استغرب إتهام القوميين باغتيال الجميل
النائب عطا الله: الأكثرية اللبنانية لم تفشل مبادرة موسى
ريما زهار من بيروت: يعتبر النائب الياس عطا الله( اليسار الديموقراطي) ان مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لم تفشل نهائيًا، وان قوى 14 آذار(مارس) لم تكن حجرًا يعثرها، وان مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليست واضحة المعالم بعد لكنه يرحب باي مبادرة يمكنها ان تحل الازمة التي يتخبط بها لبنان، ويقول في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; انه يستغرب اتهام الحزب القومي بقضية اغتيال الوزير بيار الجميل، وبان الحقيقة في الجرائم التي حصلت في لبنان منذ العام الماضي ستبرزها المحكمة الدولية مطالبًا المعنيين بعدم رفض هذه المحكمة ضمنيًا والاعلان عن قبولها علنيًا، كما تمنى في العام الجديد ان تتحقق كل امنيات الشعب اللبناني الشجاع الذي ناضل من اجل الحرية والسيادة والكرامة.
وفي ما يلي نص الحوار معه
* بعد تعثر مبادرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تبرز اليوم مبادرة لحل الوضع المتأزم في لبنان قد يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري هل تتوقع ان تنجح هذه المبادرة وهل عرفت تفاصيلها؟
- اولًا لا استطيع ان اقول ان مبادرة عمرو موسى فشلت، تعثرت وواجهت صعوبات ليس هناك من ادنى شك، وبالتأكيد من موقعي في اليسار الديموقراطي و14 آذار(مارس) متأكد ومتيقن وبالوقائع اننا لم نضع العصي في دواليب المبادرة العربية التي قدمها موسى، التي ربما تستأنف ربما في اطر مختلفة، وليس لدي معطيات دقيقة لمتابعتها، الامر الثاني هو وجود مبادرة لدى الرئيس بري هو لم يعلن حتى الآن خطوط هذه المبادرة، لا في الشكل او المضمون، ربما يستنتج من كلامه ان لديه تفكير في مبادرة، بالتأكيد نحن دائمًا كنا مع كل محاولة لحلول، مع كل محاولة للبحث عن تسوية تضمن الثوابت الوطنية، وبالتأكيد لسنا خارج منطق لا غالب ولا مغلوب، شرط الا تتعدى اي مبادرة او محاولة من اي جهة كانت الثوابت الوطنية، واريد ان اؤكد على هذه الثوابت، وهي اولًا الطائف والدستور والشرعية والمؤسسات الدستورية والقرار 1701 وفي رأس القائمة هي الحق والعدل القائمان على المحكمة، وهي مسار الحياة الطبيعية والازدهار الاقتصادي.
من هذا المنطلق نسعى في هذا الصراع الاليم الذي يخوضه لبنان، ونقيم جهد كل من يسعى لاعادة الواقع الى مساره الطبيعي، وليس الى مسار تناحري بين قوى الامر الواقع والشرعية.
المفترض والبديهي الا يعتاد منطق الشعب اللبناني واللبنانيون على قبول فكرة ان هناك اية يد فوق يد الشرعية.
تهديد
* هددت المعارضة باقفال طريق المطار والعصيان المدني اذا لم يستجب لمطالبها، هل تعتقد بان هذه التهديدات ستتحقق؟
- نخوض مواجهة منذ عام ونصف العام بين مسار بناء دولة شرعية ديموقراطية ووطن، وبين مواجهة مكلفة من قبل قوى الامر الواقع، ولكي لا نقع بالاتهامات لندع الوقائع تتكلم، يهددون بمسائل كثيرة، لم نعد ندرك بصراحة ما هو الهدف السياسي لان المعلن غير المضمر، المعلن مشاركة وطنية ، وكان منطق موسى الذهاب الاقصى لمنطق المشاركة، مع صيغة ال19 + 1+ 10، اما ان نلجأ في تغطية المطلوب ونوايا القضية المستحدثة، فلينطقوا بانفسهم ان المستهدف هو المحكمة وبناء الدولة والشرعية في لبنان، بوسائط واشكال لا تنتمي باي شكل من الاشكال الى المنطق الديموقراطي، كيف يصفون الاعتصام الآن في وسط العاصمة، هل يستطيعون ان يحددوا هدفًا دقيقًا لهذا الاعتصام؟ لم يبق منه اي شكل من اشكال الديموقراطية.
انه جزء من مسار تعطيل الاقتصاد والدولة والشرعية كاستقالة وعدم دعوة مجلس النواب، نحن لا نلمس من قبل من يدعون بانهم معارضة، انهم كذلك، ماذا يقدمون مقابل منطق الاغلبية سوى خطوات التعطيل واذكر منها، تعطيل الانتخابات الفرعية، وكذلك مجلس النواب، تعطيل الحياة الاقتصادية والمحكمة الدولية في مسارها يملكون كلمة واحدة ويلخصونها في النهاية بمقرر معطل ضامن كما يشاؤون ولكنه تعطيل، ليس لغة لهم سوى السلبية.
اغتيال الجميل
* في موضوع آخر، ما هو موقفك من موضوع ضلوع الحزب القومي في عملية اغتيال الوزير بيار الجميل؟
- ليس لدي معطيات قضائية، ولكن مستهجن ان يتبنى رئيس حزب وحزب اقتناء، بعد ال2000 وخصوصًا بعد وقوفه عن اي عمل مقاوم قبل ال2000 بكثير، سيارة مدعاة انها مسروقة ثم التبين ان صاحب السيارة هو الذي ادعى وزور، استعجب ان قيادة الحزب القومي تتبنى هذه العملية، هل هذا شيوع في عمل داخلي، ليس لدي جواب لانني لا اريد ان اصب الزيت على النار او الحلول مكان المؤسسات القضائية.
* لكن البعض يرى ان الحقيقة لن تعرف في قضية الحريري والاغتيالات الاخرى وستلحق باشخاص ليسوا هم المجرمين الحقيقيين؟
- بصراحة انا اؤمن ايمانًا كاملًا بالمحكمة الدولية التي تمثل كل طيف في المجتمع الدولي وشرعيته بكل تناقضاته، ومحاولة بعض الصغار الخائفين ان يختصروا الدولة ومؤسساتها كما يفعلون لغايات سياسية، اقول هذه محاولة بائسة فالبرىء يجب ان يسعى نحو القضاء، اقول ان المحكمة الدولية ليست فقط ضرورة انما هي الفيصل الذي يبين الخيط الاسود من الابيض، وينهي الجدل السياسي، وكل ما تعرض له لبنان وما يمكن ان يتعرض له في المستقبل، ليس في الماضي فقط، وهنا تدخل مقولة الحق، من لديه عدالة في بلده تفوق وعدالة المنطق العلمي الذي يقوده المحقق الدولي في قضية الرئيس الحريري سيرج براميرتس؟من يريد ان يتكلم كلامًا سياسيًا ويتخطى الحد الادنى من منطق الدستور والقضاء والقانون بنظامه، فهذا كلام باطل.
ولماذا نترك المواطن بحيرة، فلتفصل المحكمة الدولية، والسؤال يكبر عند كل اللبنانيين، لماذا هذه الشراسة؟ الى حدود خوض معارك مصيرية وتدفع لبنان الى موقع مصيري في مواجهة عنوان لا يعلن عنه وهو المحكمة الدولية.
امنيات
* بعد ايام ينتهي عام ويبدأ آخر ما هي امنياتك في العام الجديد على الصعيد السياسي والشخصي؟
- اولًا اقول على الصعيد السياسي، نخوض معركة منذ فترة ليست قصيرة تحت عناوين الحق والعدل وهي مترابطة، الشرعية والحرية والديموقراطية واتمنى ان معركتنا التي ترتكز على منطق القيم ان تتقدم وتترسخ واتمنى ان هذا الشعب الشجاع الذي حمل هذه القيم بشجاعة لا نظير لها، رغم الاثمان الكبرى، اتمنى لشجاعته ان تنمو فبدون ذلك لا يقوم لبنان، وعلى المستوى الشخصي اتمنى ان اكون واحدًا من هذا المجتمع الشجاع اقدم مساهمة بسيطة وليس لفصاحة الكلام.
التعليقات