طارق عزيز.. رجل الدبلوماسية والسيكار (7/8)
متحولاً الى شاهد: الكثيرون تمنوا انتهاء الحرب وصدام بدّل كل شيء!

تكلم لـ 45 دقيقة وتحاشى ذكر الكويت ولو مرة واحدة

القيادة درست موضوع غزو الكويت منذ نهاية يونيو 1990!

عزيز: صدام كلفني في الطائرة بإعادة العلاقات مع أميركا

زيد بنيامين من دبي: كان الرئيس الأميركي جورج بوش يهم بالخروج من طائرة الهيلكوبتر في حديقة البيت الأبيض عائدًا من اوهايو، بينما وقف الصحافيون وهم يرمون بأسئلتهم من بعيد للرئيس الأميركي، وكان أبرزها عن مصير طارق عزيز، فإكتفى الرئيس بأن ابتسم ورفع إبهامه بعلامة النجاح، فالبنتاغون كان قد اخبره بأن المسؤولين العراقيين باتوا ( يسقطون مثل بيت من ورق! ). تحول عزيز خلال فترة اعتقاله الى ابرز الشهود عن رحلة الرئيس العراقي صدام حسين فالرجل لم يكذب حينما وصف القائد ولم يتحول الى خائن في الوقت نفسه، يقول عزيز في معرض شهادته عن الرئيس صدام حسين للقوات الأميركية وخصوصًا حول موضوع مجزرة قاعة الخلد في بغداد quot;لقد كان ما حدث في ذلك اليوم هو اعنف تصرف للرئيس صدام في حياتي، لقد قام بإعدام الجميع، كان من الممكن التعامل مع الامر بصورة مختلفة تمامًا، وليس من الضروري ان يتم بتلك الطريقة quot;.

كما علق عزيز على تصرف القيادة العسكرية حول الاستراتيجية التي يجب اتخاذها لمواجهة الحرب القادمة quot;في حال اختفاء احد القادة العسكريين، فان الاخرين لا يسألون عنه لأنهم لا يريدون معرفة ما حصل له، لأنه كان من المعروف ان الامن قد تعامل مع هذا الرجل غير المحظوظquot;. كان التصريح الابرز لعزيز ضد صدام قد قال فيه quot;رغم الانجازات التي قام بها صدام حسين الا انه فقد العلاقة مع واقع ما يحدث خلال التسعينات واعتمد على رؤية غير واقعية، لقد عاش الرئيس صدام ناكرًا للخسارة التي لحقت به في حرب الخليج 1991 وانعكس هذا النكران على النظام بكاملهquot;.

وفي احدى مقاطع شهادته يشير عزيز الى الاسباب التي حولت انظار نظام الرئيس العراقي الى الاعداء الداخليين حيث اصبح الرئيس صدام مهتماً بصورة اكبر بالحركات الشيعية السياسية كالمجلس الاسلامي الاعلى المدعوم من ايران وحزب الدعوة حيث وصفت الحركتان بانهما الاهم على اجندة اعداء صدام وحزب البعث quot;حتى حينما كانت الحرب على الابواب في خريف العام 2002، فان الرئيس التقى بمجلس قيادة الثورة وعدد من كبار المسؤولين في حزب البعث العربي الاشتراكي والمخابرات والعديد من المنظمات الاخرى من اجل ان يحذرهم ويؤكد على ان تبقى عيونهم مفتوحة على الساحة الداخلية وان تكون دائمًا تحت السيطرة وفي الوقت نفسه عدم استفزاز الشعب العراق، واضاف انه لا يتمنى مواجهة اي حركة داخلية في الوقت نفسه للمواجهة مع الولايات المتحدة او في اي وقت تشكل فيه هذه القوى العظمى خطرًا مباشرًا على العراقquot;.

في الوقت نفسه أمن صدام حسب نائب رئيس وزرائه بل كان quot;متأكداًquot; ان الولايات المتحدة لن تجرؤ على مواجهته وفي حال تم ذلك ستخسر حربها ضد العراق، وينقل عزيز عن خطاب للرئيس صدام حسين القي في اجتماع لقيادات حزب البعث قوله quot;ان الرئيس ضمن ان الولايات المتحدة لن تهاجم العراق لانها قد حققت جميع اهدافها الاستراتيجية في المنطقةquot; ويقول عزيز انه تدخل لدى الرئيس العراقي لكي يستبدل بعض الكلمات في خطابه وهو ما نجح فيه لشهر واحد ثم عاد صدام بعد شهر واحد ليؤكد انه يؤمن بأن العراق لن يتم غزوه من الولايات المتحدة.

واعتمد صدام في رؤيته هذا على روسيا وفرنسا، يقول طارق عزيز quot;ضمنت كل من روسيا وفرنسا الملايين من الدولارات من خلال التجارة وتقديم الخدمات والعقود في العراق، مع تفاهم بان تكون جميع سياساتهم لمصلحة العراق خصوصًا في ما يتعلق بالعقوبات، يضاف الى ذلك ان الفرنسيين ارادوا رفع الحصار عن العراق من اجل توسيع تجارتهم مع العراق وفوق هذا وذاك تأكيد موقعهم عالمياً من خلالهم موقعهم في مجلس الامن وكانوا على استعداد لاستخدام حق النقض الفيتو ليقولوا للكثيرين انهم ما زالوا يملكون القوةquot;.

ويؤكد عزيز ان بعضهم من مسؤولي الرئيس صدام شكلوا دوراً في تأكيده هذا quot;جاءتنا برقية من السفير العراقي في موسكو يقول فيها ان اصدقاءنا في المخابرات الروسية اخبرونا ان الرئيس الروسي قد اعطى (لهذا الجهاز) تعليماته الواضحة والى وزارة الخارجية الروسية مفادها ان روسيا يجب ان تكون واضحة ومباشرة في معارضتها لاي هجوم على العراق وانها لن تسمح بصدور اي قرار دولي يسمح باستخدام القوة ضد العراقquot;.

بنى صدام حسين حساباته ان quot;الحرب الحالية لن تقود الى النهاية التي انتهت اليها quot;بحسب عزيز ولهذا ترك الرئيس العراقي جميع جسوره واباره النفط دون ان يمسها بشيء والاهم من ذلك بحسب عزيز quot;لم يظن اي قائد عراقي ان قوات التحالف ستصل الى بغدادquot; لكن بعد ان بدأت الحرب صارح سلطان هاشم احمد وزير الدفاع العراقي بعض القادة العراقيين اثناء الحرب ان quot;لا يوجد شيء نستطيع فعله لوقف الأميركيين بعد ان بدأواquot;، والادهى ان بعض القادة العراقيين تمنوا ان يصل الأميركيون الى بغداد بسرعة لكي تنتهي الحرب وليكون عدد الضحايا قليلاً.

كما بنى الرئيس العراقي حساباته ايضا على تقارير خاطئة من العسكر quot;لقد قام العاملون في هيئة التصنيع العسكري بالكذب على الرئيس، لقد كذبوا على الأميركيين كما كذبوا على صدام، كانوا يقولون على الدوام انهم يقومون بانتاج اسلحة خاصة لكي يأمنوا من صدام والاهم لكي يحصلوا على السيارات والمال وكل شي، ولكنهم كذبوا، فاذا انتجوا كل تلك الاسلحة السرية وعملوا في صنعتهم على اكمل وجه، لماذا لم تعمل اذاً في الحرب!quot;

المصادر:
مجلات (التايم، فورين افيرز، نيوزويك) الأميركية
ارشيف صحيفة النيويورك تايمز
ارشيف صحيفة لوس انجلوس تايمز
لقاء لطارق عزيز مع برنامج (الفرونت لاين)

في الحلقة السابعة:
quot;في 6 ابريل كان صدام حسين مقتنعاً بخسارته الحربquot;
طارق عزيز في شهادته ضد صدام حسين

[email protected]