* لماذا بدأ الدمويون الجدد في اختيار استراتيجية أكثر عنفاً ؟

سلطان القحطاني من الرياض: هي شرارةٌ واحدة فقط بإمكانها أن تتسيد هذا الهشيم الرمادي وتسيره إلى أفق منحسر وأكثر إنغلاقا، وهي الشرارة نفسها التي تجعل من التباين والإختلاف فعل عداء يجب ردعة لأنه آخر مختلف لايسير متوافقا مع الإيدولوجية المتبناة لجماعة ما تسيطر على تأويل معين لعقيدة تكون أكثر إنفتاحا وحداثة ، ولكن الإنفتاح المنهجي لا يتضح من اول وهلة هكذا إلا إن تم إعمال النظر في كل أبعاده وتجلياته بعيدا عن الرأي المسبق المترسخ نتيجة تراكمات إجتماعية ، أو إشارات فكرية مضى عليه الدهر ولم تعد جديرة حتى بالنظر ، لكن هذه الأفكار المترسبة تاريخيا أصبحت الآن هي المسير لأكثر المتشددين بربريةً وعطشا للدماء من منبت التصدير الإفغانستاني إلى موقع الإستيراد السعودي والعراقي وربما العالمي ، هكذا يصبح الإرهاب ظاهرة كونية احارب عالما بإسرة هو الطرف الأكثر تضررا والأكثر غضبا ، وكل هذا التشدد يأتي متوائما تحت لواء دين جديد برؤية أكثر ضيقاً ، وثقافة تعتمد قطع الرؤوس منهجا وطريقاً ، ولعل الرأس المقطوع وسئ الحظ من بين كل الرؤوس هو رأس الرهينة الأمريكي بول جونسون المذبوح من قبل التنظيم الإرهابي في السعودية في يونيو /حزيران الماضي، حيث لم يعثر حتى هذه اللحظة لا عن رأس ولا جسد .. ولا أصابع حتى لكي تؤنس مراسم جنازته ، ولعل الأكثر إيلاما هو مناشدة شقيقة المستمرة بالحصول على معلومات لم تصل حتى هذه اللحظة ، لكي يعرف مالذي يمكن أن يفعلة.
لم ينته الأمل لكنه مات !!

وتحدث واين جونسون (48 عاما) في أحاديث صحفية عدة بأنه لم يتسلم أي معلومات جديدة تتعلق بجثة شقيقه القتيل بول ،وقال جونسون "شقيقي كان بريئا، وتم تجاهله، إنني أصلي أن تنته المسألة لأستعيد سلامي الداخلي."
وكان بول جونسون (49 عاما) وهو مهندس يعمل لدى شركة "لوكهيد مارتن" في الرياض، اختطف في 12 يونيو /حزيران الماضي ،وفي الثامن عشرة من نفس الشهر، نشر موقع إسلامي ثلاث صور فوتوغرافية لجثة جونسون مقطوعة الرأس.وكان عبد العزيز المقرن، زعيم تنظيم القاعدة في المملكة السعودية، قد هدد بقتل الرهينة الأمريكي، ما لم تفرج السلطات السعودية عن المعتقلين الذين ينتمون للقاعدة، ومغادرة الغربيين الجزيرة العربية.
وكانت تقارير أولية لمسؤولين سعوديين أشارت إلى إيجاد جثة جونسون في ذات اليوم من قتله في شمال العاصمة السعودية، إلا أنه سرعان ما تم نفي التقارير في وقت لاحق، فيما لم تصدر أي معلومات جديدة في خصوص المسألة منذ ذلك الحين.
ويفكر شقيق الرهينة في إرسال رسالة أخرى موجهة للحكومة السعودية، تطالبها بالمساعدة على استعادة الجثمان.

رأسٌ آخر ربما يتدلى

على الصعيد ذاته قالت شركة سعودية انها مستعدة لمغادرة العراق تلبية لطلب متشددين يحتجزون سائق شاحنات مصري رهينة في العراق، والرهينة الذي ربما يتدلى رأس خلال أيام قليلة مصري الجنسية ويدعى محمد الغرباوي ، وعرضت شبكات التلفزة العربية صورا لملثمين يهددون بقتلة إن لم ترحل الشركة خلال 27 ساعة ، وعرضت الشركة 15 الف دولار مقابل إطلاق سراح الرهينة على الرغم من مطالبة الجهة الخاطفة بمليون دولار لإطلاق سراحة . وكان الغرباوي قد اختطف أثناء نقلة لشحنة وقود وهو يعمل في الشركة السعودية منذ ثماني سنوات .