الأمير عبد المجيد
سلطان القحطاني من لندن: قالت مصادر مقربة من الأسرة السعودية الحاكمة خلال حديث لها مع quot;إيلافquot; إن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز حاكم منطقة مكة المكرمة، غرب البلاد، في طريقه للوصول إلى لندن مساء اليوم ليتابع المرحلة الثانية من فترة نقاهته، بعد أن أمضى عدة أشهر في أحد أشهر المصحات الأميركية لإجراء عملية زرع نخاع تكللت بالنجاح.

ويصل الأمير الى لندن للإقامة في جناحه المعد له داخل فندق quot;دروشسترquot;، أحد أكثر الفنادق اللندنية عراقةً، برفقة ابنه الأمير فيصل بن عبد المجيد، وهو الفندق الذي احتضن عدة شخصيات سياسية رفيعة خلال هذا الصيف، منها العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة، ورئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد، وذاكرة السعودي الحية الشيخعبد العزيز بن عبد المحسن التويجري رفيق الملوك السعوديين الستة.

وأجرى المسؤول السعودي، الذي يتولى حكم المنطقة المقدسة دينياً منذ نحو نصف عقد على أقل تقدير، عملية زرع النخاع بعد أن تبرع له أخوه الأمير عبد الإله في بداية العام الحالي بجزء من نخاعه لإتمام العملية، وهي تشابه العملية التي أجريت للوزير السابق علي بن طلال الجهني، وعاد بعدها إلى ممارسة نشاطه في الحياة السياسية داخل دولته ومن ثم تفرغ للكتابة بين وقت وآخر في صحيفة الحياة اللندنية.

وسيستمر الأمير عبد المجيد في مهامه الإدارية كحاكم لمنطقة مكة المكرمة quot;بشكل تدريجيquot;، ذلك لأن الحالة الصحية لن تجعله يتحمل الأعباء الجمة بشكل فوري، لكنها ستكون بمثابة quot; الإرشاد الروحيquot; في الأشهر الأولى لعودته نظراً لما يملكه الأمير من حس إداري عال صنعته خبرته التراكمية الطويلة في دوائر صنع القرار السعودي.

وولد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز عام1943 ،ونشأ في رعاية والده الملك السعودي الذي أسس دولة عائلته الثالثة. تلقى تعليمه الأولي على يد عبد الله عبد الغني خياط، وخاصة القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينية، ثم انتقل إلى مدرسة الأنجال في الرياض، فدرس المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالقوات البحرية السعودية، وسافر بعدها إلى بريطانيا للدراسة.

ووفقاً لما تقوله السيرة الذاتية الرسمية للأمير فإنه تولى إمارة تبوك سنة 1400 هـ، واهتم بتطويرها، وتنمية الحركة الاقتصادية فيها، وشجع المستثمرين على الاستفادة من طبيعتها الزراعية وإقامة المزارع، فصارت تبوك من مناطق الإنتاج الزراعي ، تصدر منتجاتها الكثيرة والمتنوعة إلى داخل المملكة وخارجها، كما اهتم بتطويرها من الناحية العمرانية، فاتسعت المدينة في عهده، وظهرت فيها مناطق سكنية جديدة، وطرق واسعة، وأعيد تنظيم الشوارع الرئيسة القديمة، ونظمت مداخل المدينة تنظيماً جديداً.

وعندما توفي أمير المدينة المنورة عبد المحسن بن عبد العزيز، صدر الأمر الملكي بتعيينه أميراً للمدينة خلفاً له سنة 1406 هـ، وكانت المدينة في المرحلة الأولى من الطفرة العمرانية، حيث بدأ تنفيذ مشروع الملك فهد بن عبد العزيز لتوسعة المسجد النبوي، وتطوير المنطقة المركزية المحيطة به، وتجديد المساجد التاريخية، فأشرف على هذه الحركة.

وتقول السيرة الذاتية إنه على غرار ما حدث في تبوك فقد شجع على إقامة مؤسسات ضخمة للاستثمار العقاري والزراعي، ورأس أكبر مؤسسة لذلك، وهي مؤسسة طيبة للاستثمار، فأصبحت المدينة مركز جذب للمستثمرين، وظفت فيها أموال كثيرة، وقامت مشاريع عمرانية ضخمة، وارتفعت في المنطقة المركزية مجمعات سكنية وتجارية عملاقة، تضم كل منها عدة مئات من الشقق والمحلات التجارية، وفق أحدث ما وصلت إليه التقنية العمرانية، وظهرت على هامش مشاريع تطوير المنطقة المركزية مشاريع أخرى مساندة، وخاصة في مجال صناعة مواد البناء وخدماتها، وانتشر البناء في جميع أنحاء المدينة.

وقد اهتم الأمير عبد المجيد بالتخطيط المستقبلي للمدينة بشكل يواكب التطوير المتواصل الذي حصل في المسجد النبوي والمنطقة المركزية، ووجّه أن يكون التخطيط شاملاً للجوانب العمرانية والاقتصادية والاجتماعية، ومساوياً للنمو السكاني المتزايد. وفي عام 1420هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرمة.