في يومه الثاني مؤتمر (مفاهيم جديدة في تدوين تاريخ الإمارات) يناقش
نشأة ساحل عمان الشمالي ودور المجموعات القبلية العربية
إنطلاق فعاليات: quot;مفاهيم جديدة في تدوين تاريخ الإماراتquot; بمركز الوثائق والبحوث
مروة كريدية من أبو ظبي: شهدت فعاليات مؤتمر (مفاهيم جديدة في تدوين تاريخ الإمارات) في يومه الثاني مناقشات علمية حول التحولات الاجتماعية والاقتصادية في الخليج العربي وعن تعاظم دور المناطق الساحلية العربية في الخليج والنظام البحري د من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشرحيث أدى وجود المجموعات القبلية العربية في منتصف القرن الرابع عشر الى اعادة صياغة سياساتهم التقليدية، وأجبروا ملك هرمز على قبول التسويات فارتفعت منزلة الأقاليم والمدن والقرى إلى أقصى حدود التفوق والازدهار، وبزغ فجر جديد؛ إذ كان ذلك مهد الإمارات العربية المتحدة الحالية وهي في طور التشكيل، ويظهر تقرير كاسبارو بالبي أن بني ياس كانت من القبائل التي بدأت تبني كيانها القبلي الخاص بها ومستوطناتها الموسمية أو الدائمة.
وكانت الجلسة الاولى قد تناولت التحولات الاجتماعية إبّان العصر الإسلامي حيث ترأس الجلسة جيفري كنج وتناول حمد بن صراي من جامعة الإمارات العربية المتحدة تاريخية منطقة الإمارات العربية المتحدة من القرن الأول إلى القرن السابع ،وقد كشف عن التاريخ السابق لظهور الإسلام حيث أكّد أن للمنطقة اسمان جغرافيان تاريخيان عرفت بهما وهما: (مزون) و(عمان) ومهد البحث تاريخياً لأوضاع المنطقة قبل الإسلام وفي الفترة الإسلامية المبكرة لتسليط الضوء على إبراز علاقتها بالمناطق العربية المجاورة وبشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، ثم توضيح الدور الملاحي لسكانها، والتشكيل القبلي فيها، ونشاطاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.
من جهة أخرى فقد كشف أستاذ التاريخ والحضارات حسن النابودة عن أن ما كتب عن كثير من المواقع والأماكن الإماراتية في المصادر العربية الأولى التي تقود إلى معرفة جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي سادت المنطقة إبان العصور الإسلامية. وهذه فترة مهمة في تاريخ الإمارات قلما تطرق إليها الباحثون المعاصرون، وأشار في دردشة لإيلاف ان أسماء الأماكن والمدن تعكس الحالة السياسية التي تسود خلال الفترات المتعاقبة كما يعد مؤشرًا للحياة الاجتماعية ونمط الحياة للشعوب ويرى ان التراث الشفهي من الأهمية بمكان لتوثيق التاريخ مضيفا انه عند تناول نظرة تاريخية إلى أسماء الأماكن في الإمارات العربية المتحدة من واقع المصادر العربية لا بد من مقارنتها بالوثائق البرتغالية خلال مرحلة الوجود البرتغالي في المنطقة .
التحولات الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الإمارات وعمان في العصر الإسلامي في الفترة من 600 إلى 1500م.استعرضها عقيل كاظم ، فيما تناول البروفيسور جون ويلكنسون من جامعة أكسفورد البريطانية طرحا تناول فيه التجارة البحرية العمانية في أوائل العهد الإسلامي في محاولة منه لربط نمو التجارة البحرية العمانية بالسياق العام للبيئة الاقتصادية والسياسية ، حيث يعمد التجار عادة الى التأثير على الحركة الاقتصادية ومن ثم الاجتماعية بين البلاد التي يتم التبادل التجاري بينها:
الوجود الأوروبي في الخليج العربي والمناوشات الفارسية العمانية
أبحاث المحور الثالث جاءت تحت عنوان: (وصول الأوروبيين: العهود البرتغالية، والهولندية، والبريطانية) ويترأس جلسته السيد جوليان ووكر - بورقة بحثية علمية لأنطونيو دياز فارينها من جامعة لشبونة، وأكاديمية لشبونة للعلوم في البرتغال، بعنوان: (العرب والبرتغاليون في أراضي وجزر الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر). وأشارت الورقة إلى أهمية منطقة الخليج العربي لدى البرتغاليين قبل وصول الأخبار من بيرو دا كوفيلها مبعوث الملك جون الثاني الذي زارها عام 1489م، ثم تأكدت الأهمية بعد زيارة فاسكو داجاما للهند (1497-1499)، وقد قسم المحاضر تاريخ البرتغاليين في الخليج العربي إلى ثلاث فترات رئيسية.
وقدم الدكتور بي جيه سلوت من الأرشيف الرسمي العام في لاهاي ورقة علمية بعنوان: (الحدود القصوى للنشاط الهولندي: شركة الهند الشرقية الهولندية والإمارات على ساحل شبه الجزيرة العربية) حلل فيها عشر حالات حدثت بين عامي 1632م و 1740م، ومن هذه الحالات: أن شركة الهند الشرقية تعاملت مع المنطقة التي تشكل الآن دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ففي عام 1932 ضغطت سلطات باتافيا على الممثلين في فارس للسعي لتأسيس تحالف مع العرب ضد البرتغاليين في إقليم جلفار، وفي 1695 بدأت المناوشات بين عمان وفارس نتيجة تعاون فارس مع البرتغال التي كانت خصماً لعمان، وكانت منطقة الإمارات قد قامت بدور رئيس في تلك الحرب.
من ساحل عمان الشمالي الى الامارات المتصالحة
واستعرض الدكتور جيه، أي، بيترسون من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة الأميركية في رؤيته العملية: (بريطانيا وقيام الدول في الخليج: حالة أبوظبي) السياسة البريطانية في الخليج حيث بلغ الوجود البريطاني ذروته في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وأثر ذلك الوجود في التحول من النظام القبلي إلى نظام الدول الذي تحولت إليه المنطقة، وإلى جانب السياسة البريطانية قامت بعض الشخصيات المحلية القوية بتحديد مسار تاريخ المنطقة؛ ففي 1820 تعاملت بريطانيا مع أبوظبي أول مرة، ولاحظت قوة الشيخ زايد بن خليفة وهو يفرض سلطته على الساحل المتصالح، ويقوي نفوذ آل نهيان الذي امتد من ليوا إلى الظفرة ليشمل مدينة أبوظبي والبريمي.
وقدم السير تيرنس كلارك من المعهد البريطاني لدراسة العراق ورقة علمية بعنوان: (المساهمة البريطانية في تنمية الإمارات المتصالحة) أوضح فيها أن تنامي اهتمام بريطانيا بالنفط والطيران المدني قبيل الحرب العالمية الثانية جعلها تعين ضابطاً سياسياً في الشارقة، وعملت على تشكيل قوات عمان المتصالحة (كشافة عمان المتصالحة) ومجلس الإمارات المتصالحة. وفي 1952م طبقت برنامجاً محدوداً لمساعدات قصيرة المدى في مجالات: الصحة، والتعليم، والخدمات العامة، ووضعت خطة خمسية للتنمية في 1956، وأتبعتها بخطة ثانية عام 1961م.
وفي 1965 أسس مجلس الإمارات المتصالحة مكتب وصندوق تنمية خاص به بإسهامات من: بريطانيا والبحرين، وقطر وأبوظبي، ثم زادت بريطانيا معوناتها بعدما كانت ترى رفض الإمارات المتصالحة المعونات التي قدمتها جهات أخرى، لذا فإن سجل بريطانيا في تنمية الساحل المتصالح جدير بأن يحظى بسمعة أفضل مما عُرفت به.
وكانت آخر المشاركات للمؤرخ ليزلي ماكلوكلين من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر في المملكة المتحدة عن: (الفترة من 1900- 1971م دع الضوء ينفذ). حيث القى الضوء على فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي الفترة التي شهدت ازدياد الهيمنة الأمريكية والتراجع البريطاني، ومزيداً من الضوء على مجالات أخرى في إطار دراسة الإمارات المتصالحة. الجدير ذكره ان المؤتمر كان قد انطلق أول أمس ويختتم أعماله مساء اليوم في العاصمة أبوظبي.
التعليقات