بيروت: "اني اعلنكما زوجاً وزوجة في السراء والضراء، انا غادة اعلن زواجي من سامي، لاحبه واحترمه حتى يفرقنا الموت".
على مر السنوات وفي ظل ظروف الروتين ينكس الزوجان عهدهما في الارتباط الابدي، لتختفي الوعود وليحل محل الحب والتفاهم البغض والكراهية وتصبح الحياة الزوجية جحيماً مطلقاً ولا يعد الزوجان يرغبان الا في أمر واحد: التخلص من الرباط الزوجي الذي يجمعها، لكن الامر ليس بالسهولة المطلقة خصوصاً لدى الطائفة المسيحية في لبنان التي تعتبر ان "ما جمعه الله لا يفرقه انسان" ويخرج الزوجان من رباطهما بعد جهد جهيد وتعب نفسي يلاحقهما فيقررا عدم خوض التجربة ثانية.
والسؤال المطروح هل سبب الطلاق الحالة الاقتصادية ام الخيانة الزوجية ام حتى عدم تحمل المسؤوليات ويعتبر المحامون المختصون ان كل تلك العوامل مجتمعة تؤثر بالطلاق كما يرى المحللون الاجتماعيون ان الامر عائد الى الاشباع الغرائزي الذي يسعى اليه الزواج بغض النظر عن الاشباع الفكري.
غير ان الطلاق في لبنان لم يصل الى حجمه في البلدان الاوروبية والاميركية ويبقى الاطفال الضحية الرئيسية التي تنتج عن الطلاق خصوصاً عندما يستعملون كحجج من كل طرف.
ان الحديث عن الطلاق في لبنان لا يمكنه ان يتغاضى عن الموقف السلبي للشباب من الزواج بحد ذاته ويقول المحلل الاجتماعي عبدو قاعي ل"إيلاف" :"الشباب لا يتزوجون اليوم خشية الطلاق، علما ان الفتيات يسعين اليوم الى التعلم والتألق في مجالهن العملي ما يؤخر سن الزواج وتشير آخر الاحصاءات ان 55% من الشابات اللبنانيات عازبات في سن ال32 علما ان معدل الزواج للبنات في لبنان تحول الى 28 بعدما كان 24 عاماً ولدى الشباب من 28 الى 32 عاماً. ويضيف قاعي:"ان الحال الاقتصادية في لبنان ساهمت في تراجع سن الزواج خصوصاً ان الطرفين يسعيان الى الحصول على وظيفة والمرأة اليوم بعد خوضها المجال العملي تسعى للحصول على نفوذها في الحياة الزوجية ما يؤدي الى تهرب الشباب منها"، وبالنسبة له فان معظم الزيجات اللبنانية عقلانية وليست بدافع الحب خصوصاً وانها تتم في عمر متقدم ما يؤدي الى نشوء الخلافات فيطرح الطلاق كحل اساسي للمشكلة اما في لبنان فلم تصل نسبة الطلاق الى ما وصلت اليه في اوروبا واميركا حيث وصلت الى حدود ال 30% بعد 5 سنوات زواج اما في لبنان فلا تتعدى نسبتها ال4%.


اولوية الرجل
ويتعلق الموضوع ايضاً بمدى تأثير الرجل بالمحيط العربي حيث شبه غياب لمشاركة المرأة في القرار، ويقول قاعي ان الحل يكمن في اعادة تربية الشباب على قواعد المشاركة الزوجية في القرارعلماً بان الشباب اليوم لم يعتادوا على تقبل فكرة المساواة وانما السيطرة والهيمنة على الجنس اللطيف.وتدل الاحصاءات الاخيرة على ان دور المرأة لا يزال في تربية الاطفال بينمايبقى على الرجل تأمين لقمة العيش، وكذلك يجب ان يفهم من الزواج بأنه ليس علاقة صداقة بل علاقة جنسية وفي الماضي كانت هذه العلاقات تتم ضمن الزواج اما اليوم فاصبحت تتم خارجه ما يؤخر الزواج.


مشاهدات واقعية
مرت منى بحالة طلاق وتقول" كنت في ال25 من عمري لدى زواجي الاول تعارفنا منذ خمس سنوات ووقعنا في الغرام وبعد سنتين ونصف السنة حصلت على الطلاق وتقول:"لم يكن يجمعنا شيء واكتشفت فيما بعد انه يتعاطى المخدرات، ثم تزوجت مرة ثانية بعد 11 عاماً وتطلقت لانه كان عاقراً.وكلفها الطلاق في المرتين 20 الف دولار.


تغيير المذهب
"زواج اعمى" هكذا يصنف فؤاد زواجه الذي استمر عاما وقال ان عائلة زوجته كانت تتدخل في امورهم الخاصة وكانت هي تنصاع اليهم وعندما لا يتمتع الزوجان باستقلاليتهما وحريتهما يفشل الزواج، عشت في الخارج وكانت لي نظرة مغايرة للامور ويضيف فؤاد :"مع الوقت نكتشف الامور لا يسمح مجتمعنا بمعرفة الشريك الا بعد الزواج ، ولست آسفاً على طلاقي واكتشفت فيما بعد ان لها علاقات شاذة مع شقيقها وكي يطلق اختار فؤاد تغيير طائفته و"اخترت ان اصبح ارثودوكسياً ما سمح لنا الحصول على الطلاق خلال شهر لم نكن نملك الخيار ولولا تغيير الطائفة لكنا تكلفنا الكثير من الجهد والمال ".


رأي القانون
في المجتمع اللبناني يشكل الطلاق مشكلة في الطائفة الكاثوليكية بينما هو مسموح في الطوائف الاخرى وترى الطائفة الكاثوليكية 3 اسباب تؤدي الى الطلاق:الافتراق الجسدي، واخفاء احد الشركاء ووجود اعاقة جسيمة قبل الزواج والخيانة الزوجية المثبتة.
ويبقى الاطفال في النهاية كبش المحرقة نفسياً ومعنوياً لدى طلاق الزوجين الامر الذي يرتب الكثير من التعقيدات النفسية خصوصاً اذا كان الاطفال في عمر حرج ويتطلب الامر الكثير من الشرح كي يفهم الاطفال ان والدهما سينفصلان الى الابد.
[email protected]