أكد مراراً أنه لم يكن إلا مسيحياً ويمارس طقوسه الدينية في الكنائس
غالبية قراء quot;إيلافquot;ترى عنصرية بمنع جلوس محجبات وراء أوباما

إيلي الحاج من بيروت: رأى 57 في المئة من المشاركين في إستفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي أي 3065 من أصل 5350 أن منع المحجبات من الجلوس خلف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما هو نوع من العنصرية ، في حين اعتبر 41 في المئة أي 2169 مشاركاً أن هذا التصرف ليس عنصرياً، وأجاب 41 في المئة أي 116 مشاركاً أنهم quot;لا يعلمونquot;.

ومرد اللغط الذي ثار حول هذه المسألة إلى أن متطوعين في حملة أوباما طلبوا في مهرجان حاشد أقيم تأييدا له في مدينة ديترويت منتصف هذا الشهر عدم جلوس إمرأتين محجبتين في مجالات الكاميرا خلفه. وقد أعربت إحداهما المحامية من أصل مصري هبة عارف (25 عاماً) عن صدمتها وخيبتها حيال المعاملة quot;المجحفةquot; التي تلقتها. ونشرت صحيفة quot;الدايلي تلغرافquot; البريطانية في اليوم التالي تقريراً بعنوان: quot;الطلب إلى المعجبين المسلمين بأوباما التواري عن كاميرات التلفزيونquot;، روت فيه ما جرى وأرفقته بصورة كبيرة لسناتور ألينوي الأسود وقد ظهرت وراءه صبية شقراء، وكتبت في تعليق تحت الصورة: quot;يعتقد واحد من أصل كل ثمانية أميركيين عن خطأ أن أوباما مسلمquot;.

ونقل التقرير أيضا عن علي خوصان، وهو طالب حقوق وصديق لهبة، إن أحد المتطوعين في الحملة quot;شرح لي أنه وبسبب الجو السياسي وما يجري في العالم من حولنا... ليس جيداً أن تظهر هبة على شاشة التلفزيون أو تقترن صورتها بأوباماquot;. ونقل أيضاً عن امرأة محجبة أخرى قولها إنها تبلغت بضرورة نزع غطاء رأسها إذا رغبت في الجلوس في المقاعد الخاصة وراء المرشح، والتي تتيح لها الظهور أمام عدسات كاميرات التلفزيون والمصورين. أما بيل بيرتون، المتحدث باسم حملة أوباما، فقال عن الحادثة : quot;ليست هذه بالطبع سياسة الحملة، فهذا أمر مزعج ويدعو إلى الغضب، وهو نقيض التزام أوباما توحيد الولايات المتحدة ، كما أنه لا يعبر عن نوعية الحملة التي نخوض غمارها، ونحن نعتذر بكل إخلاص عن سلوك هؤلاء المتطوعينquot;.

لكن المسألة ليست في هذه التفاصيل، فالمتطوعون للحملة ما كانوا ليتصرفوا على هذا النحو لولا إدراكهم بحسابات وإحصاءات وإستطلاعات لإتجاهات الرأي العام الأميركي أن ظهورأوباما مع محجبات يضر بحظوظه، ولو كانت الإستطلاعات تشير إلى النقيض أي أن ظهوره مع محجبات يزيد فرصه ويقويها لكانوا طلبوا من النسوة الحاسرات وضع الحجاب. فهذ ما تقضي به البراغماتية الأميركية الشهيرة .

ولا شك أن في تصرف القائمين على الحملة تمييزاً دينياً، لكن يجدر الإعتراف أيضاً بأنه تمييز محدود بعدم الظهور خلف المرشح الديمقراطي، ولم يطلب هؤلاء من المحجبات عدم ارتداء الحجاب في حفل الإستقبال أو في الولايات المتحدة كلها، علماً أن معاوني أوباما يعانون حملة شديدة وقاسية ضده أكثر تمييزاً بما لا يُقاس، إذ تركز فضلاً عن لونه الأسود متحدراً من عائلة مسلمة رغم تأكيده مراراً أنه لم يكن مرة إلا مسيحياً ويمارس طقوسه الدينية في إحدى الكنائس. وليس في ذلك تخفيفاً من خطأ ما ارتكبوا ولا بحث عن أعذار لهم إنما دعوة إلى التفكير في أسئلة من نوع: لماذا يخشى الأميركيون أن يكون رئيسهم مسلماً؟

وفي لعبة المرايا المتقابلة المتعلقة بالهويات يبرز نوع من هاجس عند أقليات مسلمة في الغرب جعل كثرة منها تتأكد من دون مستندات أن الليدي ديانا قتلت لأنها كانت على علاقة بشاب مسلم ذهبت الإشاعات إلى أنها كانت تحمل منه، أي أن ملك بريطانيا المقبل كان يمكن أن يكون له شقيق مسلم ولذلك قتلت الاستخبارات والدته. ولا يقارن التصرف الأميركي quot;الديمقراطيquot; في أي حال بما يجري في مجتمعاتنا الشرقية، حيث تهيمن الذهنية الأبوية على حياة الشعوب والأفراد، فيُفرض على الفتيات في بعض الدول والمجتمعات ارتداء الحجاب في سن التاسعة، وتصول الشرطة والجمعيات المهتمة بquot;الأخلاقquot; وتجول في مجال خرق مبدأ الحريات الفكرية وغير الفكرية. ويجدر عدم المبالغة في استنكار حادث ديترويت عندما لا يستنكر أحد في العالم العربي الحكم بالجلد الذي صدر منذ مدة قصيرة على الصحافية الإيرانية نسرين أفضلي، بسبب نشاطها المدني ودفاعها عن حقوق المرأة الإيرانية في ظل نظام الملالي.