طلال سلامة من روما: اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم تأييدهما لايجاد quot;حل عادل لنزاعاتquot; الشرق الاوسط وتعهدا مواصلة quot;الحوار بين الاديانquot; للنهوض بالتعايش بين الشعوب. واشار بيان للفاتيكان الى ان العاهل السعودي والبابا quot;تبادلا الافكار حول الشرق الاوسط وحول ضرورة التوصل الى حل عادل للنزاعات التي تعصف بالمنطقة وخاصة النزاع الاسرائيلي الفلسطينيquot;.كما أكد الجانبان أن العنف والإرهاب لا دين ولا وطن له وان على جميع الدول والشعوب التكاتف في التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها .
واضاف البيان ان البابا والملك quot;جددا التز
واضاف البيان quot;ان المباحثات جرت في جو وديquot; مؤكدا ان البابا اشار ايضا الى quot;الوجود الايجابي والمثمر للمسيحيينquot; في السعودية. وقدم البابا للعاهل السعودي خلال اللقاء الذي دام نحو نصف ساعة لوحة نقشية كبيرة تعود إلى القرن السادس عشر تجسد الفاتيكان اضافة الى ميداليات بابوية. و بدوره قدم العاهل السعودي للبابا منحوتة من الذهب والفضة تجسد جملا وسعفة نخيل اضافة الى سيف من الذهب مرصع بالاحجار الكريمة.
وبدوره أكد خادم الحرمين الشريفين ان الشعوب تجمع بينها قيم مشتركة وأن خير تعبير لهذه القيم المشتركة هو ما جاءت به الأديان وأن في العودة إلى هذه القيم مخرج لما تعاني منه الشعوب من ويلات الخلافات والصراعات ، كما أن في التمسك بها تجسيد للخير والطمأنينة والوفاق الاجتماعي للإنسان فيما يخصه وفي محيط أسرته ومجتمعه وعلاقته مع الآخرين.
وكانت إيلاف التقت في قاعة الصحافيين في القصر الحكومي الإيطالي على مقربة من مدينة الفاتيكان التي وصل إليها الملك السعودي، التقت الراهب الفرنسيسكاني quot;بيير باتيستا بيزابللاquot; الذي يواكب مع وفد من الجالية المسيحيًّة الفلسطينيًّة جدول أعمال الزيارة. ولم يخف الراهب تعابير القلق عن وجهه، جرّاء هجرة المسيحيين المستمرًّة من الأرض المقدّسة.
فالفلسطينيون فشلوا في إيجاد شعور بديل للتشاؤم الطاغي عليهم حتى اليوم، ما جعلهم يعلّقون آمالاً على اللقاء المرتقب بعد ظهر اليوم في الصرح البابوي. ولا تدعو الأوضاع في الشرق الأوسط الى التفاؤل لدى الفلسطينيين القلقين مما تنسجه حكومة واشنطن لمستقبلهم والتضامن العربي المزعوم مع قضيتهم. من جهة أخرى، يزداد التشاؤم لدى الإسرائيليين من معادلة quot;الأرض مقابل السلامquot; كحلّ لصراع مستمر منذ أكثر من ستين عاماً، والتي من المرتقب ان يطرحها العاهل السعودي على بابا الفاتيكان خلال اللقاء.
ويقول الأب quot;بيير باتيستا بيزابللاquot; لـquot;إيلافquot; إن مسيحيي فلسطين باتوا quot;مضغوطينquot; تماماً كما السردين المعلّب بين مطرقة ولادة حركات إسلامية متطرفة في فلسطين وسندان تشدد إسرائيلي مهووس يحد من تحركاتهم.
ويستطرد الأب بيزابللا قائلا هكذا نشأ في نفوس مسيحيي فلسطين عنف نفسي أطاح بطابع التفاؤل لديهم، الذي يعكس الأمل لدى كل مسيحي في العالم.
وتتسع رقعة التشاؤم جراء جميع التصريحات السابقة التي أًعلن عنها في أعقاب اللقاءات والحوارات الدينية الدولية، والتي لم تثمر عن وقائع محدّدة. ومن هنا يتعزّز إيمان مسيحيي الشرق بأن العاهل السعودي سينقذهم من مأزق يتقوقعون بداخله، ولا سيما مسيحيي فلسطين الذين تتلاشى قواهم لتحقيق خطوات أمامية، شيئاً فشيئاً. ولا تنقصهم الثقة في التغيير فحسب إنما (ربما) الرغبة في أن تتغير معهم الأحوال.
بالفعل، يضيف بيزابللا، يحتاج العالم اليوم الى قيادات تدفعه نحو منعطفات جديدة، والأمر رهن اللقاء بين الملك عبدالله والبابا بنديكتوس السادس عشر، اللذين إن نجحا في تفعيل أفكارهما المشتركة، سيكونان رمزاً ابديّاً لأجيال المستقبل.
وتعدّ ايطاليا دولة حساسة أمام الدين، على الرغم من علمانيّة الطبقة السياسيًّة فيها. وكان وزير الخارجية الإيطالي quot;ماسيمو داليماquot; أول من دعا إلى تفادي الصراع المسلّح في الشرق الأوسط، كي لا يمتدّ الى حرب دينيّة تطال شظاياها أوروبا وأميركا.
ويرى الراهب الفرنسيسكاني أن أوضاع المسيحيين ومشاكلهم لا تزال على حالها في الأرض المقدسة، الأمر الذي يفاقم مشكلة الهجرة. وترتفع نسبة المهاجرين المسيحيين جراء صعوبة التعايش بينهم وبين المسلمين الذين يشكلون أغلبية ساحقة في قطاع غزة.
وللهجرة طرق عدة: فجزء من المسيحيين يفضلون الانتقال الى القدس، لتفادي الحركات الإسلامية المتطرفة والحواجز الإسرائيلية معاً، ومنهم من يفضل البحث عن حظ أوفر في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وأميركا اللاتينية. كما أن البعض منهم يهاجر الى بلدان مجاورة ليس لديها علاقات مع إسرائيل، ما يسبب لهم بالطبع مشاكل في العودة الى الدولة العبرية.
بالنسبة الى مسيحيي بيت لحم، يفيد الراهب الفرنسيسكاني بأنهم معزولون بالكامل عن العالم. بمقتضى الاتفاقية المبرمة بين الفاتيكان وإسرائيل، في عام 1993، تمتلك الكنيسة الكاثوليكية حق تكوين وتعيين ونشر العاملين لديها على الأراضي الإسرائيلية. ما يعني أن الراهب اللبناني مثلاً قد يجد نفسه مجبوراً على الحصول على الجنسية الأردنية لدخول إسرائيل (التي ليست لديها علاقات دبلوماسية مع لبنان). لكن خروجه من إسرائيل، ولو ليوم واحد، قد يعرضه لمشاكل في الفيزا مع سلطات البلد المتوجه إليه. كما أن دخوله مجدداً الى لبنان، وبحوزته جواز سفر يحتوي على إقامة إسرائيلية، أمر شبه مستحيل.
التعليقات