الياس يوسف من بيروت: لم يكن في مستطاع قوى الغالبية ان ترفض مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية رفضا صريحا، تماما كما لم تكن في وارد القبول بها كما هي، فجاء الجواب المركب quot;نعم ولكنquot;.

ورأى مراقبون أن تنصّل الجنرال ميشال عون من مجمل الدعوة الحوارية باعتباره انها quot;موجهة إلى تكتل 8 آذار/ مارس، ونحن بالتالي غير معنيينquot;، هو موقف يعكس ملامح الكثير من التطورات الدراماتيكية . وتوقعوا ان quot;يزخّم فريقا 14 و8 آذار / مارس تحضيراتهما للاسوأ في الملف الرئاسي، انطلاقا من ان كل الاوراق باتت مكشوفةquot;.

وبالفعل، سارعت قوى في المعارضة الى

كوشنير يرى تقدمًا نحو تسوية الأزمة اللبنانية

لبنان: نسيب لحود يعلن ترشحه لإنتخابات الرئاسة

الانخراط الجدي في هذه quot;التحضيرات للأسوأquot;، فأبلغت مصادر قيادية فيها quot; الوكالة المركزية للأنباءquot; سيناريو جديدا بدأ تداوله quot;في حال اصرار الفريق الآخر على المضي في طريق انتخاب رئيس في شكل منفرد بنصاب النصف زائداً واحداًquot;.

وأضافت ان السيناريو يرتكز على مبدأ quot;العين بالعين والسن بالسن، والخرق بالخرق، والبادىء أظلم، وكل خطوة ستقابلها خطوة. لكن لمعارضةلن تكون هي البادئة، بل هي حالياً في موضع ترقب ورصد لخطوات الغالبية . واذا ذهبت الامور في اتجاه انتخاب رئيس من طرفها فلن نسكت او نقف مكتوفين، ولن نترك البلد لهم، ولن ندعهم يسيطرون على السلطة وعلى القرار وعلى الرئاسات ونحن نتفرج، بل ستحصل خطوات مقابلة. ولينقسم لبنان اذا شاؤواquot;.

وأكدت انه quot;في هذه الحال لن تكتفي المعارضة بتشكيل حكومة ثانية برئاسة سني، بل ستنتخب ايضا رئيسا للجمهورية مارونياً ايضاquot;. واوضحت quot;ان مقر رئيس الجمهورية ومكانه محفوظ حكما في قصر بعبدا، اما مقر رئيس الحكومة فليس مهما، لكن كل وزير سيتسلم وزارته حسب التوزيع الجغرافي ومناطق النفوذ، ولنا 20 وزارة من اصل كل الوزارات التي ستكون بقيادتناquot;.

واوضحت ان quot;في طليعة الاسماء المطروحة لتولي منصب رئاسة الحكومة الرئيس السابق عمر كرامي، اما اذا رفض فهناك شخصيات عدة من بينها عبد الرحيم مراد وفؤاد مخزومي وكمال شاتيلا وغيرهمquot;، لافتة الى quot;ان الرئيس الحالي للجمهورية اميل لحود لن يكون الرئيس الجديدquot;.

واذ تركت مصادر المعارضة التعليق على موقف الغالبية للرئيس بري، اكتفت بالقول انه quot;تخريج مهذب للرفض، في لهجته ايجابيات ولكن لا ايجابية في مضمونه quot;.

كذلك كشفت مصادر نيابية مسيحية شاركت امس في اجتماع لممثلي كتل المعارضة في مجلس النواب ان السيناريو الذي اتفق عليه من ضمن خطة المواجهة يقضي بالتعامل بالمثل اي quot;حكومة مقابل حكومة ورئيس جمهورية مقابل رئيس جمهوريةquot; والاقوى يحكم quot;وليبلطوا البحرquot;. لكنها اكدت ان المعارضة بكل اطيافها quot;لا تزال تنتظر تحولا او حدثا ما قد يغير المعادلة، ويفتح الباب على الحوار والتوافق، علما ان خيارات المواجهة باتت جاهزةquot;.

ولفتت الى ان نواب المعارضة لن يقبلوا ابدا بأن يُستعملوا quot;مطيةquot; من الاكثرية ليؤمنوا لها انتخاب رئيس في جلسة 25 من الشهر الحالي التي لن تنعقد ، مشيرة الى انه quot;في حال لم يحصل اي جديد فإننا لن نشارك في تأمين نصاب الجلسة مهما تكن التداعياتquot;. وشددت على ان quot;شخصيات سنية عدة محترمة وذات خبرة في العمل السياسي مستعدة لترؤس الحكومة في حال تشكيلها. وسألت quot;الجهات الرافضة او المعارضة لهذا الخيار والتي اعلنت مرارا رفضها تشكيل حكومة ثانية وتقسيم البلد، quot;عما لديها من اقتراحات للمواجهة والبديل الذي تراه مناسباquot;. وردا على سؤال عما إذا كان الجنرال عون يقبل بان تنتخبه المعارضة رئيسا ثانيا ، قالت ان quot;الامور رهن أوقاتها quot;.

واشارت الى ان خيارات الشارع والعصيان المدني quot;لم تعد واردة لدى المعارضة، والأجدى تغيير الحكم برمته لأنه ثبت انه مع هذه السلطة ومع هذه الحكومة لم يعد التعبير الديموقراطي ذا جدوى، ولا يجوز بعد اليوم السكوت عن ممارسات الغالبية التي ستوصل البلد الى التوطين والانفجار والهاوية بمخططاتها المشبوهةquot;. وختمت بان المعارضة quot;لن تلجأ الى سيناريو المواجهة المرسوم الا بعد التأكد من سقوط مبادرة الرئيس بري، وعندها لكل حادث حديثquot;.

في المقابل، قال قيادي بارز في قوى 14 آذار:quot; ليس من المعقول ان نتنازل عن ورقة دستورية ونحرقها لمجرد ان أشْهَر الرئيس بري النية للحوار، فماذا لو فشل السعي للتوافق؟ هل نترك لبعض القوى في المعارضة ورقة القدرة على التعطيل، ونعرّض البلد للفراغ الدستوري القاتل والمهدّم؟quot;.