بدء الجلسة المغلقة لرؤساء وملوك الدول العربية
العاهل السعودي: متمسك بالتفاؤل رغم أسباب التشاؤم

إيلاف من الرياض: إنتهت الجلسة العلنية الأولى من القمة العربية المنعقدة في الرياض حيث بدأها الرئيس السوداني عمر البشير، رئيس الدورة السابقة،

صورة جماعية للرؤساء والملوك العرب
الذي إستعرض مجمل ما أنجزته اللجان المشكلة من مختلف الدول العربية خلال رئاسة السودان للدورة السابقة. ثم أعلن البشير تسليم رئاسة القمة العربية التاسعة عشرة إلى السعودية.

وبعدها ألقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة تحدث فيها عن ضرورة رفع الحصار الذي إعتبره ظالمًا، والمفروض على الشعب الفلسطيني، بأسرع ما يمكن مطالبًا في الوقت نفسه الدول العربية بالسعي في إقامة وحدة وطنية فلسطينية.

ثم ألقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية :

إقرأ المزيد:

بث مباشر للقمة العربية: أردوغان .. كركوك تمثل العراق وهي غير مستقرة

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأمة العربية :
أيها الإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني باسمي وباسم الشعب السعودي أن أرحب بكم ، متمنيًا لكم النجاح في أعمالكم، وأشكر فخامة الأخ الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان الشقيق، على ما بذله من جهد أثناء رئاسته القمة في السنة الماضية.
أيها الإخوة الكرام
منذ أكثر من ستين سنة أنشئت الجامعة العربية، لتكون نواة للوحدة العربية الحقيقية، وحدة الجيوش، ووحدة الإقتصاد، ووحدة الأهداف السياسية، وقبل ذلك كله وحدة القلوب والعقول.
ولا شك أن السؤال الذي يطرح نفسه علينا : ما الذي تحقق من ذلك كله ؟ إن الجواب على هذا يكشفه واقعنا الذي يؤكد أننا اليوم أبعد عن الوحدة من يوم أنشئت الجامعة.
أيها الإخوة الكرام :
في فلسطين الجريحة، ما زال الشعب الصامد يعاني القهر والإحتلال محرومًا من حقه في الإستقلال والدولة، وكما تعلمون جميعًا فإن الأشقاء الفلسطينيين إجتمعوا في مكة المكرمة بجوار بيت الله الحرام ونجحوا بفضل الله وتوفيقه في إنهاء خلافاتهم والإتفاق على حكومة وحدة وطنيه تم الإعلان عنها، وفي ضوء هذا التطور الإيجابي فإنه أصبح من الضروري إنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة ، لكي تتاح لعملية السلام أن تتحرك في جو بعيد عن القهر والإكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء الله.
وفي العراق الحبيب، تراق الدماء بين الإخوة، في ظل إحتلال أجنبي غير مشروع ، وطائفية بغيضة تهدد بحرب أهلية. وفي لبنان الذي كان يضرب به المثل في التعايش والإزدهار، يقف الوطن مشلولاً عن الحركة، وتتحول شوارعه إلى فنادق وتوشك الفتنة أن تكشر عن أنيابها.
وفي السودان أدى التراخي العربي إلى التدخل الخارجي في شؤونه. وفي الصومال ، لا تكاد حرب أهلية أن تنتهي حتى تبدأ أخرى. كل ذلك يحدث ونحن عاجزون عن تقديم العون لأشقائنا.
أيها الأخوة
والسؤال ماذا فعلنا طيلة هذه السنين لحل كل ذلك؟ لا أريد أن ألقي اللوم على الجامعة العربية، فالجامعة كيان يعكس أوضاعنا التي يراها بدقة، إن اللوم الحقيقي يقع علينا نحن قادة الأمة العربية، فخلافاتنا الدائمة، ورفضنا الأخذ بأسباب الوحدة، كل هذا جعل الأمة تفقد الثقة في مصداقيتنا ، وتفقد الأمل في يومها وغدها.
أيها الإخوة الكرام
إن الفرقة ليست قدرنا ، وإن التخلف ليس مصيرنا المحتوم ، فقد منحنا الله جلت قدرته الكرامة، وخصنا بعقول تستطيع التفرقة بين الحق والباطل، وضمائر تميز الخير من الشر، ولا ينقصنا إلاّ أن نطهر عقولنا من المخاوف والتوجس، فلا يحمل الأخ لأخيه سوى المحبة والمودة ولا يتمنى له إلاّ الخير الذي يتمناه لنفسه.
إخواني
إنني رغم دواعي اليأس مليء بالأمل ، ورغم أسباب التشاؤم متمسك بالتفاؤل، ورغم العسر أتطلع إلى اليسر إن شاء الله .
إن أول خطوة في طريق الخلاص هي أن نستعيد الثقة في أنفسنا ، وفي بعضنا البعض ، فإذا عادت الثقة عادت معها المصداقية ، وإذا عادت المصداقية هبت رياح الأمل على الأمة ، وعندها لن نسمح لقوى من خارج المنطقة أن ترسم مستقبل المنطقة ، ولن يرتفع على أرض العرب سوى علم العروبة.
اخواني
( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وإني أدعوكم ، وأبدأ بنفسي إلى بداية جديدة، تتوحد فيها قلوبنا، وتلتحم صفوفنا، أدعوكم إلى مسيرة لا تتوقف إلاّ وقد حققت الأمة آمالها في الوحدة والعزة، والرخاء، وما ذلك على قدرة العلي القدير، ثم على عزائم الرجال المؤمنين بعزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(( المزيد من الصور والتفاصيل بعد قليل ))

الأمين العام للأمم المتحدة يتابع جلسة القمة العربية

جانب من القمة