاطبي بجوار جامعتها ، والمتحف الروماني اليوناني ، والمتحف البحري ، ومتحف الاحياء المائية ، ومتاحف اشهر فناني الاسكندرية منهم متحف محمود سعيد فنان البورتريه الشهير ، ومقر بينالي الاسكندرية لدول البحر المتوسط وغير ذلك من المعالم الثقافية والعمرانية .