في حوار شامل تنشره إيلاف... السفير الأميركي في البحرين:
لا نبحث عن حروب جديدة وسندعم الفلسطينيين ماليا

عيسى الشايجي- المنامة: أكد السفير الأميركي لدى مملكة البحرين وليام مونروا أن بلاده لا تبحث عن خوض حروب جديدة بعد افغانستان والعراق، وقال: quot;اذا كان الأمر يتعلق بالقدرة، نعم نحن قادرون على ذلك، ولكن لا نريد حدوث مواجهة عسكرية مع ايران، ونحن ملتزمون بالتوصل الى حل دبلوماسي حول الخلاف النووي مع ايران، كما أننا متحدون مع باقي دول العالم حول القلق المتزايد من فشل إيران في التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب طلب مجلس الأمن الدوليquot;.

وكشف السفير الأميركي في لقاء تنشره quot;إيلافquot; بالتزامن مع صحيفة الايام البحرينية حول الوضع الفلسطيني، أن الأمريكيين وعلى الرغم من عدم دعمهم حكومة حماس quot; إلا ان هذا لا يعني أننا لم نقدم الدعم المالي للشعب الفلسطينيquot;، وقال مونروا للزميل عيسى الشايجي رئيس تحرير الايام quot; قبل التطورات الأخيرة أعلنت الولايات المتحدة بأنه من المتوقع منها تقديم 180 مليون دولار أميركي تقريبًا في شكل مساعدات للشعب الفلسطيني في عام 2007. لقد أعلنا في الأسبوع الماضي فقط بأننا ننوي المساهمة بـ 40 مليون دولار إلى وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة حتى نساعد في تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزةquot;.

وأضاف السفير الذي انهى مدته الدبلوماسية في المنامة، quot;مع تشكيل حكومة فلسطينية جديدة ننوي البدء مجددًا بتقديم المساعدات للحكومة الفلسطينية كما أننا نقوم بمراجعة الخطط لإعادة هيكلة هذه المساعدات حتى تتم الاستفادة القصوى منها. بصراحة القضية المطروحة في ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية هي ليست مستوى المساعدات الأميركية والتي كانت أساسية الى حد كبير، وإنما القضية كانت حول وجود حكومة تقودها حماس وحاولت القضاء على النقاش الديمقراطي بلجوئها الى العنف وفرض أجندتها المتطرفة على الفلسطينيين، لذا لدينا الآن الفرصة لدعم أولئك الفلسطينيين الذين يرغبون في بناء حياة أفضل ودعم مستقبل السلامquot;.

وفي ما يلي نص اللقاء الموسع:
الولايات المتحدة وأفغانستان

* هل حققت الولايات المتحدة أهدافها في أفغانستان؟
ان الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو حققوا الكثير في أفغانستان، التي أصبحت بكل تأكيد مكانًا مختلفًا اليوم عما كانت عليه قبل ست سنوات عندما كانت تحت حكم الطالبان، حيث كانت حقوق الناس ndash; بما فيها حقوق النساء ndash; مقيدة وعندما كانت البلد مكان آمن لقيادة القاعدة. وهدفنا الآن هو مساعدة الشعب الأفغاني على هزيمة الطالبان والعناصر الارهابية الأخرى، وعلى بسط سلطة الدولة على جميع أراضيه وأن يصبح حليف يعتمد عليه في الحرب على الارهاب والمتطرفين. لكن هذه الجهود سوف تستغرق وقتاً، ومع ذلك فان أفغانستان هي بالتأكيد تمضي في الاتجاه الصحيح، وكما قلت هي الآن مكان أفضل مما كانت عليه قبل ست سنوات.

* الولايات المتحدة متهمة بقصف الأهداف المدنية من دون تمييز. ما هو تعليقكم على ذلك؟
ان مقتل أي مدني يعتبر مأساة، ونحن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب وقوع اصابات في صفوف المدنيين. وهنا دعني أوضح مسألتين، الأولى، من الخطأ القول إن الولايات المتحدة متورطة في ما تقول بمهاجمة المدنيين دون تمييز. لأن القوات الأميركية وقوات الناتو تتخذ جميع الاحتياطات المناسبة لضمان عدم اصابة المدنيين. ثانيًا، في حالة وقوع اصابات غير مقصودة في صفوف المدنيين، نقوم دائماً باجراء تحقيق مفصل في الظروف التي أدت الى ذلك ونتحدث مع القادة المحليين لكي نتجنب وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل. ثالثاً، دعونا لا ننسى مسؤولية طالبان والعناصر الارهابية عن الاصابات في صفوف المدنيين. فهم يستخدمون المدنيين عن قصد كدروع بشرية، وغالبًا ما يلجأون الى مناطق يكون فيها خطر تعرض المدنيين للاصابة عالياً. وكما أظهرت حوادث تفجير السيارات مؤخراً، فقد استخدم الطالبان والعناصر المتطرفة الأخرى استهداف المدنيين تكتيكًا لهم. وهذه مأساة حقيقية.

* يتردد بأن الولايات المتحدة تتجاهل عن قصد النشاطات غير القانونية لتهريب المخدرات التي يقوم بها أمراء الحرب من أجل كسب تأييدهم. فما هو تعليقكم على ذلك؟
هذا ليس صحيحاً. لأن الولايات المتحدة ضحية لانتاج المخدرات في بلدان مثل أفغانستان، ونحن ندرك تماماً بأن انتاج المخدرات في أفغانستان يشكل قلقاً كبيراً. ونحن في المجتمع الدولي، بقيادة الحكومة الأفغانية، بحاجة الى وضع استراتيجية أكثر فعالية للقضاء على انتاج وتجارة المخدرات، وقد عقدنا مباحثات مع الحكومة الأفغانية حول هذه المسألة. لكن في نهاية الأمر فان القرار سيكون للحكومة الأفغانية حول أفضل طريقة لتنفيذ استراتيجية لاستئصال هذه الآفة

الاوضاع في الاراضي الفلسطينية:

* يلقي المراقبون اللوم على كل من أميركا و اسرائيل لما وصل اليه الوضع في الأراضي الفلسطينية بسبب توقف المساعدات المالية الأميركية الى السلطة الفلسطينية. ما هو تعليقكم على ذلك؟

صحيح أننا لم ندعم حكومة حماس لكن هذا لا يعني أننا لم نقدم الدعم المالي للشعب الفلسطيني. قبل التطورات الأخيرة أعلنت الولايات المتحدة بأنه من المتوقع منها تقديم 180 مليون دولار أميركي تقريبا في شكل مساعدات للشعب الفلسطيني في عام 2007. لقد أعلنا في الأسبوع الماضي فقط بأننا ننوي المساهمة ب 40 مليون دولار الى وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة حتى نساعد في تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة.

و مع تشكيل حكومة فلسطينية جديدة ننوي البدء مجددا بتقديم المساعدات للحكومة الفلسطينية كما أننا نقوم بمراجعة الخطط لاعادة هيكلة هذه المساعدات حتى تتم الاستفادة القصوى منها. بصراحة القضية المطروحة في ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية هي ليست مستوى المساعدات الأميركية و التي كانت أساسية الى حد كبير، وانما القضية كانت وجود حكومة تقودها حماس حاولت القضاء على النقاش الديمقراطي بلجوئها الى العنف وفرض أجندتها المتطرفة على الفلسطينيين. لذا لدينا الآن الفرصة لدعم أولئك الفلسطينيين الذين يرغبون في بناء حياة أفضل ودعم مستقبل السلام.

الولايات المتحدة مع لبنان

* ما هو بإعتقادك الحل الأمثل للأزمة الحالية؟
ان موقف الولايات المتحدة من لبنان واضح وثابت. فالشعب اللبناني يستحق العيش في بلد مستقل وآمن من دون خوف من العنف والاعتداء من قبل الذين يسعون الى تخريب ديمقراطيته واستقلاله. ومن هذا المنطلق، نحن ندعم بشكل كامل الجهود التي تبذلها حكومة السنيورة وحكومة لبنان الشرعية والمنتخبة ديمقراطيًا في مواجهتها للتهديد الارهابي والعنف السياسي. اذا ماذا يعني هذا بالمعايير العملية؟ يجب السماح للمحكمة الخاصة للقيام بعملها حتى تتم محاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. كما يجب وقف محاولات الدول المجاورة لاضعاف حكومة السنيورة. ويجب تقوية الجيش اللبناني لكي يكون قادراً على السيطرة على جميع أجزاء لبنان. وعلى المجتمع الدولي دعم جهود اعادة البناء في لبنان.

* ماذا تريدون من القيادة والبرلمان والحكومة اللبنانية؟
حسناً، هناك حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي في لبنان، ويجب السماح لها بالحكم. كما يجب السماح لها القيام بالحكم من دون تدخلات أو عنف، من داخل لبنان أو من الخارج. ومن دون التهديدات الخارجية، يجب أن يتمكن الشعب اللبناني من حل جميع خلافاته بالطرق السلمية وفي الاطار القانوني للبلد.

* كيف تقيم العلاقات مع النظام الحالي في سوريا؟ ماذا تريد من الحكومة أن تفعله لتحسين العلاقات؟

ان موقف الولايات المتحدة من سوريا واضح وثابت. فيجب على سوريا العمل كعضو مسؤول في المجتمع الدولي. وهذا يعني أن عليها أن تحترم استقلال ووحدة أراضي لبنان وتراقب حدودها لمنع المقاتلين الأجانب من الدخول الى العراق وتوقف دعمها للجماعات الفلسطينية الرافضة التي تتخذ من دمشق مقرًا لها.

الولايات المتحدة في العراق

* الى متى ستبقى القوات الأميركية في العراق؟
هذا سؤال من الصعب الاجابة عليه لأنه يعتمد على عوامل كثيرة، بما فيها الوضع الأمني في العراق وقدرة القوات العراقية في تحمل مسؤلية الأمن ووضع الحكومة العراقية. وبحسب تصريح الجنرال بيتريوس الأخير فإن إرسال قوات أميركية على المدى الطويل الى بغداد سوف يعتمد على مدى رغبة الحكومة العراقية المستقلة في تمديد بقاء الجيش الأميركي.

* العرب قلقون من الصفقة التي من المحتمل التوصل اليها مع ايران. فما تعليقكم على ذلك؟
أنا لم أفهم في الواقع أبداً هذا القلق من أننا على وشك التوصل الى اتفاق مع ايران والذي سوف يأتي على حساب العراق أو البلدان العربية في الشرق الأوسط. انه من المهم أن نتذكر بأن لدينا قلق حقيقي جدا تجاه ايران، وهذا القلق نتشارك فيه مع الدول العربية في الشرق الأوسط. فنحن متيقظون من محاولات ايران المتواصلة لتطوير أسلحة نووية الأمر الذي نتفق جميعنا على خطورته الكبيرة.

كما أننا قلقون من تدخل ايران في العراق، والذي لم يكن مساعداً. نحن نرى الآن اشارات حول قيام ايران بدعم عناصر مناهضة للحكومة في أفغانستان، بما فيها ارسال أسلحة تستخدم في مهاجمة قوات التحالف. كما أننا قلقون من التدخل الايراني في الشأن الداخلي اللبناني. نحن نريد من ايران أن تغير سلوكها في جميع هذه المناطق. وبكل صراحة، أعتقد يمكننا أن نتفق جميعاً بأنه اذا أبدت ايران مسؤولية أكبر في جميع هذه المجالات فانها سوف تخدم مصالحنا جميعاً، بما فيها الدول العربية في الشرق الأوسط. لذلك لا أعتقد أن هناك داعيًا للقلق من سياستنا أو نوايانا تجاه ايران.

* الولايات المتحدة متهمة باذكاء الانقسام الشيعي ndash; السني؟
ان سياسنتا تجاه العراق تعتمد على التوافق وليس الانقسام. وأعتقد بأنك ستجد ذلك، انه في الوقت الحالي، جميع العراقيين يعلمون أن الانسحاب المبكر للقوات الأميركية، قبل نشر قوات عراقية كافية، سوف يؤدي في الواقع الى زيادة وليس خفض العنف الطائفي. وعلى المدى الطويل، تدرك الولايات المتحدة بأن العراق المستقر والمزدهر في المستقبل يتطلب مساهمات ايجابية ومنتجة من جميع مكونات المجتمع العراقي، وحماية جميع أفراد المجتمع العراقي.

quot;الأوضاع البحرينية quot;

* ما هي الانطباعات التي ستحملها معك عن البحرين؟

سوف أحمل معي انطباعات ايجابية جداً خلال الثلاث سنوات التي قضيتها هنا في البحرين. وهذه الانطباعات الايجابية بنيت أولاً وقبل كل شئ على شعب البحرين. فشعب البحرين معروف بانفتاحه ومعاملته الودودة مع الأجانب وقد كنت محظوظاً لإنني جربت ذلك بنفسي. أما الانطباع الثاني الذي سأحمله معي هو التنوع المدهش في البحرين، فالبحرين بلد صغير لكن المجتمع هنا متنوع وحتى في صفوف البحرينيين أنفسهم يوجد تنوع كبير في وجهات النظر والخلفيات. وقد كانت الفترة التي قضيتها في البحرين مثيرة حقاً فقد شهدت مرحلة الانفتاح السياسي والبرلمان بدأيشكل دوراً حيوياً ومتزايداً وصحافة نشيطة وتطور المجتمع المدني. ولهذا كله يرى المرء التنوع الحقيقي في الآراء والتي ،بالطبع، ليست ودودة مع الولايات المتحدة لكنها بالتأكيد متنوعة. وأخيراً سوف أحمل معي انطباعاً عن الاقتصاد المتطور والذي تعبر عنه بصورة مثيرة تلك المباني الشاهقة، وهو شيء لم يكن موجوداً عندما جئت الى البحرين قبل ثلاث سنوات.

* ما هي العناصر الايجابية والسلبية التي مررت بها خلال فترة عملك كسفير هنا؟
الايجابيات سهلة، وتتمثل في التواجد التجاري الأميركي المتزايد في البحرين. فعندما أتيت الى البحرين كانت التجارة بين البحرين والولايات المتحدة متواضعة، وكان المجتمع التجاري الأميركي صغير والاهتمام الأميركي بالسوق البحريني لم يكن متطوراً. لكن انظر الى ما وصلنا اليه اليوم. فلدينا الآن اتفاقية التجارة الحرة، التي أثارت اهتماماً قوياً بالتجارة والاستثمار بين بلدينا. وتجد حالياً منظمتين تجاريتين جديدتين هما غرفة التجارة الأميركية في البحرين ومجلس الأعمال البحريني ndash; الأميركي في واشنطن، وكلا المنظمتين تعملان بنشاط وفي تطور مستمر. لقد أرسلنا بعثتين تجاريتين الى الولايات المتحدة و جلبنا بعثة أخرى الى البحرين، وهناك بعثات تجارية اضافية في المستقبل. كما زادت التجارة البينية 50% خلال السنة الماضية، وهي تنمو بنفس المعدل هذه السنة. وهذه تعتبر أخبار سارة.

في ما يتعلق بالعناصر السلبية، ولكوني دبلوماسي فانني افضل التركيز على الايجابيات، لكن أكبر خيبة أمل عندي هي على المستوى الاقليمي أكثر منه على المستوى البحريني. فالمنطقة ليست مكاناً سعيداً من عدة أوجه، بما تشهده من مشاكل وعنف. والتقدم على نحو ايجابي تجاه هذه النزاعات يشكل تحدياَ حقيقياً وهو أمر يؤثر على الجميع في المنطقة، بما فيها بالطبع البحرين.

* ما هو تقييمك الحالي للاصلاح الداخلي في البحرين؟ وهل هناك تراجع في هذه العملية كما يدعي بعض الأشخاص في المعارضة؟
حسناً، ان الديمقراطية هي عملية متحركة، ويجب النظر اليها في هذا السياق. عندما ننظر الى ما وصلنا اليه اليوم، من المفيد النظر الى ما كانت عليه الأمور في السابق، فلنقل قبل ثلاث سنوات عندما وصلت الى البحرين. في تلك الفترة، لم تكن أكبر جمعية سياسية، الوفاق، مشاركة في البرلمان. وكان أول برلمان يعمل في البحرين منذ السبعينات قد بدأ مشواره للتو. وكانت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات مجهولة. فماذا حصل منذ ذلك الوقت؟

حسناً، تم اجراء الجولة الثانية من الانتخابات بمشاركة كبيرة ملفتة. فقد شاركت الوفاق وحصلت على أكبر كتلة برلمانية، لذلك فان البرلمان الحالي يعكس الى حد كبير التكوين السياسي الداخلي للبحرين أكثر مما كان يمثله البرلمان السابق. كما أن البرلمانيون يقوموم بدور فعال في اثارة القضايا ويمارسون صلاحياتهم في مراقبة الوزراء ووزاراتهم. لكن هل هناك مجال لتطوير العملية الديمقراطية؟ بالتأكيد. فهناك مجال للتطور في كل بلد. بالنسبة للبحرين، من المهم التذكير بأن هذه مجرد بداية العملية الديمقراطية، لذا فان تثقيف المواطنين بكيفية عمل البرلمان وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبوه فيه يعتبر جزء من تلك العملية.

* هل تحتفظون بقائمة تتضمن أسماء البحرينيين الممنوعين من السفر الى الولايات المتحدة؟
بالطبع لا، بعد 11 سبتمبر، قامت الولايات المتحدة بتطبيق اجراءات للتدقيق في طلبات تأشيرات الدخول. و أعتقد أنكم تتفهمون لماذا قمنا بذلك. لكن لا توجد قائمة محددة لبحرينيين ممنوعين من السفر الى الولايات المتحدة.

* ما هو وضع المعهد الوطني الديموقراطي (NDI ) حالياً؟
ان المعهد يبحث عن طرق لاستئناف عمله في البحرين والتي يمكن أن تساعد على تطوير العملية الديموقراطية الوليدة وتطابقها مع قوانين وأنظمة البحرين. لقد عين المعهد مديراً جديداً للبحرين وقطر، ومقره في الولايات المتحدة لكنه سوف ينسق برامجه في كل من قطر والبحرين. كما أنه قام بالفعل بعمل ناجح في قطر، وزار البحرين في مايو واجرى مباحثات ناجحة جداً مع المسؤولين والبرلمانيين ومع معهد البحرين للتنمية السياسية. وفي بداية هذا الشهر، قام المعهد بتنظيم زيارة لثلاثة برلمانيين للمشاركة في برنامج تدريبي في الولايات المتحدة حول صياغة التشريعات. وفيما يتطلع المعهد لتنظيم برامج اضافية في الخريف القادم، هذه هي نوعية البرامج التي سوف يركز عليها: التدريب العملي للمساعدة في تحسين فعالية البرلمان في مجال صياغة التشريعات والتعامل مع وسائل الاعلام والميزانية وفعالية أنشطة اللجان والتعامل مع الوزارات الخ... وهذه أنواع من البرامج تستفيد منها جميع الجمعيات السياسية، وتساعد على تقوية المؤسسة البرلمانية نفسها.

* كيف تقيمون التطورات في البرلمان؟ وهل تشعرون بالأسف لتشجيعكم المشاركة الفعالة في الانتخابات؟
هل أشعر بالأسف لتشجيعي المشاركة في الانتخابات؟ بالتأكيد لا. لأن التشجيع على مشاركة واسعة في الانتخابات ndash; سواء كانوا مرشحين أو ناخبين ndash; يعتبر عنصر مهم للديموقراطية، وينبغي أن نهنئ حكومة وشعب البحرين لتقدمهم خطوة الى الأمام في تنظيم جولتين من الانتخابات البرلمانية سنة 2006. الآن، كما تعلمون، فان الديموقراطية أكثر من مجرد انتخابات، حيث ان العنصر المهم الآخر هو البرلمان الفعال. وفي هذا المجال، أعتقد أن البرلمان يحقق تقدم جيد، وهو تقدم غالباً ما يتم تجاهله. لقد أصبح البرلمان منتدى مهم لمناقشة القضايا التي تهم الناس. كما أن البرلمان يلعب دور مهم في مراقبة الوزارات. كذلك فالوزراء يحسبون حساب ردة فعل البرلمان على أنشطتهم. أما فيما يتعلق بأداء البرلمان وهل يكون أفضل؟ بالطبع، ففي أي برلمان يكون معيار النجاح في التشريعات التي يقرها. وأنا أعتقد بأن أكبر تحدي لكل من الحكومة والبرلمان هو ايجاد طريقة للعمل المشترك لاقرار التشريعات، ولاظهار أن البرلمان هو طرف فعال في الحكم. كما أنه من مصلحة كل من البرلمان والحكومة في أن يظهر البرلمان نجاحاً في التشريعات التي يستفيد منها الشعب. وهذا ليس أمراً تنفرد به البحرين. انما يعتبر تحدي مهم للديموقراطيات في العالم.

* باعتقادكم لماذا لم تنجح المرأة في الانتخابات؟
ربما يكون أصدقائي البحرينيين أفضل مني للاجابة على هذا السؤال، لكنني أعتقد بأنك سوف تجد أنه في أغلب البلدان والمجتمعات كان نجاح المرأة في السياسة يعتبر عملية متحركة و انه مع مرور الوقت، تكتسب النساء الخبرة في الشؤون السياسية والناس يكتسبون الخبرة في التعامل مع النساء في السياسة، فتجد النساء يحققن نتائج أفضل في الانتخابات. كما يجب أن أضيف هنا بأن البحرين قامت بعمل مدهش بتوفير الفرص للنساء للنجاح في مجالات واسعة، منها وزيريتين وعشرة عضوات في مجلس الشورى وقاضيات ودبلوماسيات وسيدات أعمال مؤثرات وبالطبع رئيسة الجمعية العامة. وبالنظر الى ما تقوم به الفتيات من أنشطة في مدارس البحرين وجامعاتها، يمكنني القول بأن مستقبل نساء البحرين سوف يكون باهراً.

* ما هي توقعاتكم لمستقبل المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في البحرين؟
ان تطوير المجتمع المدني يشكل عنصراً مهماً في أي مجتمع ديموقراطي، وأنا أعتقد بأن المجتمع المدني يتطور بشكل ايجابي في البحرين. ان المجتمع المدني يفسح المجال أمام الناس لخدمة المجتمع ويوفر وسائل لمنح المواطن الفرصة للتعبير عن رأيه في شؤون المجتمع. وأفضل مثال على ذلك جمعية البحرين لحماية العمال المهاجرين، والتي توفر المأوى للعمال المحتاجين أو الذين يتعرضون للمشاكل. ومثال آخر هو جمعية الشفافية البحرينية، والتي ساعدت في مراقبة الانتخابات الأخيرة. وفي الحقيقة فان منظمات المجتمع المدني المستقلة والتي تعمل بحرية ومن دون تدخل الحكومة تلعب دور مهم جداً في المجتمع، وأتمنى بأن يستمر المجتمع المدني بالنمو والازدهار في البحرين.

* الى أي مدى أنتم انتقائيون في اختيار الأشخاص والمنظمات التي تعملون معها لتنظيم الأنشطة المتبادلة في البحرين والولايات المتحدة؟

حسناً، نعم نحن انتقائيون. لأننا نريد أن نعمل ونتعاون مع الأشخاص الذين يتمتعون بالطاقة والحيوية، والذين أثبتوا أنهم قادرون على النجاح أو الذين لديهم خطط وأفكار جيدة. لكننا نحاول أيضاً الوصول الى أوسع قطاع ممكن. كما أن برامجنا لا تستهدف مجموعة معينة أو منظمة أو جمعية سياسية، انما هي مصممة لكي تكون شاملة.

* ما هي وجهة نظرك فيما يتعلق بتقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي حول حقوق الانسان والادعاءات من أن التقرير لا يعتمد على حقائق؟
لقد شاركت في الاعداد لتقاريرنا السنوية حول حقوق الانسان على مدى سنين كثيرة وفي العديد من البلدان. هناك عمل كثير يتطلبه التقرير، حيث نحاول الحصول على معلومات حديثة ودقيقة قدر الامكان. كما أنني أعتقد بأن التقرير يتحدث عن نفسه ndash; فتقريرنا السنوي حول حقوق الانسان يحضى باحترام واسع لتقييمه المتوازن والشامل لأوضاع حقوق الانسان حول العالم.

* هل تعتقد أن تقرير الخارجية الأميركية الصادر مؤخرا حول الاتجار بالبشر سيؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة و مملكة البحرين؟
لا أرى أي سبب لذلك بتاتا فالتقرير يتطرق الى قضايا تهم الشعب البحريني و المنطقة و المجتمع الدولي. نحن متحدون في تصميمنا على مكافحة الجريمة النكراء للمتاجرة بالبشر. لقد أعلنت حكومة البحرين مرات عديدة التزامها بالتعامل مع هذه القضية. و أفتتحت البحرين ملجأ جديدا للنساء المعنفات كما وضعت مسودة قانون تمت الموافقة عليه و تحويله الى البرلمان هذا الأسبوع. نتمنى أن يتحرك البرلمان بسرعة على هذا التشريع عندما يعود للعمل ليس لان الولايات المتحدة طالبت منه ذلك بل لان ذلك من مصلحة الشعب البحريني و الحكومة البحرينية. هذا هو مربط الفرس. نعم، لدى الولايات المتحدة مشاعر قوية تجاه هذه المشكلة الانسانية العالمية مما جعلها تصبح جزءا مهما من أجند تنا الثنائية مع الدول في جميع أنحاء العالم لكن هذه الدول تسعى في هذا الاتجاة لاننا جميعا نتفق على أن الاتجار بالبشر خطأ يجب التصدي له و ايقافة.

* هل توجد خطط لاعادة تمركز الاسطول الخامس؟
لا، لأن البحرية الأميركية تقدر عالياً العلاقات الممتازة مع حكومة وشعب البحرين. وهذه العلاقة تعود الى 60 سنة مضت تقريبا وهي تتعززأكثر وأكثر. وأنا متأكد بعدم وجود تفكير لاعادة تمركز الاسطول خارج البحرين.

* ما هو مستقبل مدرسة البحرين؟
كما تعلمون، أنا من أشد الداعمين لمدرسة البحرين. وابني تخرج من مدرسة البحرين السنة الماضية، وابنتي تكمل سنتها الثالثة فيها هذه السنة. وتعتبر مدرسة البحرين مؤسسة تعليمية رائعة تقدم تعليماً أمريكياً نوعياً للأمريكان والبحرينيين ومجموعة كبيرة من الجنسيات الأخرى. وبالرغم من حدوث بعض الشكوك بعد أن قررت البحرية سحب أسر العاملين بها قبل ثلاث سنوات، الا أنني أؤكد لكم بأننا قد تجاوزنا العاصفة، والمدرسة تعمل بشكل جيد ونتطلع قدما لسنة دراسية جديدة. كما أنه لا توجد أي خطط اطلاقاً لاغلاق مدرسة البحرين. بل على العكس من ذلك، نحن سعداء لأن المدرسة قدمت اداء جيد بغياب أسر موظفي البحرية، وانا أعلم بأن البحرية تريد بشدة أن تبقى هذه المدرسة ذات التعليم النوعي تعمل عندما تعود أسر البحارة والذي نأمل أن يعودوا في المستقبل القريب.

* هل كانت لديك خطط أردت تطبيقها في البحرين ولم تتمكن من ذلك؟
كنت فقط أتمنى لو كان لدي وقت أكثر للبقاء هنا في البحرين لأن الثلاث سنوات مضت بسرعة كبيرة. وأنا أعرف بعض الأجانب الذين جاءوا للبحرين لقضاء سنتين ndash; قبل 20 سنة. لذا أنا أتفهم الآن كيف يمكن أن يحدث ذلك. لسوء الحظ يجب على السفراء الأمريكان أن يتغيروا كل ثلاث سنوات، لذا يتوجب علي المغادرة الآن.

* ما هي رسالتك لشعب البحرين؟
أود بكل بصراحة أن أشكر كل البحرينيين الذين كانوا لطفاء معي ومع أسرتي خلال اقامتنا هنا. عندما تنتقل من بلد الى آخر، وهذا ما أقوم به باستمرار, فان الناس هم الذين يشكلون الفرق، والناس هم الذين يجعلون البحرين متميزة جدا.

اتفاقية التجارة الحرة واثارها على البحرين

* هل تتفق مع من يقول بأن الناس العاديين لم يشعروا في الواقع بفوائد اتفاقية التجارة الحرة؟
أنا لا أتفق مع من يقول بأنه، بعد تسعة أشهر من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، لابد أن نعلن عن فوائد واسعة لاتفاقية التجارة الحرة. دعونا نتذكر ما هي اتفاقية التجارة الحرة. انها عبارة عن اطار يخلق ظروف لزيادة التجارة والاستثمار. وعلى هذا الأساس فان المؤشرات الأولية تدل على أن الاتفاقية قد أثبتت نجاحها. لأن التجارة والاستثمار بين البحرين والولايات المتحدة تنمو وبسرعة كبيرة، خاصة في الجانب التجاري. وعلى المدى البعيد، فان التجارة والاستثمار المتزايد يعني خلق فرص عمل أكبر وزيادة نمو الاقتصاد. والاقتصاد السريع النمو سوف يجلب بالطبع الفوائد لشعب البحرين.

* ما الذي تتوقعه وما لا تتوقعه فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة في المستقبل؟
ان توقيت اتفاقية التجارة الحرة ممتاز للبحرين. أولاً، لأنها أول اتفاقية في الخليج، ثايناً، مع ارتفاع أسعار النفط، هناك الكثير من السيولة المالية في المنطقة تبحث عن استثمارات وأعمال. ثالثاً، فان البحرين تقوم بأعمال مهمة لتحسين وضعها التجاري والاستثماري، مثل افتتاح مباني مكتبية حديثة وتحرير قطاع الاتصالات وبناء ميناء جديد واقامة مناطق صناعية جديدة. بمعنى آخر، البحرين في موقع جيد لكي تستفيد من اتفاقية التجارة الحرة. لذلك أعتقد بأنكم سوف تشاهدون نمو التجارة بين بلدينا بمعدلات سريعة. كما أعتقد بأنكم سوف تشاهدون الشركات الأمريكية تأتي هنا للبحث عن فرص استثمارية. كذلك أعتقد بأنكم ستشاهدون الشركات الأمريكية تأتي هنا لفتح مكاتب اقليمية.

* ما هي أحدث الأرقام منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ؟
الأخبار السارة هي أن احصائيات التجارة تظهر بأن التجارة الثنائية بين بلدينا تتقدم بسرعة. في عام 2006، وهي السنة التي بدأ فيها تنفيذ الاتفاقية، زادت صادرات الولايات المتحدة الى البحرين بنسبة 51% وواردات الولايات المتحدة من البحرين زادت بنسبة 48%، مع تجاوز اجمالي التجارة مليار دولار لأول مرة. وهذا التوجه مستمر في سنة 2007، ففي الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة، زادت صادرات الولايات المتحدة للبحرين بنسبة 47%، مقارنة بنفس الفترة لسنة 2006. كما زادت صادرات البحرين للولايات المتحدة بنسبة 51% خلال الأربع شهور من سنة 2007، مقارنة بالفترة نفسها سنة 2006. لذا، فان التجارة بين بلدينا تزدهر، واتفاقية التجارة الحرة بالتأكيدتشكل دوراً مهماً في ذلك.

* ما هو دور مجتمع الأعمال فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة؟ وهل يستفيد رجال الأعمال منها؟
في الحقيقة يعتبر مجتمع الأعمال هو المفتاح لهذه الاتفاقية. فالحكومات قامت بالتفاوض حول الاتفاقية، لكن القطاع الخاص هو الذي يقوم بالأعمال. ونحن نرى القطاع الخاص يسعى بشكل متزايد للاستفادة منها. في هذا الربيع، مثلاً، كانت هناك بعثتان تجاريتان ناجحتان جداً. فقد نظمت غرفة التجارة الأميركية في البحرين بعثة تجارية الى شيكاغو وهيوستن، ومؤخراً نظم مجلس الأعمال الأمريكي ndash; البحريني بعثة تجارية الى البحرين. وكلا المؤسستين تضمان أعضاء بحرينيين وأمريكان. كما أن كلا المؤسستين تخططان لبعثات تجارية اضافية في السنة القادمة. لذلك نعم، فان مجتمع الأعمال يستفيد من اتفاقية التجارة الحرة.

* ما هو وضع مركز رواد الأعمال؟
ان مركز رواد الأعمال تأسس في البحرين ضمن مبادرة الثمان الكبار وقام بتنظيم سلسلة من البرامج التدريبية المتميزة، مثل برنامج الماجستير المصغر في ادارة الأعمال لتحفيز الرواد في البحرين والمنطقة. كما قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتوفير التمويل الأولي للمركز، ولعبت البحرين دوراً مهماً بتطوعها لاستضافة هذه المبادرة الاقليمية، بتقديم مساعد مادية من خلال بنك البحرين للتنمية، وترويجه بقوة. تمنينا الحصول على دعم اضافي من باقي بلدان الثمانية الكبار أو دول المنطقة. لكن للأسف، لم نتمكن من تخصيص تمويل اضافي، لذا يبدو بأن المركز سوف يغلق بنهاية شهر يونيو. نحن نشعر بخيبة أمل لأن تطوير رواد الأعمال يعتبر أمر مهم جداً في عالم العولمة الحديث، كما أن المركز كان يقوم بعمل عظيم في تدريب رواد الأعمال.

معتقل غوانتناموا والمصير

* هل ستغلق الولايات المتحدة سجن غوانتناموا؟
السؤال الحقيقي ليس فيما اذا كنا سنغلق السجن، لكن فيما يجب أن تفعله الحكومة الأميركية بالأشخاص الذين اعتقلوا بسبب كونهم خطرين ويشكلون تهديداً للولايات المتحدة. دعنا لا ننسى أنهم سجنوا لسبب معين. تاريخياً، عندما يتم أسر سجناء خلال الحرب، هناك اجراءات تحترم الوقت في التعامل مع سجناء الحرب واعادتهم الى بلدانهم عندما تنتهي الحرب. أما الوضع الحالي أكثر صعوبة لأنهم لم يعتقلوا في ظل الظروف التقليدية للحرب، وبشكل عام بعيداً عن بلدانهم الأصلية. بصراحة، ان بعض أولائك المعتقلين الذين عادوا الى بلدانهم الأصلية عادوا لاستئناف قتالهم ضد الولايات المتحدة، حتى أنهم قتلوا جنود أمريكيين. فيما ننظر في أمر باقي المعتقلين، نقوم بعمل أفضل ما يمكننا لاعادة أكبر عدد ممكن، لكن يجب أن نتأكد بأننا نقوم بذلك بشرط ضمان عدم انخراطهم في أنشطة العنف أو الارهاب ضد الولايات المتحدة.

* ماذا فعلت السفارة الأميركية في البحرين لتحذير المسؤولين الأمريكيين من التأثير السلبي للسجن في البحرين؟
حسناً، ان الولايات المتحدة على اتصال دائم مع المسؤولين في البحرين حول غوانتناموا والسجناء البحرينيين هناك. كما أرسلت الحكومة البحرينية فرق لسجن غوانتناموا لزيارة مرافق المعتقل وكانت آخر زيارة في الربيع.

* متى باعتقادكم سوف يفرج عن السجينين البحرينيين؟
كما تعلمون، نحن نجري محادثات مع الحكومة البحرينية وحكومات أخرى حول شروط عودة المعتقلين من غوانتناموا. من خلال هذه العملية، عاد أربعة من بين ستة بحرينيين الى البحرين. وأنا لست في وضع يسمح لي بالقول متى يعود الاثنين الباقين، لكن بامكاني أن أقول لك بأننا نجري مباحثات منتظمة مع وزارة الخارجية ووزارة الداخلية حول البحرينيين الاثنين هناك.

الولايات المتحدة وايران

* لماذا لا يسمح لايران بامتلاك برنامج نووي؟
السؤال لا يتعلق بعدم السماح لايران بامتلاك برنامج نووي، لكن بالسماح لها بامتلاك برنامج أسلحة نووية. ان المجتمع الدولي متفق بشأن وقف انتشار السلاح النووي وبشأن عدم السماح لايران بالمضي في برنامجها لتطوير الاسلحة النووية. وفي ما يتعلق بمسألة الطاقة النووية بشكل عام، فلم يقل أحد بأنه يجب عدم السماح لايران بامتلاك برنامج سلمي للطاقة النووية. أما السبب وراء هذا التركيز على برنامج ايران النووي هو الخداع الذي مورس طيلة سنوات من قبل الايرانيين حول برنامجهم النووي. وهذا ما أثار شكوك قوية من أن ايران لا تسعى فقط لامتلاك برنامج للطاقة النووية، ولهذا السبب كان المجتمع الدولي مصمماً على ضمان أن يكون برنامج ايران النووي تحت المراقبة والتعامل معه بشفافية.

* لماذا يجب على ايران مساعدة الولايات المتحدة في العراق في الوقت الذي تستمر في انتقادها لها؟
حسناً، نحن ننتقد ايران بالتحديد لأنها لم تبد تعاوناً في العراق. ونأمل بأن تدرك ايران بأن وجود عراق آمن ومستقر هو في مصلحة الجميع بما فيها ايران نفسها. وعلى المدى البعيد، لا يوجد بلد يريد أن يكون أحد جيرانه غير مستقر ويسوده العنف والفوضى.

* هل تعتقد أن بامكان الولايات المتحدة خوض حربين أو ثلاثة حروب في وقت واحد؟

اذا كان الأمر يتعلق بالقدرة، نعم نحن قادرون على ذلك. انظر الى ما فعلناه في الحرب العالمية الثانية. لكن ليست هذه هي المسألة. لأن الولايات المتحدة لا تبحث عن خوض حروب جديدة. أعتقد بأنك تسألني هذا السؤال لارتباطه بايران. في الوقت الذي لم نستبعد اللجوء فيه الى جميع الخيارات، عبرنا عن موقفنا مرارًا عبر تصريحات المسؤولين الأميركيين والتي كانت واضحة وثابتة وهي أننا لا نريد حدوث مواجهة عسكرية مع ايران ونحن ملتزمون بالتوصل الى حل دبلوماسي حول الخلاف النووي مع ايران. كما أننا متحدون مع باقي دول العالم حول القلق المتزايد من فشل ايران في التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب طلب مجلس الأمن الدولي.