النائب د.مصطفى البرغوثي لـ quot;إيلافquot;:
المفاوضات ليست خيار الشعب الفلسطيني الوحيد

خلف خلف من رام الله: إعتبر أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب د.مصطفى البرغوثي أن وتيرة الإعتداءات والهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني تضاعفت بعد مؤتمر أنابوليس بنسبة 220%. وشدد خلال حوار خاص مع quot;إيلافquot; على أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية حاليًا لن تتمخض عن نتائج حقيقة ملموسة، كونها تستند فقط إلى خارطة الطريق التي فشلت عمليًا منذ 4 أعوام في إنهاء الصراع أو على الأقل تخفيف حدته. كما أكد النائب البرغوثي والذي شغل سابقًا منصب وزير الإعلام في حكومة الوطنية الفلسطينية، أن الشعب الفلسطيني يمتلكالكثير من الخيارات، وليست المفاوضات خياره الوحيد، متطرقًا أيضًا إلى الدور الأميركي في العملية السلمية، وآخر الجهود المبذولة لإعادة الوفاق الداخلي على الساحة السياسية الفلسطينية، وغيرها من القضايا الحساسة في الشأن الفلسطيني. وهذا نص اللقاء:

هل تعتقدون أن إسرائيل جادة في الوصول إلى تسوية سلمية تنهي الصراع؟
من خلال الاستناد إلى المجريات والاعتداءات التي نشاهدها ويعيشها الشعب الفلسطيني بشكل يومي، ومرور أكثر من أربعة أشهر من عقد مؤتمر انابولس دون أن نرى أي نتائج تذكر على الأرض، يمكن القول إن إسرائيل غير جادة في عملية تسوية أو مفاوضات تفضي عن حل الصراع، كما أن إسرائيل لم تتحدث عن القدس في أي مفاوضات منذ عام 1968، ولا تريد لهذه المسألة أن تكون قيد البحث أيضًا بأي شكل من الأشكال، مما يؤكد أنها غير جدية بالدخول في مفاوضات سلام نهائية، وإنما دائمًا تريد المزيد من الوقت لفرض الحقائق على الأرض، ودفع الشعب الفلسطيني لحافة اليأس والاستسلام.

والدليل الأكبر على عدم رغبة إسرائيل بالسلام وتهربها من استحقاقاته، كونها قد زادت من اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني بعد مؤتمر انابوليس بنسبة 220%، كذلك الحواجز الاحتلالية المنتشرة في الضفة الغربية، إرتفعت من 520 حاجزًا إلى 562 خلافًا للتعهدات التي قطعها إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بتقديم التسهيلات للفلسطينيين، وجميعنا سمعنا تصريحات وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي قالت فيها إن إسرائيل لن تتنازل عن الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قضية اللاجئين التي ترفض إسرائيل تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بها، إذا ماذا بقي للفلسطينيين لكي يفاوضوا عليه.

لكي تنجح المفاوضات، ما المطلوب؟
يجب أن تكون هذه المفاوضات مستندة إلى مؤتمر دولي للسلام، مرجعيته قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وليس فقط خارطة الطريق التي لم تطبق إسرائيل أي من بنودها.

المفاوضات الجارية حاليًا هي أيضًا انبثاق مباشر عن مؤتمر دولي quot;انابوليسquot; وحضرته العديد من دول العالم، فكيف تردون على ذلك؟
خلال مؤتمر انابوليس تم الاستناد فقط لخارطة الطريق، فلم تذكر خلاله أي من قضايا الحل الدائم، ولم تطرح كذلك قرارات الشرعية الدولية ولا حتى مبادرة السلام العربية، لقد ارتكب الوفد الفلسطيني خطأ في المؤتمر عندما قبل حضوره على هذه الصيغة.

ما تفسيركم إذا تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش التي تحدث خلالها عن إقامة دولتين لشعبين جنبًا إلى جنب في أكثر من مناسبة؟
نتيجة النضال والتضحيات الفلسطينية، ولو أن الولايات المتحدة حقيقة جادة في مساعيها للسلام، لأجبرت إسرائيل على وقف الجدار والمستوطنات في الضفة.

أفهم من حديثك أنك ترى أن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الحالية مضيعة للوقت!
هي تضر مصالح الشعب الفلسطيني أكثر مما تفيدها، كوننا نخسر الدعم العربي والعالمي، وبخاصة أن المفاوضات يستغلها الاحتلال كغطاء على جرائمه المتواصلة بحق أبناء شعبنا.

ولكن ماذا يمتلك الفلسطينيون غير خيار المفاوضات في الوقت الراهن؟
لدى الشعب الفلسطيني الكثير من الخيارات، منها على سبيل المثال:

أولاً: إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة من جانب واحد.
ثانيًا: الكفاح الجماهيري المقرون بتوسيع وتعميق حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
ثالثًا: بناء قيادة وطنية فلسطينية موحدة، وتعزيز صمود الناس والتمسك بالثوابت.

كيف تنظرون إلى الواقع الفلسطيني الحالي، وما هي الإستراتيجية المثلى للرقي به؟
الوضع الفلسطيني الداخلي للأسف تعرض لضربة كبيرة نتيجة الخطوات الانفرادية، وما تبعها من ارتدادات أثرت بشكل سيئ على القضية الفلسطينية، والمطلوب الآن تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الفصائلية، وإعادة اللحمة بين غزة والضفة.

أنتم كنواب وطرف فلسطيني مستقل، ماذا فعلتم من أجل إعادة الحوار بين حركتي فتح وحماس؟
فعلنا الكثير، ونواصل جهودنا لغاية اللحظة، ولا مجال للحديث عن ذلك في وسائل الإعلام، ولكن نؤكد أننا لسنا لوحدنا، وليس المطلوب هو إعادة الحوار فقط، بل مطلوب إستراتيجية فلسطينية متكاملة وتوحيد الخطوات والسير بخطى ثابتة نحو بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، لأن بقاء الواقع الحالي على هذه الشاكلة مدمر لما يحمله من انعكاسات وتبعات على مجمل القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.