محاكمة قضائية وأخرى فضائية وثالثة صحافية ورابعة عبر الإنترنت
قراء إيلاف يرسمون 3 سيناريوهات لقضية quot;الملياردير والمغنيةquot;
نبيل شرف الدين من القاهرة: ربما لم تكن قضية إغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقبلها وبعدها قضايا اغتيالات كثيرة، بهذه الإثارة التي تنطوي عليها حكاية quot;الملياردير والمغنيةquot;، ذلك لأن الأخيرة فضلاً عن كونها تحمل كل عناصر الإثارة والتشويق، من الحب والجنس والمال والجمال والنفوذ وغير ذلك من المشهيات التي يبدو أن الشارعين المصري والعربي في غاية التعطش لها.
وبغض النظر عن وجاهة كل ما يكتب عن ضرورة عدم تأثر هيئة المحكمة بالرأي العام، غير أنها بطبيعتها quot;قضية رأي عامquot; بامتياز، وبالتالي فإن هذه المحاكمة التي تشهدها قاعة محكمة جنايات القاهرة لن تكون الجهة الوحيدة التي تتداول وقائع هذه القضية، فهناك محاكمات أخرى ـ ربما أكثر شراسة ـ بدأت تعقدها شاشات الفضائيات وصفحات الصحف، ناهيك عن آلاف المواقع الإلكترونية عبر الإنترنت، وكلها تسعى لرسم سيناريوهات على مقاس ما يعتقده بعضهم أنه عنوان للحقيقة.
وبقليل من التأمل لما تعكسه تعليقات القراء عبر متابعات (إيلاف)، فإنه يمكننا رصد ثلاث سيناريوهات أساسية لهذه القضية، الأول ينطلق من التعاطف مع الضحية سوزان تميم، وأنها فقدت حياتها على هذا النحو البشع بسبب تكالب الرجال المتنفذين والمستفيدين منها، فقد كان قدرها أن خلقت quot;بارعة الجمال والإثارةquot;، وهو ما أسال لعاب الكثيرين، أب يوشك أن يدمن استثمار هذا الهبة الربانية لتحقيق أكبر قدر ممكن من المنفعة، فهناك زوج أول quot;باعهاquot; لآخر ليستثمرها في الملاهي الليلية، وربما quot;يسهلquot; بها أيضاً صفقاته المشوبة بالغموض، وصولاً إلى رجل الأعمال المصري الذي لم يعتد يومًا على خسارة معاركه مهما صغرت أو عظمت، وألا ينال ما يريد الحصول عليه، فبذل المال، وضغط بكل نفوذه، واستخدم quot;ضابطًا سابقًاquot;، وأجرى اتصالات على أرفع الأصعدة، لدرجة بدا معها أنه فقد نصف عقله حين أحب سوزان على هذا النحو الذي امتلك عليه كيانه، وفقد النصف الآخر حين quot;أبغضهاquot;، وقرر الانتقام بهذه البشاعة .
أما أنصار السيناريو الثاني فلا يتعاطفون مع سوزان، ويرون أنها أرادت أن تحصل على كل شيئ، على أموال هشام طلعت، التي تدفقت عليها بسخاء لم تكن تحلم به، وquot;شبابquot; بطل الملاكمة العراقي، وquot;نفوذquot; دبي، حاضرة الشرق الأوسط، التي استقر بها المقام في ربوعها أخيرًا، وبالتالي فقد كان منطقيًا أن تخسر كل شيء دفعة واحدة، ولا تسحتق بتقدير أصحاب هذا السيناريو أي تعاطف معها، لأن quot;جشعهاquot; دفعها إلى هاوية هذه النهاية المأسوية المرعبة.
يبقى سيناريو ثالث يوغل بعيدًا في quot;نظرية المؤامرةquot;، ويتحدث عن آخرين خلف الكواليس يحركون خيوط اللعبة، ربما في القاهرة أو في دبي أو الشام أو لندن، لا يهم أين هم، لكن الأهم أنهم أكبر من أن يظهروا صراحة في قلب الصورة، لهذا يرى أصحاب هذا السيناريو، أن الملياردير المصري هشام طلعت مصطفى ليس أكثر من quot;كبش فداءquot;، على مذبح امرأة امتلكت من الجمال والجاذبية والشباب، ما أسال لعاب الكبار جدًا، الذين لا تدركهم المحاكمات، وأن الأمر سينتهي في آخر المطاف إلى براءة هشام، وغلق القضية اكتفاء بإدانة الضابط السابق الذي يسخر منه الجميع ويرون أنه كان ضابطاً على طريقة بطل فيلم quot;نمس بوندquot;، الذي لم يدع مكاناً إلا ترك فيه دليلاً أو قرينة تكفي لإدانته، لكن يبقى السؤال عن الجناة الحقيقيين في عهدة المستقبل وربما التاريخ الذي لا يملك مخلوق أن يدير عجلات الزمن صوبه مجدداً.