quot;فليسامحك الله يا فخامة الأمير quot;
لبنان : جنرال جنرالان ثلاثة ...

إيلي الحاج من بيروت: ليس في العادة أن يتحدث قائد الجيش اللبناني أياً يكن اسمه إلى الصحافة ووسائل الإعلام عموماً في السياسة. فهذا تقليد عمره من عمر المؤسسة العسكرية في هذا البلد، كان المراد منه توكيد أنها في أمرة السلطة التنفيذية تنفذ توجيهاتها وتعليماتها من دون سؤال. quot;نفذ ولا ( وليس ثم) تعترضquot; . لذلك سمي الجيش اللبناني على مرالعهود quot;الصامت الأكبرquot;. قائده لا يتوجه إعلامياً إلا عبر quot;أمر اليومquot; إلى عسكرييه ، ومن خلال مجلة quot;الجيشquot; في قضايا وطنية عامة تبتعد عن كل ما هو سياسي.

وحتى خلال حكمه في القصر الجمهوري حافظ على هذه السمة رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب (الذي يحلو لكل قادة الجيش من بعده السير على خطاه ، ويا لها خيبات بعد ذلك ...)، فكقائد سابق للجيش لم يكن فخامة الرئيس الأمير اللواء يتحدث في السياسة علانيةً إلا في ما ندر، فحمل توصيف المؤسسة وكان هو عن حق quot;الصامت الأكبرquot; ولكن في غير مكان الصمت، مما عطّل السياسة وترك الساحة مفتوحة لأخبار المخابرات وإخباراتها، خصوصاً بعد محاولة الانقلاب الكاريكاتورية التي قام بها ضده الحزب السوري القومي الاجتماعي رأس سنة 1961 وما تلاها من بطش.

في تلك الحقبة ( من 1958 حتى أواخر الستينات بإضافة عهد شارل حلو الذي بقيت ظلال الشهابية والعسكر مهيمنة عليه) ازدهر موسم quot;الدكتيلوquot;، الطابعة، وهو تعبير أطلقه عميد حزب الكتلة الوطنية الراحل ريمون إده على الجهاز المخابراتي الذي كان يتولى التسريبات والحملات السياسية الخفية ضد خصوم العهد الشهابي. لكن الرئيس اللواء الأمير نفسه ظل على السمة التي اكتسبها من quot;المدرسةquot;، وهي غير التي قال الرئيس الحالي للجمهورية المشكوك في مصيره إميل لحود إنه ينتمي إليها مع غريمه السابق ، حليفه الموضوعي الحالي الجنرال النائب ميشال عون، باعتبار أنها باتت معهما quot;مدرسةquot; الكلام الكلام الكلام حتى الهذيان، وترمز خصوصاً إلى غرق الجنرالات اللبنانيين الموارنة إلى ما فوق الأذنين، في السياسة المباشرة والمطامح ، بأكف نظيفة طبعاً وترفع عن كل ما هو دنس. فها هو لحود يقول quot;لا أطلب شيئاً لنفسيquot; ، وعون الزاهد يردد أن الرئاسة لا تعني له شيئاً لكنه ينحني لإرادة quot;الشعبquot;، شعبه طبعاً المأخوذ بquot;نظافتهquot;.
فليسامحك الله يا فؤاد شهاب، جنرال جنرالان ثلاثة... إنهم يتناسلون كأن هذه الأرض، هذه البيئة ، هذه الطائفة ( المارونية) لا تنبت إلا جنرالات. ومن يدري؟ فالجنرال الذي أخرج الجنرال الذي كان قبله في بعبدا بالقوة ربما لن يخرج بدوره من هناك إلا بالقوة، عند ذلك ترتفع حظوظ الجنرال الثالث الذي ظهر حديثه اليوم في quot;الشرق الأوسطquot;.

*للإطلاع على حديث قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان إلى quot;الشرق الأوسطquot; اليوم ، إضغط:
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3amp;article=354535amp;issue=9977


اكد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; ان عقيدة المؤسسة العسكرية laquo;لم تتغيرraquo; مع انتقال السلطة الى المعارضة، معتبرا ان المشكلة هي في laquo;النفس السياسيraquo; لترجمة مواقف الجيش الوطنية. وشدد العماد سليمان على ان الجيش اللبناني laquo;على مسافة واحدة من الجميع في الداخل. اما في الخارج فهو على عداء مع اسرائيل حتى تحرير الارض وتحصيل الحقوق العربية. وان المقاومة حق للشعب اللبناني الساعي الى استرجاع ارضه وحقوقه وأسراهraquo; مستغربا تفسير العداء لإسرائيل بانه عداء لقوى laquo;14 آذارraquo; (الأكثرية النيابية).

وأكد العماد سليمان انه لم يكن هناك اية تبعية من قبل الجيش اللبناني للجيش السوري وان الجيش اللبناني تصرف في 14 مارس (آذار) laquo;بقرار وطني خالصraquo; وهو يقف على مسافة واحدة من كل الاطراف. وفسرlaquo;مخالفةraquo; الجيش توجهات السلطة في 14 آذار 2005 (لمنع مظاهرات بيروت بمناسبة مرور شهر على اغتيال الحريري) بان laquo;الجيش نفذ القرار السياسي بمفهومه الوطني والدستوريraquo;.
وقال العماد سليمان ان الجيش السوري laquo;هو جار مع أهداف مشتركة من دون تبعيةraquo;. معتبرا ان الانسحاب السوري من لبنان laquo;كان لمصلحة الطرفينraquo; وان بقاء الوجود العسكري السوري laquo;لم يكن ممكنا الى الابدraquo;.
وابدى ارتياحه الى قيام الحوار الوطني بصرف النظر عن نتائجه. وحرص قائد الجيش على التأكيد بان القرار في الجيش laquo;هو قرار مؤسساتي، فقد انتهى عهد القرارات المتفردة، والديمقراطية في الجيش تطبق عبر تطبيق مبادئ العمل المؤسساتيraquo;، مشيرا الى ان laquo;فريق العملraquo; في الجيش هو قيادة الاركان وضباطها المتنوعو الطوائف.

واعتبر العماد سليمان اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري laquo;جريمة كبرى... وكشف الحقيقة ضروري ليس لمعاقبة المجرمين والمحرضين فحسب، بل ايضا لتحديد الموقف الوطني والشعبي من الجهة او الجهات المرتكبةraquo;.