الدبلوماسي الإسرائيلي يتسحاق ليفانون لإيلاف:
العمليات في غزة ستستمر وهناك متسع للحلول الدبلوماسية
العمليات في غزة ستستمر وهناك متسع للحلول الدبلوماسية
نضال وتد من تل أبيب: اعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي، يتسحاق ليفنون، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى مؤسسات الأمم المتحدة في جنيف، في حديث خاص مع إيلاف، إن مقترحات وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية التي صدرت عن باريس كانت غير ذي صلة نافيا وجود أية كارثة إنسانية في قطاع غزة، على حد تعبيره. وأكد ليفنون أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في القطاع حتى توقف حركة حماس هجماتها الصاروخية على إسرائيل. وفيما يلي نص المقابلة:
إيلاف: وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أعلنت من باريس اليوم رفض المقترحات الفرنسية للتهدئة، وإسرائيل تصر على مواصلة الغرات على القطاع حتى متى، ولماذا ترفض المقترحات الأخيرة ؟
ليفانون: الواقع أن الوزيرة ليفني توجهت لباريس بناء على دعوة فرنسية، وهناك أوضحت نقطتين رئيسيتين: الأولى هي أنه لا توجد في قطاع غزة كارثة إنسانية ولذلك وهذه هي النقطة الثانية، فإن إسرائيل لا تستطيع قبول مبادرتهم بالموافقة على وقف لإطلاق النار ل48 ساعة بسبب مشاكل إنسانية. وقد أوضحت ليفني للجانب الفرنسي الوضع الميداني، وأن إسرائيل لا يوجد لها ، قبل كل شيء ، أي شيء ضد الشعب الفلسطيني، ولذلك فإن المعابر مفتوحة وتجتاز المعابر يوميا نحو 90 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية والوقود وكل ما يلزم للسكان المدنيين وهذه العملية هي ضد حركة حماس وبالتالي في ستستمر.
وأنا أسمع أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع يوم الاثنين القادم، على مستوى وزراء الخارجية لفحص ودراسة الإمكانيات الواردة. إسرائيل منفتحة عمليا على أية افكار تلائم الموقف الإسرائيلي وهو بسيط جدا يجب أن تتوقف الهجمات التي تشنها حماس من قطاع غزة.
إيلاف: ولكن في الوقت الذي تواجدت فيه الوزيرة ليفني في باريس، فقد قامت إسرائيل بتصفية الدكتور نزار ريان القائد في حركة حماس وقد قُتل معه في العملية مدنيين بينهم أطفال، كيف يتوافق ذلك مع quot;التوجه الإنسانيquot; لإسرائيل؟
ليفانون: إنني أعمل ومنذ أربع سنوات سفيرا لإسرائيل لدى مؤسسات الأمم المتحدة في جنيف ، وهناك نتحدث بالأساس وفق معايير وخطاب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ، ومثل هذه القضايا تطفو دائما في المداولات ويجب أن نوضح نقطة واحدة وبسيطة وهي أن وجود سكان مدنيين بالقرب من أهداف عسكرية لا يجعل هذه الأهداف غير عسكرية وبحسب القانون الدولي الإنساني يحق للدولة المعنية أن تدافع عن نفسها وتهاجم هذه الأهداف. من ينتهك القانون الدولي هو من يضع السكان المدنيين قرب الأهداف العسكرية،وبالتالي فإن حماس تستغل هذه الأمور غير معقولة، فقبل ساعات مثل علمنا أن حماس تمنع الجرحى من الوصول للمستشفى وأنها حولت المستشفى إلى قاعدة مسلحة وقام بعض عناصر الحركة بالتخفي بزي الأطباء.، هذا هو انتهاك فظ للقانون الدولي، وإسرائيل تقوم كل ما في وسعها لتفادي المس بالمدنيين، بل إنه حتى في عملية التصفية التي تحدثت عنها، فقد اتصلت السلطات الإسرائيلية بسكان البناية، بما فيهم القائد في حماس، نزار ريان وأنذرتهم بمغادرة المبنى.
إيلاف: ولكن هنالك خلافات داخل إسرائيل بين الخط والوجه الذي تقوده الوزيرة ليفني وبين خط وتوجه رئيس الحكومة أولمرت ووزير الأمن براك في كل ما يتعلق بالموعد الصحيح لإعلان وقف إطلاق النار، ما هي النقطة الزمنية التي يمكن فيها أن تحدد إسرائيل أنه آن الأوان للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار؟
ليفانون:- بطبيعة الحال عندما تكون هناك حكومة مثل الموجودة في إسرائيل، وتقوم الحكومة بتخويل الثلاثي أولمرت وبراك وليفني فمن الواضح أن لكل منهم رأيه ولكن في نهاية المطاف الحكومة هي التي عليها أن تقرر كيفية إنهاء هذه الحملة، وفي تقديري الشخصي، أنه في نهاية المطاف، وكما كان في كافة المواجهات العسكرية السابقة، فسوف يتم التوصل إلى المعادلة الدبلوماسية السياسية لتحقيق الهدف، ويجب أن يكون هذا الهدف كما ذكرت سابقا وقف تام لعدوانية وهجمات حماس على مدى طويل وبعيد.
إيلاف: وفقا لما نشرته هآرتس اليوم، يبدو أن الحرب تعود بالفائدة على حزب العمل وبراك، أليس هناك خوف من أن يمس التنافس بين حزب العمل وكديما بعملية صنع القرار، وأن يتخذ كل طرف موقفا معاكسا لتوظيفه في المعركة الانتخابية؟
ليفانون:-إننا نحاول أن نترك موضوع الانتخابات بعيدا عن الحملة الجارية في غزة وهذا أمر مشروع وصحيح، ولكن لا أستطيع أن أقول لك أنه لا توجد أفكار خفية تراود البعض، أو أن هذه الحملة لا تستغل في الانتخابات، ولكن ما يقرر في نهاية المطاف، هو أنه بعد الحملة العسكرية تنطلق دائما تحركات سياسية، وهذه التحركات لها مسار خاص بها، أي أن جهة معينة ستطرح فكرة ما ويتم تداول هذه الفكرة وبلورتها من خلال المفاوضات، لا أعرف كم تستمر عملية من هذا النوع، وبعد ذلك تترجم الفكرة إلى وثيقة تعرض بدورها على الأطرف ويتم إدخال تعديلات عليها، هنا وهناك، وإذا تم الموافقة عليها تقبل الوثيقة ويتم تطبيقها، هذا ما حدث في حرب لبنان الثانية مع وثيقة مجلس الأمن والقرار الدولي 1701، وفي تقديري فإن هذه العملية ستكون بعد انتهاء الحملة العسكرية وتحقيق أهدافها، ومع تبلور حالة تمكن التوصل لحل سياسي يفضي على وقف هجمات حماس ضد مواطني إسرائيل.
إيلاف:- هل تتوقع بصفتك رجل دبلوماسي يعلم أن الحرب هي استمرار للدبلوماسية بطرق أخرى وفق تعبير كلاوزنوفيتش، أن تستمر العمليات الإسرائيلية لوقت طويل؟
ليفانون: الأمر يتعلق فعلا برد حركة حماس، إذا أدركت ذلك باكرا ستتوقف العمليات، ولكن إذا أصرت الحركة ، ولم تأبه بما يريده الفلسطينيون في الشارع الفلسطيني، وهم يريدون العيش بسلام، فإن ذلك سيستغرق لسفي الشديد وقتا طويلا. أنني آمل كثيرا بأن تقوم الجهات الدولية التي تقترح الآن أفكار مختلفة، ومبادرات مختلفة، بالحديث مع حركة حماس وإقناعها بأن طريق العنف والإرهاب لن تتحقق سوى المزيد من المعاناة.
إيلاف: ولكن حركة حماس تقول بأن وقف الهدنة جاءت بسبب استمرار الحصار على القطاع وسكانه، ومن يعاني من جراء الحصار هو الناس البسطاء وبالتالي فإن الحركة لا يمكن لها أن تعود لاتفاقية التهدئة بدون رفع الحصار وفتح المعابر؟
ليفانون: أنصح بالا نقع ضحايا لدعاية حركة حماس، أذكر قبل عامين عندما كنت في جنيف وبثت صور انعقاد المجلس التشريعي في القطاع على ضوء الشموع، وهي صور متوفرة للجميع، وكأنه لا يوجد كهرباء ولا سولر ولا أدوية، وقد اجتمعت مع رجال الصليب الأحمر ، ورجال وكالة الإغاثة ولم يكن هناك نقص في أي شيء، هذا استغلال تقوم به حماس للقضايا الإنسانية، ونحن لن نسمح بذلك ولذلك فإن المعابر، حتى خلال عمليات الجيش تظل مفتوحة وتدخل يوميا نحو 90 شاحنة محملة بما يلزم، فليس لنا شيء ضد الشعب الفلسطيني بل على العكس نريد التوصل على سلام مع الفلسطينيين.






التعليقات