وفاء عون لإيلاف: دون تحيّز المرأة السعودية في المقدمة

هاني نديم منالرياض: وفاء عون أكاديمية اقتصادية وإعلامية سعودية تمنحنا نموذجاً مضيئاً آخراً للمرأة السعودية والتي باتت مؤخراً ترفد المشهد السعودي والعربي في كل المجالات والقطاعات. وعون التي درست الاقتصاد في الولايات المتحدة عادت بتجربتها المتفوقة تنقلها للمرأة السعودية من خلال الدورات التدريبية التي ترأسها في أكثر من معهدٍ وإدارة.


* وفاء عون صاحبة أكثر من تخصص وعمل، كيف تلخصين لنا مسيرتك المهنية والشخصية؟
لقد تلقيت كل تعليمي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث عشت هناك حقبة من الزمن لأرجع إلى أرض الوطن حيث عملت كعضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود بالرياض في قسم الإدارة التربوية والتخطيط؛ إلى جانب عملي ككاتبة صحفية في عدة جرائد سعودية منها الاقتصادية وعكاظ والحياة؛ كما أنني معدة ومقدمة برامج تليفزيونية عملت مع قناة الصحراء السعودية quot;برنامج ومضة وفاءquot;؛ وأنا أيضا مصممة ديكور ومصممة أزياء حيث أن الأزياء هي عشقي الكبير وأتمنى أن أستطيع في يوم أن أخرج بمجموعتي من الأزياء للنور ndash; كما أنني في كتاباتي أحب أن أبث روح الأمل في الناس وأحاول القول أن كل إنسان قادر على الوصول لهدفه إذا بعد عن اليأس لأن الأمل أحد أهم ركائز النجاح .


* كيف تصف لنا وفاء عون ـ بحكم اختصاصها في تأهيل وتدريب المرأة السعودية ـ واقع السيدة السعودية اليوم؟
ـ المرأة السعودية لديها قدرات عظيمة وجبارة ولكنها تحتاج إلى من يدعمها وينير لها الدرب لأن بعضهم قد مسهّن اليأس فلم يستطعن أن يبرزن ما لديهن من قدرات وقد جندت نفسي لهذا الموضوع وبث روح الأمل والتفاؤل بالتدريب. أما المرأة السعودية والتي حققت طموحاتها من التعليم أو كسيدة أعمال فهن في مجالاتهن رائدات.

* بات تسليط الضوء على المرأة السعودية باباً تتنافس فيه وسائل الإعلام، كيف تقرأين الأمر، ما سلبياته وما إيجابياته؟
ـ أشعر أن المرأة السعودية تحتاج إلى ظهور أكثر وأن يسلط عليها الضوء من قبل وسائل الإعلام لأنها ظلت فترة طويلة مجهولة بالنسبة للعالم الخارجي والذي ربما أطلق عليها البعض منهم أحكام غير صحيحة فكلما ظهرت المرأة السعودية وقربت من وسائل الإعلام كلما بهرت العالم بما لديها من قدرات وعلم إبداع وبالعكس بعدها عن الإعلام يترك فرصة لمن يريد الشهرة أن يبتدع الأكاذيب حول ما هي عليه .وسوف أظهر الصورة المشرفة للمرأة السعودية في الإعلام قريبا في أحد برامجي التليفزيونية إن شاء الله.

* أين تقف المرأة السعودية مقابل أخواتها في الدول المجاورة؟
تقف المرأة السعودية في مكان الصدارة دوماً، وهذا ليس تحيزاً كما قد يظن البع، وسوف تثبت الأيام ذلك، علماً بأن المرأة السعودية لم تنل حظاً مثل أخواتها في الدول المجاورة من الإعلام ولكن أحب أن أضيف إلى معلوماتك إن لدينا سعوديات ممن هن عالمات في مجالات مختلفة مثل الطب وغيره وأيضا لدينا بعض الزميلات السعوديات ممن أصبحن عميدات ومديرات للجامعات في الدول المجاورة لوجود قصور في تلك المجالات لدى الأخريات من دول الخليج!.

* معدّة ومقدّمة تلفزيونية، صحافية وسيدة أعمال، إدارية اقتصادية وباحثة اجتماعية، تدربين في كل أنحاء المملكة، كيف توفقين بين كل هذه الأعمال، وماذا تبقى لحياتك الشخصية؟
عندي إيمان صادق بأن المرأة كانت أو الرجل الذي يقسم حياته ووقته بين الأمور المهمة بحيث لا يطغى عمله على حياته الشخصية أو حياته الشخصية على عمله، سوف يكون إنساناً سعيداً، وأنا من الناس الذين يحبون الحياة ويعيشون السعادة بأنفسهم ومع من حولهم. ونجاح الإنسان في عملة يضفي إشراقة ونجاحات على حياته الشخصية وهذا ما أعمله مع أولادي حيث أهيئ لهم الفرص ليحصلوا على مهارات أكثر في حياتهم العلمية أو الشخصية ليستطيعوا الحياة بسعادة وحب.

* ماذا تذكرين اليوم من خيبات الأمل والنجاحات، ما أكثر المواقف السعيدة والحزينة التي مرت بها وفاء سواء على الصعيد العملي أو الشخصي؟
ـ طبعا وكلي سعادة وفخر بأن النجاحات التي حققتها أكثر بكثير من خيبات الأمل، ولا يوجد شخص على وجه الأرض لم يمر بأوقات حزينة وأخرى سعيدة، ومن أسباب سعادتي هو أن رزقني الله بثلاث بنات وابن يملاؤن علي حياتي سعادة وغبطة وكذلك حصولي على الدكتوراة وعملي لأول برنامج تليفزيوني من إعدادي وتقديمي. أما أكثر الأوقات حزناً هو وقت وفاة والدتي رحمها الله ويسكنها فسيح جناته. هذا على الصعيد الشخصي أما عن الأمل والأعمال التي لم تظهر للنور بسبب أو بأخر، فلا أعتبر ذلك سلبياً بل أنظر إليه بايجابية لأنه زادني خبرة وعلمني كيف أكون أكثر صلابة وأبدأ من جديد وبقوة وعزم . والحمد لله أثبتت جدارتي من خلال برنامجي quot; ومضة وفاء quot; وبرنامجي الآخرquot; قضايا من مجتمعيquot; .

* ما أهم إنجاز حققته وفاء عون برأيها؟
ـ حصولي على درجة الجامعة والماجستير والدكتوراه في سبعة سنوات من الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر أهم النجاحات في حياتي لأنه إنجاز كبير في زمن قصير، وكذلك رغبتي في الكتابة فأصبحت كاتبة إعلامية ومعدة ومقدمة برامج تليفزيونية لدي الآن برنامج تلفزيونى بعنوان quot; ومضة وفاء quot; عرض على قناة الصحراء وأنا الآن أعمل برنامج تليفزيوني آخر مع شركة إنتاج معروفة عن قضايا من مجتمعي وهو برنامج هام ولا أعرف على أي قناة سوف يعرض وكذلك أنا مستشارة إدارية لدى ثلاث شركات بالإضافة إلى أنى مستشارة تسويق وبيع أقوم بإعداد الخطط التسويقية وأنفذها. ومن الناحية الأكاديمية فأنني عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود.

* ما بين دراستك الأكاديمية في أمريكا وتطبيقك العملي في المملكة، ما الذي اختلف بين النظري والعملي، وهل انسحبت كل النظريات الإدارية هناك على البيئة هنا؟
ـ للأسف لا، وذلك لأن الإدارات العليا أو الوسطى لدينا لا تختار على أساس إداري، لذلك كلٌ يطبق ما يريده وبالذات في التعليم ولذلك نجدنا متأخرين في هذا المجال والمعروف في الإدارة أن المدير أو المسؤول هو أساس نجاح أو تأخر أي منشأة لأنه هو الذي يجب أن يهيئ الظروف للنجاح .

* ما حقيقة الفجوة ما بين الغرب والشرق من وجهة نظرك؟
ـ الفجوة تكمن في بعد النظر فنحن وأن تقدمنا تقنياً وامتلكنا أدواتها نظل متأخرين إداريا؛ ولا أعرف لماذا نبدأ دائماً من نقطة الصفر ونستطيع أن نبدأ من حيث انتهوا، نحن بطيئو الحركة والتغير، قد يكون الخلل كله يكمن في quot; التعليم quot; لأنه هو المصنع والمنتج لكل ما يحتاجه سوق العمل، وعدم وجود القيادات الإدارية المتمكنة من صنع النجاح والتقدم سوف يبقينا دائما متأخرين، كل الدول المتقدمة والتي أرادت أن تكون في المقدمة، بدأت بخطة للتعليم مثلا أمريكا أطلقت شعار quot;أمة في خطرquot;، ولكن هنالك قطر وماليزيا عملتا على تطبيق خطة تعليم 20/20. نحتاج في السعودية إلى خطة مشابهة.

* عضوة في أكثر من جمعية داخل المملكة وخارجها، ماذا تضيف لك هذه الجمعيات وماذا تأخذ منك؟
ـ عضوية الجمعيات تضيف للإنسان الجزء الإنساني الذي يحتاجه ويحقق به التكافل الاجتماعي الذي أمرنا به الله، حيث يؤدي الإنسان دوره لنصل إلى أن نكون كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضاً. وهي لا تأخذ من وقتي الكثير لأنها ضمن جدول أعمالي.

* بعيداً عن العمل والنشاط الوظيفي، كيف تقضين وقتك؟
ـ أنا من الناس الذين يعشقون الحياة وأقضي أوقات فراغي في السفر ومع الموسيقى وأعشق عملي فلي دور في الإعلام والتدريب والعلاقات العامة كما أنني أمارس شغفي بتصميم الديكور والأزياء.


* ماذا في جعبتك المهنية للمستقبل، هل من مشاريع قريبة؟
ـ أهم حلم لدي هو أن أصل إلى عمل برنامج تليفزيوني يضاهي برنامج أوبرا حيث أرى كم يجذب الناس إلية وهي تحكي عن مشكلات وعادات مجتمع غريب عن مجتمعنا ولا يمت له بصلة لذلك أتمنى أن أصل لان أحقق هذا الحلم حيث يكون لي برنامجي الذي يلقي الضوء على بعض القضايا من مجتمعنا العربي المسلم وأيضا يحل بعض المشاكل ويعرض بعض الانجازات لأنني أعرف بأذن الله أنني من خلال عملي كعضو هيئة تدريس مع طالباتي ومن خلال التدريب على المستويات الإدارية المختلفة ومن خلال كتاباتي فأن لدي الكثير لاقولة في إصلاح المجتمع ليصبح مجتمعا سعيدا متحابا