جهات دولية وإقتصادية تخص دبي بالنظر في طريقة مواجهتها الأزمة
أجنحة القاعدة ترفرف فوق سماء الإمارات للمرة الأولى في تاريخها

التحذيرات الأميركية - البريطانية للرعايا في الإمارات
السفارات تمتنع عن تحديد الأسباب والجهات الرسمية صامتة

أجنحة القاعدة ترفرف فوق سماء الإمارات للمرة الأولى

جهات أمنية إماراتية: تسمع... ترى... ولا تتكلم

بعد بريطانيا.. أميركا تحذر رعاياها من هجوم محتمل بالإمارات

سلطان القحطاني من لندن: هذه هي المرة الأولى التي ترفرف فيها أجنحة تنظيم القاعدة فوق سماء الإمارات العربية المتحدة فيما يمكن أن يعتبر سابقة تاريخية في سجل بلادٍٍ لطالما نعمت بالرخاء الاقتصادي والسلم الداخلي على عكس جيرانها الذين طالتهم أصابع الإرهاب أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.

ولفتت التحذيرات التي أطلقتها لندن وواشنطن أنظار المراقبين إلى التبعات الممكنة لهذا التهديد الأول من نوعه الذي تواجهه الإمارات، وكيف يمكن أن تتعامل معه على الرغم من أن اللحظات الأولية كشفت عن نوعٍ من الارتباك تمثل في رفض مصادر أمنية محلية اتصلت بها quot;إيلافquot; التعليق حتى تصدر وزارة الخارجية بيانها الرسمي.

وبعد يوم من تحذير بريطانيا لمواطنيها من ارتفاع خطر الإرهاب إلى مستوى quot; عالٍ quot; في الإمارات العربية المتحدة، أطلقت الولايات المتحدة الأميركية تحذيرًا مشابهًا يوم أمس الثلاثاء، قالت فيه إن quot;خطر حصول اعتداء إرهابي في المنطقة، بما فيها الإمارات، حقيقي فعلاًquot;، داعية الأميركيين إلىquot;التنبه بإستمرارquot;. ذلك البيان تأخر بطبيعة الحال.

وأشار التحذير الأميركي إلى احتمال أن تكون القاعدة والتنظيمات المتحالفة معها تفكر في شن هجمات متفرقة في دولة الإمارات خلال الفترة القليلة المقبلة.

من الخارج لا يبدو أن هنالك أي شيء في هذه الأزمة يهم الغرب أكثر من دبي؛ فهي بيضة القبان بالنسبة إليه حيث مليارات الدولارات التي تعمل وتُغسل وعشرات الشركات ومئات الألوف من العاملين في هذه الإمارة التي تحولت إلى ماركة عالمية بفضل خطط نمو طموحة يشرف عليها حاكم واسع الأفق.

كما أنه بالنسبة إلى هؤلاء فإن الأمر الأكثر أهمية هو كيفية معالجة دبي، بشكل خاص، لأي عمل إرهابي يحدث على أرضها الصغيرة والمزدحمة بالأبراج الشاهقة والرافعات العملاقة، في ما يمكن أن يعتبر أكبر تحدٍ قد يواجه هذه الأمارة ndash; الشركة في تاريخها. ويمكن أن يُبنى عليه مستقبلها.

ومعروف أن دبي على وجه التحديد تدير شبكة داخلية أمنية لا مثيل لها في منطقة الخليج، تم تكوينها من رجال مخابرات متقاعدين أمضوا سنوات طويلة على رأس عملهم في أجهزة دولية مثل المخابرات البريطانية والأميركية والروسية، حسب ما قالته مصادر إستخباراتية مطلعة لـ quot;إيلافquot;.

وتعمل هذه الشبكة جنبًا إلى جنب مع الجهاز الحكومي الرسمي المحلي والاتحادي. ولديها مجموعة مجندين بعدد لا حد له، إذ يعمل فيها كل من لا تتوقعهم بدءًا من سائقي التاكسي، مرورًا بعمال التنظيف في المطاعم، وليس انتهاء بموظفي الاستقبال في الفنادق من ذوات النجوم الخمسة.

وكلهم يبعثون بتقاريرهم حول الملاحظات المريبة لتصل إلى الجهة المختصة بفرز المعلومات وتتبعها للبحث أكثر حولها والتقصي.

ويأتي التحذير الأميركي في أعقاب آخر بريطاني، نبهت خلاله الخارجية البريطانية إلى ما سمته quot;مخاطر كبيرةquot; من احتمال وقوع هجوم إرهابي في الإمارات، حسب ما قالت القنصلية البريطانية في دبي.

يُشار إلى أن أكثر من 100 ألف بريطاني يقيمون في دولة الإمارات، بحسب البيان الصادر عن السفارة.

ويأتي التحذير البريطاني، على الرغم من مزاعم خبير أمني دولي سابق أن ثمة ثقة متبادلة، أو ما يشبه الاتفاق غير المكتوب، بين تنظيم القاعدة ودول خليجية، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتغض من خلاله الأخيرة الطرف عن استخدام أراضيها كملاذ ومأوى للاستراحة وإعادة التنظيم، مقابل عدم شن أي هجمات ضدها.

وينتظر المشككون هذه الأزمة الوحيدة التي ربما تهدد مستقبل دبي إلى الأبد بفضول. حيث أن الإرهاب وجنون الطبيعة هما الشيئان الوحيدان الذي يقول المشككون في نجاح دبي المعجز إنها لن تستطيع أن تواجهه.