فهد سعود من الرياض: لم يكن خبر إيقاف صحيفة الحياة اللندنية، عن الصدور في الأسواق السورية اليوم، واستدعاء مدير مكتبها هناك للتحقيق معه، بأمرٍ جديد، فلا يكاد يمر أسبوع أو أقل حتى تتم مساءلة الصحيفة على أخبار نشرتها، أو تحقيقات أجرتها، ومنعها بمقتضى الحال من الصدور.
ولهذا فإن قرار منع الحياة اللندنية من الصدور في سوريا اليوم الخميس، حتى إشعار آخر، لم يفاجئ مسؤولي الصحيفة، بل على العكس تماما فإنه كان متوقعا خصوصا بعد الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها السعودية على مدى أسبوع كامل، من قبل وسائل الإعلام السورية، بعد أحداث التفجير التي تعرضت لها دمشق بحجة أن السعودية لم تصدر بيانا يندد بالتفجير في حينها.
ووفقا لمصدر في صحيفة الحياة اللندنية، تحدث لإيلاف، فإن السبب الرئيس في المضايقات التي تتعرض له الصحيفة باستمرار، في سوريا يكمن في كون الصحيفة ذات تمويل سعودي، وتعتبر من الصحف السعودية الدولية، ذات المكانة المميزة في الإعلام العربي والعالمي، والسبب الآخر ndash; حسب قول المصدر- يعود إلى كون الصحيفة لا تلبي رغبات الرئيس السوري بشار الأسد، وتنشر ما يمليه عليها ضميرها الإعلامي والمهني بعيداً من أي محاولات أخرى لإرضاء السلطة في سوريا.
وسبق للسلطات السورية أن سجنت رئيس مكتب الحياة في دمشق الصحافي إبراهيم حمدي لمدة 6 أشهر في زنزانة ضيقة، بتاريخ 23 كانون الثاني/ ديسمبر من العام 2003م، على خلفية أخبار نشرتها صحيفة الحياة، ما اعتبره الكثير من المراقبين قمعا للحريات الإعلامية، وانتهاكا واضحا لحقوق الإنسان.
وكان مسؤول في صحيفة الحياة أعلن الخميس أن السلطات السورية منعت توزيع الصحيفة ذات التمويل السعودي على الأراضي السورية حتى إشعار آخر. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد العلاقات السورية السعودية تأزما وتوترا واضحا ساهمت وسائل الإعلام السورية في عودته إلى الواجهة بعد الحملة الأخيرة المنظمة ضد السعودية.
وقال مدير مكتب quot;الحياةquot; في بيروت زهير قصيباتي لوكالة فرانس برس quot;طلبت سلطات الرقابة في وزارة الإعلام في دمشق الاثنين الماضي من مكتب الصحيفة في العاصمة السورية وقف إرسال أعداد الحياة إلى سوريا حتى إشعار آخرquot;.وأضاف quot;لم توضح سلطات الرقابة لمكتب الصحيفة سبب هذا القرارquot;.
إلا أن معلومات إيلاف، التي استقتها من مصادر في الصحيفة، ربطت بين تقارير للصحيفة أشارت ضمنيا إلى أن تفجيرات السبت الماضي، التي أوقعت 17 قتيلا في دمشق، هي تدبير من قبل السلطة، حتى تظهر سوريا التي تعاني تراجعا كبيرا في الحريات الإنسانية وحقوق الإنسان، وكأنها ضحية للإرهاب التي توصم به من قبل أميركا وعدد من الدول الأوروبية والتي تتهم عادة النظام السوري بتسهيل عمل تنظيم القاعدة.
وتحت عنوان : سوريا الملعب أم اللاعب، كتب الإعلامي السعودي مشاري الذايدي مقالا صحافيا في الشرق الأوسط قال فيه نعرف على وجه الحسم إلى الآن من أرسل سيارة الموت التي تفجرت في دمشق مؤخرا، مخلفة القتلى والجرحىquot;.
وتساءل: وحتى بعد الإعلان السوري عن توجيه التهمة للتكفيريين كما اسمتهم الا ان حاصل التوقعات الجدية حول تفجير طريق المطار الدولي على مفرق السيدة زينب، ثلاثة:
* إما أن يكون هذا العمل من تدبير القاعدة، وتيارات السلفية الجهادية بشكل عام.
* وإما أن يكون من تدبير أطراف محسوبة على إيران بسبب قلق الأخيرة من الانفتاح السوري على الغرب وإسرائيل وثمن هذا الانفتاح ومردوده على إيران.
* وإما أن يكون هذا التفجير نتيجة تصفيات داخلية تخص أجهزة الأمن في ما بينها، كما جرى أكثر من مرة.
ومنذ ان عادت الحياة إلى الصدور في لندن قبل عشرين عاما، تصدر وتطبع في عواصم عربية عدة منها بيروت التي ترسل منها الصحيفة إلى دمشق. وتوزع في كل الدول العربية. كما أن الصحيفة تخضع باستمرار للرقابة في سوريا quot;وأحيانا أكثر من مرة في الشهر تمنع الأعداد من الدخولquot;. بحسب مدير الصحيفة في بيروت.
وتشهد العلاقات بين السعودية وسوريا توترا منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005م، وسبق للحياة أن منعت من الصدور في سوريا على خلفية مقال للإعلامي السعودي داود الشريان، والذي انتقد فيه الرئيس السوري بشار الأسد تحت عنوان كذب المنجمون ولو صدقوا، وكان ينتقد فيه السياسة السورية، كما يشار إلى أن السلطات السورية كانت قد منعت صحيفة الشرق الأوسط من التوزيع في الأراضي السورية واتهمتها بشن حملة إعلامية على نظامها خلال الفترة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في السابق.
التعليقات