المعارض السوري فريد الغادري لـquot;إيلافquot;:
تغيير النظام ينتظر ضربة قاضية وخدام نموذجا
حاورته بهية مارديني من دمشق: وسط الحديث عن محاولات لتغيير النظام في سورية وتواتر انباء عن ترتيب لقاءات مقبلة للمعارضة السورية في بروكسل وواشنطن مع نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام، كان لابد لإيلاف من محاورة رئيس حزب معارض يعيش في الولايات المتحدة الاميركية لمعرفة وجهة نظره في آلية التغيير في سورية. فريد الغادري
ويرى فريد الغادري رئيس حزب الاصلاح أن تغيير النظام في سورية ينقسم الى مراحل تبدأ باتحاد قوى المعارضة بأجمعها وتنتهي بما يصفه بالضربة الأخيرة والقاضية للنظام الحالي، آخذا كمثال واقعي على ذلك إنشقاق نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام.
ويرى الغادري أنه بعد المضي في هذه المراحل سينزل الشعب السوري إلى الشارع ويكون دور المعارضة حينها - او الحكومة المؤقتة كما فضل تسميتها - توقيف quot;هؤلاء وتجميد أموالهم عبر إجراءات محلية وفقا للقانون الدوليquot;، مشيرا إلى أن الأغلبية تظهر حماسا وطنيا لتحقيق المطلب المشترك.
ويعقد الغادري آماله على المعارضة السورية بعد اعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، مساندا عملا تنفيذيا يتمثل بهيئة عامة، متمنيا على المعارضة تجميع صفوفها ومساندة هذه الهيئة التي يفترض أن تتمخض عن لقاء وطني يلم الشمل في أقرب وقت ممكن، مؤكدا ان هذا المقترح نال موافقة أولية من العديد من أطياف المعارضة. ويركز الغادري على أهمية تأسيس هذه الهيئة التي تنهي المعوقات المستمرة quot;سواء ألاعيب سياسية تأخذ شكل دعم بعض الأنظمة العربية لاستمرار حكم بشار أو تخلي الأميركيين عن مساندة قضيتنا الديمقراطية بسبب أو آخر ... quot;، إذ أن المعارضة ستمارس من خلال هذه المؤسسة ضغوطا دولية لتقرر مصيرها بمفردها وبالتالي تحفظ مصالح الشعب كونها معارضة ديمقراطية تتمتع بقوة سياسية.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته ايلاف مع رئيس حزب الإصلاح:
ما الذي تغير في فكر حزب الاصلاح ورئيسه السيد فريد الغادري بعد لقاءات المعارضة في الداخل؟
الغادري: الثوابت لا يمكن المساومة عليها أو التراجع عنها أو تبديلها، وهي قاسم مشترك بين جميع الوطنيين، نحن على تواصل مع كافة الأطراف في الداخل والخارج، وإن على مستويات متباينة، ولسنا غرباء عن الواقع السوري وما يجري على الأرض، لذلك لا يمكن القول أن شيئا تغير جذريا على الصعيد النظري أو العملي بعد اللقاءات والحوارات التي نجريها مع فصائل معارضة في الداخل فالحوار مفيد من أجل تقريب وجهات النظر والبحث في التقاطعات المشتركة بين الأطراف والتأكيد عليها وإعادة جدولة المهام وترتيبها وفقا للمستجدات والتطورات على الساحة السورية والدولية، وقد تتبدل مواقع الأولويات وليس الثوابت والقناعات الأساسية، وإني على قناعة اكثر من أي وقت مضى بحاجتنا للديمقراطية والحرية. وما تقاربنا من الشخصيات البارزة في الداخل سوى لتلمس الواقع كما هو وأن نضع أنفسنا بموقعهم، وفتح آفاق تقارب على الصعيد السياسي والشخصي لتكاتف الجهود نحو تحقيق الديمقراطية.
بصراحة ماوجهة نظركم في المعارضة في داخل سورية وخارج سورية؟
بلا شك مجموع المعارضة هو واجهة المجتمع الرافضة للسياسات المتخشبة والمطالبة بالتغيير والإصلاح وإعادة بناء سوريا، وفي هذا الصدد أود القول أننا لا نوافق على ترسيخ مفهوم معارضة الداخل والخارج مفهومين منفصلين، هذه التفرقة فرضها النظام على الشعب ليحجم دور المعارضة ويفتتها لما لوحدة كلمتها من خطورة عليه. ورغم الضعف بسبب القمع، هناك أمل وخاصة بعد صدور اعلان دمشق، الذي أيد حزب الإصلاح السوري جوهره بتحفظ، ورغم القمع و التنكيل تحاول المعارضة الواقعة تحت الحصار الأمني جاهدة العمل من اجل الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير والاصلاح السياسي والاقتصادي في البلد، ولا يمكن ان نطالبها بما يفوق الممكن في هذه المرحلة بالذات؛ لأن اعضاءها يتعرضون للسجن والقمع و في بعض الاحيان الاعتداء الجسدي عليهم وعلى اسرهم كما حدث لنجل السيد عارف دليلة وغيرهم. اما في الشق الطليق من المعارضة نعمل جاهديين على توحيد صفوفها و كلمتها وفك القيود المتأتية عن الخوف من التعرض للاغتيال او بسبب تنكيل النظام بقياداتهم في الداخل.
ما الخطوات التي يرسمها حزب الاصلاح الان للتغيير في سورية
جميع الأطياف تتبنى المطلب الشعبي المتمثل بالحرية والديمقراطية، تبقى الآليات المقترحة، ونحن نرى أن هناك ثلاث خطوات أساسية أتت بالتشاور والدراسة المستفيضة نقترح اعتمادها، مستفيدين من تجارب قوى معارضة في مجتمعات مماثلة لواقعنا مع مراعاة الخصوصية. ونجحت بقلب أنظمتها وحقق المطلب الديمقراطي لشعوبها:
1- أن تتحد المعارضة بأجمعها وهذا غرض أساسي. أما كيفية الاتحاد هو اللغز الذي علينا أن نحصر فكرنا للإجابة عليه. طبعا ليس المراد أن نتفق على صياغة لفظية موحدة لبيان أو مشروع، لأن ذلك غير متاح ولن ننجح لأن وحدة الأهداف لا تشترط وحدة المفردات ودائما سيكون هناك من يبحث في تفاصيل التفاصيل وتبسيط المبسط. بينما هناك إمكانية فعلية على الإجراءات التنفيذية خلف آلية عملية خارج إطار التصريحات والبيانات، وان يسعى الجميع بالتساوي، حينذاك ستتم ولادة مفهوم مشترك للعمل الجماعي لدى أطياف المعارضة يحثهم على العمل الموحد، خصوصا حين تكون الأهداف ملموسة وتحقيقها قريب المدى. وهذا ما كان في اجتماع التحالف الديمقراطي السوري في باريس في نهاية العام المنصرم حيث اتفقنا على إجراءات تنفيذية وليس لإصدار بيان مشترك. من جانبنا نساند عملا تنفيذيا يتمثل بهيئة عامة قد تسمى برلمان أو غير ذلك، ونأمل من المعارضة تجميع صفوفها ومساندة هذه الهيئة التي يفترض أن تتمخض عن لقاء وطني يلم الشمل في أقرب وقت ممكن، وهذا المقترح نال موافقة أولية من العديد من أطياف المعارضة ونحن درسنا المشروع وأيدناه وقررنا دعمه معنويا وماديا.
2- أن نعمل جميعا لتعميم هذه الهيئة ونقلها من إعلان نظري إلى مركز قوة نستطيع عبره استقتطاب الشعب السوري أولا والمجتمع الدولي ثانيا. ويكون لهذه الهيئة صندوق مالي خاص تستطيع تمول نفسها وتدريجيا تأخذ من الحكم في دمشق صلاحياته عن طريق لجان تتولى عدة ملفات من حقوق الإنسان والحريات الخ. وبهذا الشكل تحل هذه اللجان محل الهيئات الفاعلة حاليا وتعمل نحو مستقبل تكون فيه الحريات والتعددية السياسية ودستور ديمقراطي يستوعب الجميع ويمثل الشعب السوري بكل أطيافه. أما الجزء الثاني من هذا العمل فهو ما سيقرر من قبل هذه الهيئة وهناك عدة سيناريوهات وسيكون رأينا في هذا المجال واحدا من مجموع الآراء التي تطرح وتعتمد بآلية وأسس ديمقراطية.
3--مرحلة الضربة القاضية والأخيرة لإسقاط نظام بشار أسد، وذلك بهدوء وسلام. الخطوة الأولى والثانية سيسرعوا من تخلي فئات مهمة من الشعب عن مساندة النظام كرأس المال ورجال الأعمال والتجار وجموع الحرفين ووجهاء العشائر ومثقفين وساسة وجزء من النظام الأمني والعسكري. ولنا في انفصال السيد خدام مثالا واقعيا. حيث تخلى الخدام عن بشار أسد. ويمكن الوصول لهذا التفكك في حالة انجزنا النقاط الآنفة الذكر. وقتذاك لن تجد أوامر بشار وماهر أسد من يرضخ لها وسينزل الشعب للشارع ليطارد الأسد الهارب مع أسرته وملياراته التي سرقها عن طريق آل مخلوف. وقتذاك يكون دورنا ليس كمعارضة بل كحكومة مؤقتة تقوم بتوقيف هؤلاء وتجميد أموالهم عبر إجراءات محلية وفقا للقانون الدولي. وما لم نؤسس هذه الهيئة ستبقى هناك معوقات على الدوام، سواء ألاعيب سياسية تأخذ شكل دعم بعض الأنظمة العربية لاستمرار حكم بشار أو تخلي الأمريكان عن مساندة قضيتنا الديمقراطية بسبب أو آخر ... الخ. لذا نعتقد أنه عبر هذه المؤسسة أو الهيئة سنمارس ضغوطا دولية لنقرر مصيرنا بمفردنا. وبالتالي المعارضة الديمقراطية القوية هي التي تحفظ مصالح الشعب.
الى اي مدى استطاعت السلطة وبعض المعارضين السوريين اشعال الداخل السوري ضد الغادري؟
دأبَ النظام لتوظيف كل الوسائل لإلغاء خصومه السياسيين وإيقاف نشاطهم، إذ يعمل بدأب لاختراق المعارضة وتمزيقها كما هو معروف، وهو يمتلك وسائل الإعلام المحلية من جهة ويمنع وصول الإعلام الخارجي للشارع السوري من جهة ثانية وبالتالي يمنع أي منافسة شريفة قبالته، والكل يعلم أنه في الوطن الديمقراطي لااحد يلغي احدا. من هنا نستطيع القول أن النظام ومن ساهم معه بتزوير الحقائق ضدنا ليس المقصود منها شخص معين، بل هو نتيجة الخوف الذي يعتريهم من تعرية حقيقتهم وظهور المستور منها، لذا نرى أن هذه الدعاية هي مرحلة وقتية ونحن ليس لدينا ما نخاف منه أو عليه أو ما نخفيه عن الشعب، ولن ينال أحد من شعورنا بمسؤولياتنا نحو قضية شعبنا. أما بخصوص بعض الأصوات التي تبالغ بنقدنا أو تتحامل علينا لدرجة الشتم أحيانا، تنقسم لقسمين، بعضها ينفذ أجندة لاتخدم الصالح العام، والقسم الثاني وهو الأهم يضطر لمهاجمتنا مرغما ليحمي نفسه نتيجة لظروف عيشهم داخل البلد في ظروف القبضة الأمنية المخابراتية. فلذلك نحن لا نرد على هذه الأمور بالمثل ولا ندخل عادة بمهاترات مع أحد، والمناوشات مع أي طرف نعتقدها لا تخدم المعارضة ولا نريد النيل من أي معارض.
ان كان البعث السوري الحاكم يرى حزب الاصلاح خطا احمر فهل آلية التغيير ستستوعب البعثيين؟
النظام يضع الخطوط الحمراء ويضيقها أو يوسعها وفقا لمصالحه وهذا المتغير خاضع للظروف المحيطة بكرسي التسلط، أما حق الآخر في المشاركة فلا نملكه نحن ولا نوزع شهادات حسن سلوك وصكوك غفران، والشارع السوري حين يسمح له القول بحرية ودون إملاء هو الذي يحكم على صلاحية أي فصيل أو عدمها. وليس لنا أو لغيرنا حق إلغاء أو تعطيل فعالية جماعة أو مجموعة تسعى سلميا للتغيير الديمقراطي في سوريا. من الطبيعي أن من انتسب للبعث منهم الخائف والمنتفع، لكن أغلبهم انتسب تحت تأثير الترغيب أو الترهيب، ويحكم تعاملنا في هذا الجانب ألا يكون البعثي قد تلوث بدم أو فساد وحزبنا يدعو جميع الشرفاء لبناء سورية ما بعد الأسد.
ماتاثير تقرير ميليس وتداعياته على النظام الحاكم في سورية وباعتقادك فقدان النظام لاوراقه الاقليمية اضعفه ام ان اي نظام لايحتاج الى اوراق ليعرج عليها.
جهد نظام دمشق لتصوير تقريري ديتليف ميليس، على أنها سياسية معتبراً أن كل ما ورد فيهما مجرد اتهامات سياسية بامتياز ولا أساس لها من الصحة ، ولكنه، وذهب أبعد من ذلك حين اشترط أن تكون خلاصة التحقيق البراءة حتى يعتبره نزيها..!
ليس بخاف على احد أن بشار متمسك بكرسي الحكم مهما كانت الظروف ولا يهمه البلد وما قد تؤول إليه الأمور، والدليل المليارات التي سرقها من الشعب، بينما نحن نرفض أن يدمج مصير البلد بمصير النظام أو مصير أشخاصhellip; لكن بعد سلسلة الاغتيالات الأخيرة من الشهيد الحريري و سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني والقائمة السوداء طويلة، التي أكدها السيد خدام بالشواهد في تصريحاته الأخيرة ... عبر كل هذه الأعمال الإرهابية والتهديدات التي مارسوها يحاولون ربط مصير البلد بمصير هذا النظام ، ويجعلون الدفاع عن الوطن يمر عبر الدفاع عن النظام وترسيخه، ويريد من السجين الدفاع عن جلاده وسجنه، لكن لن يقف أحد معه وكل الناس يتمنون زواله صامتين. وهو في الواقع لا يعول على الشعب ولا ينتظر دعمه ومساندته، لذلك قمعه بقسوة منذ بداياته، و دائما كان يلعب بأوراق الآخرين مستفيدا من حقبة الحرب الباردة، واليوم هذه الأوراق تم سحبها واحدة تلو الأخرى وستنتهي قريبا ولكنه لا يملك وسائل البقاء على الحكم بالتنافس الشريف لذلك سيظل يكابر ويمارس الإرهاب المحلي والدولي إلى أن يطاح به قسرا. لقد قال المجتمع الدولي كلمته في عدة قرارات أممية ستظهر نتائجها تباعا. وهذا ما أشار إليه السيد جون بولتون على إثر انفصال السيد خدام وتصريحاته، حين نصح النظام بمثول بشار أسد أمام اللجنة الدولية.
علاقتكم مع الاخوان تحتاج الى الكثير من الايضاحات فهل تتكرمون بها واحتاج ايضاحات اخرى حول علاقتك بالادارة الاميركية وباسرائيل؟
نعتبر الإخوان فصيل معارض له مكانته ضمن المعارضة، ودور كل فصيل يحدده وجوده على الأرض بعد إزاحة الستار الحديدي القمعي. بعد عدة لقاءات مع الأخوان نعتقد أننا وإياهم على وئام وعلاقاتنا كسوريين تتسم بالود والاحترام المتبادل، وهذا لا يعني أننا نشاركهم تصوراتهم وآراءهم بالكل، وقد أعلنوا غير مرة أنهم ينبذون العنف ويسعون للعمل في جو الحرية والديمقراطية، وهذا ما نرغب به نحن. والاتفاق على الأهداف لا يعني الاتفاق على البرامج، ونعتقد أن التعددية وتلاقح الأفكار وتباينها بين أطياف المعارضة هو المنهل الذي ستنبع منه ديمقراطية حقيقية مستقبلا. ونحن كحزب سياسي ليبرالي ذو توجه يعتمد نظام الاقتصاد الحر والاهتمام برفع المستوى المعيشي ووقف الفساد العام، نرى أن علاقاتنا مع جميع الأطياف ودية لأن الأهداف الكبرى توحدنا جميعا.
أما إسرائيل فتحتل أرضا سورية وهذا ما سنسترده وفقا للشرعة الدولية. وعلى السلطة ان توضح موقفها من اسرئيل فهي تشتمها علنا وتفاوضها سراً. وقد تردد غير مرة من قبل أشخاص مزروعين من الأمن السوري أنني أسافر دوريا على إسرائيل وهذا ليس صحيحا البتة، وتعتبر المعارضة أن إسرائيل تحمي بشار الأسد وهؤلاء الذين يحمونه هم خصوم للديمقراطية في سوريا.
أما بما يخص الادارة الامريكية وكأي بلد ديمقراطي تحكمه التعددية، وفيها مراكز قوى متعددة تتحكم بالقرار ولي علاقات جيدة مع أصحاب الرأي الداعي لوجوب تحقيق الديمقراطية في سوريا بالطريق السلمي ودون ايذاء الشعب المغلوب على أمره.
لماذا ينتابني شعور بان الادارة الاميركية راهنت على الغادري لفترة ثم شعرت ، واعتذر لصراحتي ، انه جواد خاسر مثله مثل بقية المعارضين فاصبحت تبحث عن قوى جديدة بدل دعم من لايراهن عليه.؟
يتردد مؤخرا التركيز على علاقاتنا الخارجية دون غيرنا، كما لو كنا حزبا غير سوري، نحن نعول أولا وأخيرا على المواطن السوري ونوظف كافة علاقاتنا مع المجتمع الدولي لتحقيق أهداف حزبنا الذي تبنى المطلب الشعبي ونذرنا أنفسنا لتحقيقه. ولم نقل في يوم من الأيام أننا حصان رهان لغير من نتبنى أهدافهم، أما إن كان المقصود علاقاتنا الخارجية فهي أكثر من ممتازة مع مؤسسات العالم الديمقراطي في أوربا وامريكا ونتلقى باستمرار الدعوات للمشاركة في العديد من الفعاليات التي تخص سوريا واستطيع القول أن علاقاتنا في تطور مستمر وتحسن في أمريكا وأوربا وليس في تراجع كما يخيل للبعض. لكن دعايات التقزيم التي تبذر هنا وهناك لن تنتش بذرتها ومراميها معروفة.
نحن في حزب الإصلاح على درجة معينة من الحضور تنظيميا وسياسيا ونسعى جاهدين للتعامل والتعاون مع معارضة قوية، ونرى في زيادة قوة أي طيف معارض بمثابة قوة وسند لنا، وأي فصيل معارض مهما بلغ من القوة لن يفيد عملية التغيير الديمقراطي، لأن سيادة الحزب الواحد صارت فكرة مقيتة مرفوضة لدى كل السوريين. من هنا نجد أن أي منبر يفتح أمامنا نضعه بتصرف الجميع ونحاول جاهدين فتح كل الأبواب على المعارضة وولوج الجميع، وقد طلبنا من الإدارة الأمريكية أن تتوجه لمساندة المعارضة في الداخل وتدعمها وهذا ما يحصل الآن، خصوصا بعد اللقاءات العديدة السابقة وما سيلحق. وبإيجاز نقول أن الرهان لن يكون على شخص واحد أو حزب معين، بل على الديمقراطية وذلك يتم بتقوية الجميع.
رؤيتكم للمستقبل السوري وما برنامجكم الذي تعملون على انجازه الان وهل تعملون وفق سياسة وخطة معينة والى اية درجة يهمكم الشان السوري في الداخل وانتم تعيشون في الولايات المتحدة الاميركية وهل تفكرون بالعودة الى سورية سخّرت أسرة أسد البنية التحتية لخدمة النظام القائم وتم تزوير التاريخ وتشويه المجتمع تعليميا وثقافيا وتربويا، وصار تحقيق شعار سوريا الجديدة مطلبا شعبيا عاما، أساسه إشاعة الحريات والديمقراطية، ويصطدم تحقيق هذا الهدف بالقوانين الجائرة والأحكام التعسفية على النشطاء من سجون وقتل وتشريد، هذه الأحكام تحمي النظام وبزوالها يزول النظام. أي أن عائق تحقيق سوريا الجديدة حرة وديمقراطية مرهون بزوال نظام الفرد في دمشق حصرا ولا يمكن تحقيق أي إصلاح في ظله. نحن في حزب الإصلاح نسعى لتحقيق الديمقراطية بالوسائل السلمية المتاحة، نحن متأكدون أن الشعب كله يؤيد أهدافنا، لأننا نتبنى مشاكل المواطن ونطرح حلولا لها، ولولا الخوف والقمع لأفصح الناس بحرية عن مواقفهم، والشارع السوري يمنحنا مساندة ودعما كبيرا والناس هم أداة التغيير الحقيقية، ولن يتورع النظام بقتل كل من ينادي بالتغيير، والدليل هو ما ورد بخصوص حزب الإصلاح والتحالف الديمقراطي في توصيات المؤتمر القطري العاشر للبعث، وكذلك الأخوان المسلمين. في سوريا الآن أول سؤال يسأله محقق الأمن السوري للمتهم السياسي فيما إن كان منتسب لحزب الإصلاح، وهذا يدل بوضوح على مدى خوفهم من الديمقراطية. من هنا نجد أداة التغيير المقترحة ستحظى بمساندة محلية وإقليمية ودولية، لأن النظام السوري يشكل خطرا على السوريين والمنطقة عموما، وهذا الهدف قابل للتحقيق من خلال دعم الدول العظمى المعنية للسوريين وكل المهتمين بهذا الشأن ومساندة مطلبنا، وآلية الحل واضحة المعالم، ونحن بصدد إنتاجها بشكل وفاقي والتواصل مع مختلف مكونات الشعب وتتمثل بالتحضير لهيئة حكومية في المنفى وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على مرحلة الانتقال السلمي إلى العهد الجديد بطريقة سلمية. أما على الصعيد الشخصي، فأنا عضو في حزب سياسي قيادته جماعية وأي قرار يتخذ هو إلزامي للجميع، ومستعد للعودة للوطن في الوقت المناسب وبذل ما يمكنني تقديمه على أرض الوطن. رؤيتنا في الحزب اقتصادية أكثر مما هي فكرية تنظيرية، والهدف هو حل مشاكل الناس الاقتصادية ورفع القدرة الشرائية وتوطيد الملكية الخاصة في ظل اقتصاد حر، وجذب استثمارات في مؤسسات فعلية تقوم على شفافية مالية وقيم تجارية صالحة لتقوية النظام الاقتصادي في سوريا. ونرى أن الازدهار الاقتصادي ناشيء عن الحرية الفردية والعامة وهذا سيحول سوريا إلى بلد مستقر اقتصاديا ومسالم إقليميا، وأن يعتز كل منا ليس بالانتماء لسوريا فحسب، بل وبحمل الجواز السوري، ومع كل مرة يغادر الوطن يخطط للعودة مبكرا.
لن انسى ان اطلب منكم تاريخكم في المعارضة وكيف بدا حزب الاصلاح ومتى وهل صحيح ان اعضاءه قلائل وفقط خارج سورية.
نحن حركة سياسية ديمقراطية تعتمد العمل الجماعي وترتكز على مجموع جهود وخبرات الأعضاء الحزبيين، ولا يقاس عملنا النضالي بمواصفات أو تجربة شخص بمفرده مهما كان موقعه الحزبي. أما على الصعيد الشخصي، فلم أكن يوما بعيدا عن هموم الوطن، وطبيعة العمل الديمقراطي تحتم على كل منا تقديم ما بوسعه ضمن بوتقة الحزب، وكل عضو في حزب الإصلاح هو قوي بالمجموع. بسبب الوضع الأمني القمعي المعروف لا يوجد حزب سري في سوريا أو خارجها يقدم كشوفا أو قوائم باسماء الأعضاء، وهذا الواقع يشكل مدخلا للمهاترات والمزاودات والتقزيم والتضخيم. نحن لا نعير ذلك أهمية ونعتقد أن السبر الحقيقي للوجود على الأرض يتم فقط في ظروف ديمقراطية وهذا ما سيظهر في مستقبل سوريا القريب. وحجم النجاحات التي وصل لها الحزب على الصعيد التنظيمي قياسا لحداثة عمره أمر مرضي، وقد انضم لحزب الإصلاح عدد كبير من المعارضين الديمقراطيين والليبراليين المخضرمين من ذوي الخبرة الطويلة في العمل النضالي، ممن فقدوا الأمل في تقديم شيء مفيد من خلال نشاطهم سابقا في تنظيمات تقليدية أو كمستقلين، ويرفدون الحزب بخبرات مفيدة. والحزب لا يتمثل بشخص وأعضاء الحزب هم من يضع سياسته وهم أساسه وقوته تأتي من أعضائه ورصيده من تضحياتهم سواء في الناحية المعنوية أو المادية وهذا ما يجعل الحزب قويا، وأنا بمهمتي الحزبية في منصب الرئيس، أشرف على إدارة هذه القدرات البشرية السورية، وأعمل على تشجيعها وتقويتها وتوجيهها نحو الهدف المتفق عليه في برنامج الحزب وبدون أعضاء وأصدقاء وجماهير الحزب في الوطن وخارجه لن يكون هناك حزبا. ونعتبر هؤلاء النشطاء حَمَلة منارة مستقبلنا ويستحقون كل تقدير. وتم رفد حزبنا بكوادر شابة، وستظهر في المستقبل القريب قيادات فتية تلاقي رعاية وعناية خاصة إيمانا منا أن الشباب هم عماد مستقبلنا وصناع سوريا الغد.
التعليقات