في السياسة والعلاقات الغرامية والرياضة والفن:
شخصيات فرنسا لعام 2007: ساركوزي النجم الأول
إيلاف : لا ترتبط نجومية شخص ما بفترة زمينة محددة ،هي تستطع حين تواتيها الفرصة الملائمة وتبقى... حتى حين يخفت بريقها لأنها وبكل بساطة دخلت الذاكرة الشعبية من جهة والتاريخ من جهة أخرى.
في السياسة والفن والاقتصاد والثقافة والرياضة والسينما ، تدخل شخصيات التاريخ بأعمالها، جيدة كانت أم رديئة... وبعيدًا عن نقدها أو مدحها، تستعرض إيلاف في حلقات متتالية في تقارير من مراسليها في مختلف الدول العربية والاجنبية نجوم العام 2007 .
في تقرير مراسلنا من باريس قصي صالح الدرويش يستعرض صعود نجم الرئيس نيكولا ساركوزي الذي استحوذ على اهتمام الصحافة
فرنسا: نجم ساركوزي يسطع ويصيب رموز معسكره
ساركوزي وزوجته السابقة سيسيليا
قصي صالح الدرويش من باريس: هيمن نيكولا ساركوزي على عام 2007 باعتباره النجم الأول في الحياة السياسية، واستطاع أن يحرك أجهزة الإعلام حوله كما لم يفعل رئيس فرنسي من قبله، حتى كاد أن يصبح الأوحد في فضاء النجومية السياسية مستفيدًا من تبعثر أحزاب اليسار وعدم انتظام زعمائهم في قيادة فعالة. ساركوزي استفاد أيضًا من استقطاب بعض رموز الحزب الاشتراكي إلى معسكره مثل برنار كوشنر الذي أصبح وزيرًا للخارجية أو مثل كاتبة الدولة فضيلة عمارا التي كانت تتزعم جمعية مدنية باسم quot;لا عاهرات ولا خاضعاتquot; والتي أيدها ساركوزي لمواقفها الجريئة، على الرغم من اعتراض مسؤولي حزبه عليها.
ساركوزي الرئيس اختلف كليًا عنه في عباءته القديمة كوزير داخلية، إذ بدا عصريًا نسبيًا منفتحًا للحوار، لا متزمتًا متطرف اليمينية، الأمر الذي ساعده على اختيار قيادات شابة غير مستهلكة في السياسة ولأول مرة تتقارب نسبة التمثيل بين الرجال والنساء في الوزراة، ومن أشهرهن وزيرة الاقتصاد كريستين لاجارد ووزيرة العدل رشيدة داتي التي ولدت لأب مغربي وأم جزائرية، وهو أعلى منصب يصله فرنسي من أصول مغاربية حتى الآن، ووزيرة التعليم العالم فاليري بيكريس ووزيرة الثقافة والاتصال كريستين ألبانيل وكاتبة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد التي كان أبوها سفيرًا في السنغال ناهيك عن وزيرات الداخلية والصحة والسكن والمدينة وكاتبة الدولة لوزارة البيئة.
ومن الشخصيات التي استمالها ساركوزي الزعيم الاشتراكي دومينيك شتراوس كاهن الذي أيده ليصبح رئيسًا لصندوق النقد الدولي، وكان أحد المرشحين لتزعم الحزب الاشتراكي مثله مثل جاك لانج وزير الثقافة السابق الذي استقال من الحزب الاشتراكي وشارك في لجنة إصلاح المؤسسات الدستورية. لكنه لو لم يدخل المنظومة الساركوزية لبقي أكثر تأثيرًا وفعالية في الحياة السياسية.
ولا شك أن نجم سيسيليا زوجة ساركوزي قد سطع بعد الانتخابات الرئاسية خصوصا حين زارت ليبيا للمساعدة في الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، لكن سيسيليا فاجأت الجميع عندما غادرت قصر الإيليزيه وطلبت الطلاق، مفضلة التخلي عن أبهة الرئاسة من أجل حياة خالية من القيود. وفيما يرى البعض أن سيسيليا هزمت أمام غراميات ساركوزي، تميل أطراف أخرى إلى أن سيسيليا هي التي انتصرت لحريتها في النهاية. والنجمة التي صعدت في الواجهة مكانها لم تكن سوى حبيبة ساركوزي الجديدة كارلا بروني المعروفة بحسنها وأناقتها وعلاقاتها العاطفية المثيرة، وأيًا كان مسار علاقتها مع ساركوزي فإن شهرتها في الساحة قد ازدادت.
من الشخصيات التي سطع نجمها في بداية العام المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال
المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال
التي رفعتها استطلاعات الرأي داخل الحزب الاشتراكي ولدى الفرنسيين بوجه عام، لتتفوق على باقي كبار quot;الفيلةquot; في الحزب الاشتراكي، إلا أن رويال ارتكبت العديد من الأخطاء التي ساهمت في هزيمتها، هذا إلى جانب أن الظروف في فرنسا لم تنضج بما فيه الكفاية بعد كي تفوز امرأة بالمنصب الرئاسي، بغض النظر عن هويتها وشخصيتها وحزبها. والهزيمة في الانتخابات الرئاسية لم تكن لسيجولين رويال وحدها بل للحزب الاشتراكي وعلى رأسه فرنسوا هولاند، وقد يستثنى من هذه الهزيمة برنار دولانوي رئيس بلدية باريس المرشح للبقاء في منصبه إثر الانتخابات البلدية المقبلة والذي يمكن أن يتزعم الحزب الاشتراكي في حال بقائه عمدة لباريس.
واليساري الوحيد الذي تألق هذه السنة هو المرشح التروسكي اوليفيه بوزانسنو الذي أكد شعبيته وصدقه وعفويته. وقد كاد ساعي البريد الشاب هذا أن يتقدم على الحزب الشيوعي العريق.
ومن الشخصيات السياسية التي تألقت في الانتخابات الرئاسية، مرشح الوسط فرنسوا بايرو الذي ابتعد عن علاقة التحالف التقليدية مع اليمين الديغولي وخاض الانتخابات منافسا لا يستهان به ليحصل على 18.57% من الأصوات في الدور الانتخابي الأول. وعلى الرغم من هذا التقدم المهم وجد نفسه معزولاً في النهاية وخسر رهانه في قيادة قوة سياسية قادرة على التحرك باستقلال وقوة.
لا شك أن الرئيس السابقجاك شيراك كان الخاسر الأكبر في عام 2007 على الرغم من أنه نظريًا لا يعد مهزومًا في الانتخابات الرئاسية التي لم يكن مرشحًا فيها، علمًا بأن مؤسس حزب ساركوزي الذي كان في البداية من ضمن المقربين إليه وإلى زوجته وابنته. وكان يمكن لساركوزي أن يصبح زعيمًا بمساعدة شيراك، لولا القطيعة التي حدثت بينهما وحولته إلى العدو الأول بعد دعم ساركوزي لترشيح إدوار بالادور كمنافس لشيراك في رئاسيات 1995.
وقد اعتقد المراقبون أن شيراك سيعمل ضد فوز ساركوزي حتى ولو صب الأمر في مصلحة المرشحة الاشتراكية. بالتأكيد وقع شيراك في سلسلة من الأخطاء الكبيرة أهمها حل البرلمان، إذ جاءت النتيجة لعنة عليه بسبب فوز اليسار في الانتخابات التي تلت قرار الحل ليجد نفسه يتعايش مع رئيس حكومة اشتراكي هو ليونيل جوسبان. والخطأ الكبير الثاني الذي وقع فيه شيراك هو خصومة منافسيه مثل شارل باسكوا وإدوار بالادور وساركوزي، ثم الخطأ الكبير الثالث تعيينه لساركوزي وزيرا للمالية ثم للداخلية ثم مسؤولاً عن الحزب الديغولي الأمر الذي مكن هذا الأخير من كافة أوراق التعبئة والمناورة لصالحه. وبدا غريبًا أن يغادر الرئيس شيراك قصر الإيليزيه وبعد 40 عامًا من الحياة السياسية الحافلة للإقامة في شقة تملكها عائلة الحريري. شيراك اليوم رجل معزول متهم بالفساد وهو الذي ترأس الجمهورية مرتين والحكومة مرتين وقضى قرابة ربع قرن كعمدة لمدينة باريس بكل إمكانياتها، شأنه شأن ذراعه الأيمن وآخر رؤساء حكومته دومينيك دوفيلبان المتهم في قضية كليرستريم التي هدفت إلى توريط ساركوزي في قضية فساد وهمية.
إلى جانب شيراك يقف جان ماري لوبن بين المهزومين في انتخابات 2007 حيث تراجع رصيده الشعبي إلى النصف، الأمر الذي يعني بداية نهاية مشواره السياسي خاصة بعد تقدمه في السن، وقد تكون نهايته بداية لسطوع نجم ابنته مارين لوبن المرشحة لخلافته.
بعيدًا عن حلقة السياسة، استطاع المغني الأسمر
المغني الأسمر يانيك نوا
يانيك نوا أن يتقدم قائمة الشخصيات الأكثرشعبية في فرنسا، ونوا اشتهر كلاعب تنس قبل أن يتجه إلى الغناء ويتحول إلى نجم استطاع التقدم على زين الدين زيدان الذي احتل المرتبة الثانية بين الشخصيات الأكثر شعبية في فرنسا، تلته الممثلة القزمة ميمي ماتي وبعدها الراهبة الأخت إيمانويل ثم زعيم حركة البيئة نيكولا هيلو وذلك وفق الاستطلاع السنوي الذي تجريه صحيفة quot;لوجورنال دو ديمانشquot;.
ومن الشخصيات التي دخلت القائمة بقوة المغنية أوليفيا رويز التي اشتهر ألبومها quot;المرأة الشوكولاquot; واحتلت المرتبة الثانية عشرة. وفي هذا المجال تراجع ساركوزي من المرتبة 25 عام 2006 إلى المرتبة 32 هذا العام لكنه بقي متقدمًا على المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال التي احتلت المرتبة 37.
من الشخصيات الفرنسية التي برزت هذه السنة على المستوى العلمي الفزيائي ألبير فيرت الذي حاز على جائزة نوبل للفيزياء. وعلى المستوى الأدبي، حاز الروائي جيل لوروا على جائزة جونكور عن روايته quot;ألاباما سونغquot; وحصل دانييل بيناك على جائزة رونودو عن رواية quot;حزن المدرسةquot; بينما حصل جان هاتزفيلد على جائزة quot;مدسيسquot; عن رواية quot;استراتيجية الغزلانquot; بينما حاز ايريك فورتورينو على جائزة quot;فيميناquot; عن رواية quot;القبلات السينمائيةquot;.
ومن الشخصيات العامة التي أثارت الإعلام اوغستان لوجراند الذي أسس منظمة quot;أبناء دون كيشوتquot; قبل عام فقط وحققت شهرة في ميدان الدفاع عن حقوق المشردين دون سكن. وايريك بريتو رئيس quot;لارش دو زويquot; الذي يحاكم حاليًا في تشاد وايفان كولونا الشاب الكورسيكي المتهم باغتيال حاكم الجزيرة كلود ارينياك عام 1989 والذي حكم قبل أيام بالسجن لمدة عشرين سنة.
على مستوى الغناء غنى هنري سلفادور حفلته الأخيرة في قصر المؤتمرات، معلنًا تقاعده عن عمر يناهز التسعين عامًا، وهو يعد من أشهر مطربي فرنسا وأكثرهم تقدما في العمر.
العالم الفزيائي ألبير فيرت
كما شهد العام الذي نودعه قرار جوني هوليداي التوقف عن الغناء في الحفلات، وجوني هوليداي صديق ساركوزي الذي كان يعيش في سويسرا عاد إلى فرنسا بعد فوز هذا الأخير وإعلانه تخفيض ضريبة الدخل.
على مستوى الغناء أيضًا سطع نجم كريستوف مايي الذي فاز في النسخة الفرنسية من برنامج quot;سوبر ستارquot; والذي حمل لقب quot;السلحفاةquot; بسبب تقوس ظهره وهو يعد اكتشاف السنة، كذلك الأمر بالنسبة إلى مغنية الراب ديامز التي حقق ألبومها quot;في فقاعتيquot; نجاحا باهرا.
على مستوى السينما برزت الممثلة ماريون كوتيار بعد مشاركتها في فيلم quot;لامومquot; التي جسدت فيه شخصية نجمة الغناء الشهيرو اديت بياف وقد أخرج هذا الفيلم اوليفيه داون وشاهده 7.7 مليون مشاهد في صالات العرض الفرنسية. في إطار الرياضة تألق ثلاثة من لاعبي كرة القدم الشبان من أصول جزائرية وهم المهاجم كريم بن زيمة الذي يعد في مقدمة المهاجمين على الرغم من أن عمره يقل عن عشرين عامًا، والأمر كذلك بالنسبة إلى حاتم بن عرفة الذي يلعب مهاجما مع بن زيمة في نادي ليون، بينما يلعب النجم الصاعد الثالث سمير نصري في نادي مرسيليا.
المهاجم كريم بن زيمة
واللاعبون الثلاثة سريعون ويتمتعون بدرجة رفيعة من الذكاء تفتح أمامهم الباب ليصبحوا من كبار نجوم الكرة في العالم. أما في الاتجاه المعاكس، فظهر تراجع في مستوى أداء مهاجم مرسيليا السريع جبريل سيسي وبشكل يقلق عشاق الكرة والقائمين عن النادي.
وفي رياضة الركبي تألق اللاعب سباستيان شابال وتميز بأناقته الفوضوية وقرر أن يلعب لحساب ناد بريطاني. ولا بد من الإشارة إلى أن مدرب منتخب فرنسا في للركبي برنار لابورت هزم في نهائيات كأس العالم في باريس، لكنه تألق كوزير جديد في الحكومة وكمقرب من الرئيس. وفي رياضة الجودو حصل تيدي رينير على بطولة كأس العالم للوزن الثقيل. أما لاعب كرة السلة توني باركر والذي يلعب في الولايات المتحدة فقد أصبح بالتأكيد في مقدمة نجوم كرة السلة الأميركية وتزوج قبل أشهر من الممثلة التي يحبها إيفا لونجوريا.
ويمكن الحديث عن رحيل عدد من الشخصيات الشهيرة هذه السنة،
الاب بيار
كان آخرهم يوم الأحد 23 ديسمبر الماضي الروائي الشهير جوليان جراك الذي اشتهر برفضة استلام جائزة quot;جونكورquot; 1951 بسبب رفضه لتطور مهنة النشر. ومن الذين غابوا عن عالمنا الآن الأب بيير الذي ظل الشخصية المحببة للفرنسيين على امتداد عقود طويلة، والكاردينال لوستيجييه أسقف نوتردام وريمون بار رئيس الحكومة السابق وصاحب مدرسة الرقص موريس بيجار ونجم التلفزيون جاك مارتان والفيلسوف جان بورديار ومن الممثلين جان بيير كاسل وجان كلود بريالي وميشيل سيرو والموسيقار فريد شيشان والسيدة كلود بومبيدو زوجة الرئيس السابق وموريس بابون الذي كان متعاونًا مع حكومة فيشي.
نجم التلفزيون الراحل جاك مارتان