عادل درويش من لندن،وكالات: تعرض رئيس الوزراء توني بلير لانتقادات لاذعة من زعماء المعارضة، ومن معظم النواب لتغيبه عن الجدل الدائر في مجلس العموم البريطاني منذ الواحدة من بعد ظهر اليوم بتوقيت غرينيتش، حول العراق والشرق الأوسط.

ورفص رئيس الحكومة البريطانية توني وضع روزنامة quot;اعتباطيةquot; لسحب القوات البريطانية من العراق، وذلك قبل نقاش مقرر داخل مجلس العموم تغيب عنه ما ادى الى توجيه انتقادات حادة له. وقال بلير خلال الجلسة الاسبوعية للاسئلة والاجوبة في مجلس العموم quot;ان وضع روزنامة اعتباطية لا علاقة لها بالوضع في العراق، سيبعث باشارة كارثية الى الاشخاص الذين نقاتلهم في العراقquot;.

واضاف بلير quot;ان هذه السياسة التي قد تبدو جذابة هي في الواقع عديمة المسؤولية تماماquot; مضيفا quot;ان الوسيلة الوحيدة لكي نتاكد من ان تضحيات جنودنا لم تذهب هدرا، هي أن نرى المهمة وقد نفذت بنجاحquot;. وجاء كلام بلير ردا على سؤال من زعيم كتلة الليبراليين الديموقراطيين منزيس كامبل في مجلس العموم دعا فيه اليوم الاربعاء الى quot;انسحاب مبرمج على مراحلquot; من العراق بين ايار/مايو وتشرين الاول/اكتوبر المقبلين.

وقد اتهم زعيم حزب الاحرار الديموقراطيين المعارض السير منزيس كامبل، وويليام هيغ، وزير خارجية حكومة الظل المحافظة المعارض، رئيس الوزراء بلير بالهرب وعدم القدرة على مواجهة الحقيقية والتساؤلات عن جدوى الحرب في العراق، كما اثير ايضا ماسمته المعارضة بالأكاذيب التي روجتها حكومة العمال الجديدة بزعامة بلير من اكاذيب حول اسلحة الدمار الشاملة العراقية والتي اتضح انه لا وجود لها.

وكان زعيم حزب الأحرار السير منزيس كامبل تحدى رئيس الوزراء بلير ظهر اليوم في الاستجواب الاسبوعي وتحدى رئيس الوزراء ان يواجه النواب المنتخبين الذين يمثلون الأمة للاجابة على الأسئلة المتعلقة بمستقبل القوات البريطانية في العراق، والمتعلقة بالمصالح البريطانية في الشرق الاوسط، والتي يرى ان السياسة البريطانية التابعة للسياسة الاميركية تضر اشد الضرر بهذه المصالح.

واتهم السير مالكولكوم ريفيكيند وزير الدفاع السابق في حكومة مارغريت ثاتشر، بدوره حكومة بلير اليوم بتعريض المصالح البريطانية للخطر بعدم اتباعه سياسة مستقلة ترعى المصالح البريطانية في الشرق الاوسط، او تراعي القيم الأخلاقية والمعنوية الاساسية.

واضاف بان المسألة تتعلق ايضا بتوفير الدعم والامان الاقتصاديين لبلدان الشرق الأوسط اذا كان هناك رغبة فعلية في الترويج للديمقراطية ونشرها. ومن المتوقع ان يستمر الجدل البرلماني حول الشرق الأوسط، حتى السابعة مساء اليوم تبوقيت غرينيتش. وكانت وزيرة الخارجية والكمنولث مارغريت بيكيت افتتحت الجدل في الواحدة بعد الظهر بتوقيت لندن، حيث تلقت احتجاجات وانتقادات متعددة.

وقد اثار الأحرار الديموقراطيون المعارضون قضية مثيرة للاهتمام وهي اصرار رئيس الوزراء على ان ما حققته حرب العراق هو ازاحة صدام حسين ونظامه البعثي، وهو مايرحب به الجميع، لكن، هل كان سيسمح لصدام بالبقاء في حكم العراق، اذا ما استجاب لمتطلبات المجتمع الدولي بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بتفتيش جميع المواقع في العراق؟ واذا كانت الإجابة بنعم، فما معنى اذن مقولة رئيس الوزراء بن الحرب اثمرت هدفا ايجابيا وهو ازاحة صدام حسين؟

واثار الأحرار السؤال في انه اذا كانت الغاية تبرر الوسيلة، فان الغاية التي اعلنت كسبب للحرب عام 2003، وهي التخلص من اسلحة الدمار الشامل العراقية، ليست هي الغاية التي تستخدمها حكومة بلير اليوم كتبرير للحرب، وهي ازاحة صدام حسين.

وقد اثار عدد من النواب مسالة ضرورة حل المشلكة الفلسطينية الاسرائيلية والتي ستؤدي الى فتح كثير من حكومات المنطقة الباب للإصلاحات الديمقراطية، وتنزع سببا مهما من اسباب تزايد العنف.

ودعا مايكل انغرام، وزير دفاع حكومة الظل، اسرائيل الى تحديد الخطوط الآمنة التي طالما تتحدث عنها لطرح الأمر للمناقشة، واذا كانت غير قادرة على ذلك لأسباب تتعلق بامنها القومي، فيمكن على الاقل ان تخبر اللجنة الرباعية بذلك كي يتناقشوا نيابة عنها مع الفلسطنيين. ولا يزال الجدل مستمرا في مجلس العموم ومن المتوقع ان يستمر لأربع ساعات أخرى، حتى قبيل الثامنة مساء اليوم.