صلاح نيّوف :ما الذي ذهب لأجله وزير الخارجية الفرنسية في العراق ؟ الإجابة الأكثر سهولة هي ربما أن برنار كوشنير ذهب إلى بغداد من أجل الذهاب إلى بغداد. لأنه، إذا كان في حالة بحث عن quot; فكرةquot; حول العراق منذ توليه حقيبة الخارجية، فإن الخيارات الفرنسية في هذه القضية محدودة جدا.

وما العمل في مكان اعتبره مسؤول رفيع المستوى في الجيش الفرنسي وبدون مواربة quot; فوضى جميلةquot; (نتحفظ هنا على الترجمة الحرفية للكلمة بين قوسين صغيرين كما وردت في المقال) ؟ ليس من المعقول أن تعود فرنسا عن رفضها المشاركة في الحرب و تتدخل عسكريا في العراق. و لا نرى من جهة أخرى ما الذي يمكن أن تقدمه وحدات عسكرية إضافية بينما الدول التي دخلت في عام 2003 مع التحالف تبحث للخروج منه، هذا إذا لم تفعل ذلك، و حتى الأمريكيين أنفسهم سيحاولون تخفيض عدد جنودهم، بعد أن أرسلوا منهم المزيد.

أكثر من ذلك، هل ستستطيع فرنسا زيادة مشاركتها في quot; عرقنةquot; الصراع من خلال رفع مشاركتها في تكوين و تأطير الشرطة المحلية، كما فعلت ذلك في السابق، ليس في العراق نفسه، بل في الإمارات العربية المتحدة، بالاشتراك مع ألمانيا.

الحل ليس عسكري، نعيد تكرار ذلك في باريس. ولكن هل هو سياسي ؟ quot; عرقنةquot; الحل تمر نظريا من خلال اتفاق بين الجماعات العرقية و الأطراف المتنافسة التي ستقوم بعزل المتطرفين. السيد كوشنير عمل جيدا بالحوار مع الجميع. يمكن أن يستند إلى خبرته اللبنانية حيث نجح في جمع كل القوى السياسية في بلاد الأرز في باريس quot; سيل ـ سانت ـ كلودquot;، في منتصف حزيران. من غير نتيجة، هذا صحيح.

وفي بغداد، حكومة نوري المالكي هي بدرجة أقل تستطيع الإبقاء على القوى المعتدلة من معسكرات مختلفة في صف واحد. فقدان الثقة و الذي هو الموضوع، و الذي يشمل واشنطن أيضا، يؤدي إلى حوار مشترك هو أقل أمانة.

ربما الدبلوماسيين يفتقدون إلى الخيال و إلى الإرادة quot;وهما من علامات رئيس الجمهورية الفرنسية كما وزير خارجيتهquot;. أما العارفون من الفرنسيين بالملف هم متشائمون حول حظوظ الوصول،في العراق، إلى اتفاق وطني يحرم quot; الإرهابيينquot; من المساندة الشعبية. إذا الحوار مظلم: الحرب الأهلية بدأت ولن تنتهي إلا بانتصار معسكر على الآخر. باستثناء الأكراد، الذين يعيشون منذ وقت طويل quot; وقد كانوا أيام صدام حسين تحت حماية الطيران الأمريكيquot; في استقلال شبه تام.

إذا كان طوباوي إرادة فرض ثقل في الحالة الداخلية العراقية، فرنسا هل لديها الوسائل للتصرف فيما يتعلق بالنتائج الكارثية التي أنتجتها الحرب في كامل الإقليم ؟ لقد ساندت القرار الجديد لمجلس الأمن الذي وافق على زيادة فعالية دور الأمم المتحدة في العراق. البرهان الذي لا تأخذه بعين الاعتبار هو الحالة العراقية كمشكلة أمريكية خالصة. مع ذلك، الفاعلون في الخارج، البلدان العربية المتحالفة بشكل تقليدي مع واشنطن، سورية، إيران، لا يظهر أنهم مستعجلون للتدخل. حلفاء واشنطن من العرب هم غير معنيين بسبب قربهم من واشنطن. الأخيرتان تعتقدان أن الوقت يعمل لصالحهما، إذا ليس لديهما أية مصلحة، اليوم، في مساعدة الغرب في الخروج من المستنقع.

في قطيعة مع إرث جاك شيراك في سياسته مع سورية بعد اغتيال رفيق الحريري، الدبلوماسية الفرنسية بدأت بحوار مع دمشق. بالنسبة للإيرانيين، ينتظرون من غير قلق كبير العقوبات الأمريكية الجديدة...و عودة الحوار مع الأوربيين. باريس يمكن أن توجد في وضع جيد من أجل إعادة ربط الخيوط. وهذا لا يعني القول أنها في موقع القوة.

مقال مترجم عن quot; لو موندquot; الفرنسية
تاريخ صدور المقال 22/8/2007
الكاتب : دانييل فيرنيتquot;
ترجمة عن الفرنسية : د. صلاح نيّوف