علاوي يرفض بقاء العراق تحت هيمنة دول تسعى لتقسيمه
خليفة بلير يدعو المالكي وطالباني للاسراع في الاصلاحات

أسامة مهدي من لندن: اكد غوردون براون المرشح لخلافة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومجلس الرئاسة العراقي في بغداد اليوم دعم بلاده للمصالحة الوطنية في العراق داعيا الى الاسراع في انجاز الاصلاحات التشريعية والاقتصادية، فيما رفضت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي بقاء العراق معزولاً عن محيطه الإقليمي عربياً وإسلامياً وقسمة محصورة بين دول وقوى لاتخفي أجندتها التي تعمل على إضعافه والإنتهاء إلى تقسيمه .

واكد المالكي خلال اجتماعه مع براون وزير المالية البريطاني الذي سيتسلم رئاسة الحكومة في السابع والعشرين من الشهر الحالي ان التعقيدات التي تشهدها الاوضاع العراقية الداخلية هي بسبب التداعيات والاثار الناجمة عن انتقال العراق من المرحلة الدكتاتورية الى المرحلة الديمقراطية الى جانب التدخلات الخارجية والضغوط الاقليمية . وشدد على اهمية تطوير العلاقات العراقية البريطانية .

وقال المالكي ان حل المشكلة في العراق لاينحصر في زيادة عدد القوات او زيادة كميات الاعتدة والاسلحة لان المشكلة في جذورها هي مشكلة سياسية ومن هذا المنطلق اعتمدنا خيار المصالحة الوطنية باعتبارها الاساس الذي يتفق عليه الجميع من اجل الوصول الى حلول وليس اقتسام المكاسب والمغانم بين القوى السياسية بحسب ما اشار بيان للمكتب الاعلامي لمجلس الوزراء ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; بعد ظهر اليوم . واضاف ان هذه الصعوبات والتحديات لم تثن الحكومة عن انجاز العديد من القوانين وتقديم مشاريع قوانين اخرى الى مجلس النواب مثل قانون المساءلة والعدالة وقانون النفط والغازمشيرا الى انه يأمل ان يصادق مجلس النواب على هذه المشاريع قريبا . واشار الى ان الحكومة حريصة على العمل مع القوات البريطانية من اجل توفير الامن في محافظة البصرة التي تعتبر رئة العراق .

من جانبه قال براون ان بلاده تدعم الديمقراطية والمصالحة في العراق وحكومة الوحدة الوطنية مشيرا الى اهمية الاسراع بالاصلاحات التشريعية والاقتصادية .

ومجلس الرئاسة بحث مع براون تطورات العملية السياسية

وقد اجتمع بعد ذلك مجلس الرئاسة العراقية باعضائه الثلاثة بمقر رئاسة الجمهورية في بغداد مع براون ووزير الدفاع ديز براون والوفد المرافق لهما .
وبحث مجلس الرئاسة مع المسؤول البريطاني الذي من المقرر أن يخلف رئيس الوزراء في منصبه تطورات العملية السياسية والوضع الأمني في العراق اضافة الى سير تنفيذ خطة امن بغداد كما اشار بيان رئاسي الى quot;ايلافquot;. كما تمت مناقشة دور القوات البريطانية في بناء و تأهيل قدرات الجيش العراقي والمساهمة في بسط الأمن و الاستقرار في جنوب العراق اضافة الى بحث الملف الاقتصادي والتأكيد على بناء مشاريع البنى التحتية بما يسهم في تحسين المستوى المعاشي للعراقيين.

وشدد مجلس الرئاسة على ضرورة المشاركة الحقيقة لجميع القوى الوطنية في ادارة شؤون البلاد وصولا الى عراق مستقر ومزدهر .. بينما اكد براون استمرار دعم بلاده للعراق في سبيل تحقيق الديمقراطية وتعزيز المصالحة الوطنية والتطور الاقتصادي.

وكان براون الذي وصل الى العاصمة العراقية في زيارة غير معلنة اليوم قد دافع امس الأحد عن قرار الحكومة البريطانية المشاركة في حرب العراق في مواجهة حركة احتجاج داخل حزب العمال الحاكم .

وأقرّ براون بأن العملية الأميركية البريطانية التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين كانت صعبة وأوجدت انقسامات، لكنه أكد أن عدد القوات التي بدأت العملية كان 44 ألف جندي بريطاني أما اليوم فلا يتجاوز عددها السبعة آلاف كما أنها تنخفض. وقال quot;سأتوجّه إلى العراق لأتمكن من الاطلاع على الوضع عن كثبquot;.

وينتشر معظم الجنود البريطانيين قرب البصرة كبرى مدن الجنوب والمناطق المحيطة بها. ويتوقع أن تسحب بريطانيا حوالي 1600 جندي خلال السنة الحالية لينخفض عدد جنودها في العراق إلى نحو 5500 رجل. وقد قتل لحد الان 150 عسكريا من هذه القوات المنتشرة في جنوب العراق .

علاوي يرفض بقاء العراق تحت هيمنة دول تسعى لتقسيمه

اكد زعيم القائمة العراقية الوطنية رئيس الوزراء السابق اياد علاوي رفضه ابقاء العراق معزولاً عن محيطه الإقليمي عربياً وإسلامياً وقسمة محصورة بين دول وقوى لاتخفي أجندتها التي تعمل على إضعافه وتشظية نسيجه الواحد والإنتهاء إلى تقسيمه .

واضاف في بيان صحفي الى quot;ايلافquot; اليوم آن الأوان قد حان كي يعترف الجميع بأن ماوصل إليه العراق اليوم ماهو إلا نتيجة مباشرة للإبتعاد عن الخيار الوطني وتبني الخطاب الطائفي والعرقي بدلاً عنه كأداة في تحريف وتحريك ثقافة الناخب وتعبئته وإعتماد المحاصصة قاعدة في إقتسام مكاسب السلطة بين الشركاء . واكد ايمان القائة العراقية بالعراق الجديد وتجربته السياسية ومشروعها الوطني الشامل في بناء دولة المؤسسات ودورها الفعال ووفاءها غير المحدود للوطن والمواطن مهما كانت الضغوط التي تمارس ضدها اليوم من أطراف مستفيدة من الأوضاع المتردية ومهما بلغت التضحيات من أجل ذلك .. وفيما يلي نص البيان :

يوماً بعد يوم تتأكد صحة الخيار الوطني الذي تبنته القائمة العراقية الوطنية وبرنامجها الوطني كطريق وحيدة في بناء العراق وإنقاذه من أزمته الحالية , كما آن الأوان كي يعترف الجميع بأن ماوصل إليه العراق اليوم ماهو إلا نتيجة مباشرة للإبتعاد عن هذا الخيار وتبني الخطاب الطائفي والعرقي بدلاً عنه كأداة في تحريف وتحريك ثقافة الناخب وتعبئته وإعتماد المحاصصة قاعدة في إقتسام مكاسب السلطة بين الشركاء .

القائمة العراقية الوطنية إيماناً منها بالعراق الجديد وأهمية حضورها لأداء دورها في ترشيد العملية السياسية ولو عبر مشاركة وزارية محدودة فيها الكثير من الحيف والإقصاء المتعمد لا يمكن أن تغفل إيمانها بالديموقراطية وتضحي بدورها البناء في تقويم وترشيد مشروع بناء الدولة وتبقى متفرجة على مايجري وشاهد زور ضد الملايين من أبناء العراق الذين صوتوا للديموقراطية ولعراق جديد ينالوا فيه حريتهم وكل ماحرموا منه طوال عهود القهر والإذلال التي مر بها العراق طوال عقود ولابد أن تبقي علاقتها مع الناس مفتوحة صريحة وشفافة.

وفي الوقت نفسه من غير المعقول أن يبقى العراق معزولاً عن محيطه الإقليمي عربياً وإسلامياً ويبقى قسمة محصورة بين دول وقوى لاتخفي أطماعها فيه أو أجندتها التي تعمل على إضعافه وتشظية نسيجه الواحد والإنتهاء إلى تقسيمه .

فالعراق جزء حيوي وفعال في هذه المنطقة يؤثر بها ويتأثر في علاقةٍ تقوم على أساس الإحترام المتبادل والإعتراف بسيادة الأخر , وما نشاط القائمة العراقية وقيادتها في هذا الصدد إلا تأكيد على هذا الفهم وضمن مبدأ الديموقراطية وإطارها الذي أقره الجميع دون أن تتأثر بما يصدر عن الأخرين من تصريحات تلغي الأخر و لا تفهم حقه في الرأي والمبادرة إلا من خلال نظرية المؤامرة التي كانت ولا زالت تسيطر على عقل وثقافة العديد من أطراف السلطة في العراق .

من هنا تؤكد القائمة العراقية الوطنية إيمانها بالعراق الجديد وتجربته السياسية ومشروعها الوطني الشامل في بناء دولة المؤسات ودورها الفعال في بناء ذلك كله ووفاءها غير المحدود للوطن والمواطن مهما كانت الضغوط التي تمارس ضدها اليوم من أطراف مستفيدة من الأوضاع المتردية اليوم ومهما بلغت التضحيات من أجل ذلك .

وياتي البيان في اعقاب اتهامات حكومية للقائمة العراقية وقوى اخرى بتشكيل جبهة معارضة تستهدف الانقلاب على العملية السياسية والاطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وذلك بمساعدة اجهزة مخابرات دول عربية واقليمية.