كشف حساب 7 سنوات من الحرب على الإرهاب (2/2)
إحتلال العراق أكبر مبرر للإرهاب والمواجهة لم تحسم بعد!
محمد حامد ndash; إيلاف: من أبرز ما جاء في الملف الخاص الذي أصدرته quot;الإيكونوميستquot; في عددها الأخير حول حصاد الإرهاب بعد 7 سنوات من المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، التأكيد على أن أحد أهداف هجمات الحادي عشر من سبتمبر كان دفع أميركا لغزو الأراضي الإسلامية. ولكن إذا كان تنظيم القاعدة قد خطط لسحب أميركا إلى أفغانستان، فإن خطته قد فشلت، على الأقل مبدئيًا. حيث أن حركة طالبان سقطت سريعًا في عام 2001، وأجبر أتباع تنظيم القاعدة على الإختباء.
quot;ثم سعت أميركا بعد ذلك إلى فخ من صنع يديها بإحتلالها العراق عام 2003. لقد تخلصت من طاغية خطر، ولكنها أعطت الجهاديين مبررًا لمعاداة أميركا لإحتلالها العالم الإسلاميquot;. لقد إعتقد الجهاديون لفترة أنه يمكنهم أن يؤسسوا قاعدة لهم في العراق يمكنهم من خلالها زعزعة الإستقرار في المنطقة. وهذا الخطر ربما يكون قد تم التخفيف منه الآن. فبمساعدة الأعمال المتطرفة لتنظيم القاعدة يبدو أن أميركا quot;الملطخة بالدماءquot; تتحمل تبعات أسوأ مشكلاتها التي خلقتها لنفسها.
هل اقتربت بداية النهاية؟
يتجادل خبراء الإرهاب الآن حول قضية هل تنظيم القاعدة قد بدأ في تدمير نفسه أم لا. حيث يقول ميشيل هايدن، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، لصحيفة الواشنطن بوست في شهر مايو: من ناحية التوازن فنحن نؤدي بشكل أفضل. حيث أننا اقتربنا من هزيمة تنظيم القاعدة في العراق. وكذلك هزيمته في السعودية. وهذه تعد علامات تراجع لتنظيم القاعدة عالميا، وسوف استخدم هنا كلمة quot; فكرياquot;، حيث أن كثيرًا من العالم الإسلامي قد عاد إلى شكله الإسلامي المعروف.
ويعتقد العديد أن ميشيل متفائل أكثر من اللازم. أليس هو الذي وجه تحذيرا منذ شهرين بأن القاعدة قد استعاد ملجأ له في منطقة القبائل في باكستان، وأن هذا يشكل خطرًا حقيقيًا على الغرب؟ وقد أثيرت قضية لها صلة بالموضوع نفسه في كتاب quot; الجهاد بلا قيادةquot; الذي كتبه مارك ساجمان، حيث يقول بأن القيادة الجوهرية لتنظيم القاعدة قد تم تحييدها عن العمليات. وأن الخطر الحقيقي الآن يأتي من الجماعات المفككة من المسلمين في الغرب التي ساعدت بعضها على التطرف وتقوم بتنفيذ هجمات مستقلة تمولها بنفسها.
وقد تعرض هذا الكتاب للنقد الشديد، بخاصة من البروفيسور بروس هوفمان من جامعة جورج تاون، حيث قال بأن التدمير الوشيك لتنظيم القاعدة قد تم التحدث عنه كثيرًا في الماضي، فقط من أجل مواجهة صوت ألية تفجيرات جديدة. فالعديد من المؤامرات في أوروبا لها علاقات مباشرة مع باكستان. إن جزءًا من المشكلة يكمن في الطبيعة الإنتشارية لتنظيم القاعدة. فعدد أعضائه ربما يكونون مجرد مئات، ولكن التنظيم له علاقات مع جميع أنواع الجماعات المسلحة التي بها آلاف أو عشرات الآلاف من المحاربين. فالقاعدة تعد تنظيمًا إرهابيًا عالميًا، وشبكة مسلحة وثقافة خاصة من العصيان والتمرد في الوقت نفسه.
حيث يصفها بعضهم بأنها مؤسسة قوية تستثمر في المشاريع الإرهابية الواعدة. بينما يقول عنها آخرون بأنها quot;ماركةquot; عالمية يحافظ عليها قادتها من خلال دعايتهم مع تزايد امتيازات تنفيذ الهجمات. إن ظهور الإرهاب الغير مستقر لا يعني أن الإرهاب القديم الذي ترعاه الدول قد اختفى. حيث أن ليبيا، التي ساندت في وقت ما المنظمات الإرهابية، ربما تتعاون الآن مع الغرب، ولكن إيران من بين الدول الأخرى تساند الجماعات الفلسطينية المسلحة وحركة حزب الله اللبناني. وإذا سعت إيران إلى توجيه حزب الله إلى معسكر الإرهاب العالمي ضد الغرب على سبيل المثال، إذا تم ضرب المواقع النووية لها، فإن النتيجة ربما تكون أكثر دمارًا من أعمال تنظيم القاعدة.
وحتى هذه اللحظة، فإن أكثر التهديدات العالمية يأتي من المناطق التي لا تخضع أو تخضع أو يمكن إخضاعها للسيطرة الحكومية في العالم الإسلامي. وتلك المناطق تضم الحدود الأفغانية-الباكستانية، وأجزاء من العراق مازالت في حالة اضطراب، ومعسكرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والعصابات الموجودة في اليمن، والصومال والصحراء الغربية وسلسلة الجزر الموجودة بين إندونيسيا والفلبين.
إن تلك الجماعات الجهادية ترتبط مع بعضها البعض عن طريق الإنترنت وتنشر فكرها والتي تتفق جميعها على أن الإسلام في خطر كما تنشر الفكر الإرهابي وكيفية تنفيذ الأعمال العسكرية. ولأن تنظيم القاعدة أكثر انتشارًا، فإن الحرب ضده تتطلب تنظيمًا عالميًا يقوم على دعم الحكومات الحاكمة.
إن هذا التقرير الخاص الذي أصدرته مجلة quot;الإيكونوميستquot; يحاول الإجابة على السؤال المستحيل في عام 2003 الذي ورد في المذكرات التي تم تسريبها والخاصة بدونالد رامسفيلد، السكرتير العام لوزارة الدفاع الاميركية في ذلك الوقت حيث قال: ينقصنا اليوم مقاييس لتحديد إذا كنا نكسب أو نخسر الحرب العالمية على الإرهاب. فهل نحن نأسر ونقتل أو نردع ونثني الكثير من الإرهابيين كل يوم أكثر مما تخرجه لنا المدارس والجماعات الأصولية وتدربهم وتنشرهم في مواجهتنا؟
التعليقات