ممثله جمع الأموال في الرياض وإعلان الفائز ليلة رأس السنة 2009
اليانصيب التركي يستهدف السعودية بـ 999 رقم

سعيد الجابر - إيلاف: في أعقاب العديد من المطالبات بتخصيصها، استهدف quot;هوسquot; أوراق اليانصيب التركي قبل أسابيع المجتمع السعودي بـ999 رقم تم توزيعها عبر ممثل اليانصيب التركي الرسمي المتخفي في العاصمة السعودية الرياض، لجمع الأموال وحفظها في خزينته الخاصّة، والذي يستعين بعدد كبير من معاونيه المقيمين في أنحاء البلاد، وذلك بهدف المشاركة في اليانصيب والتسويق له بين أوساط السعوديين الباحثين عن الثراء السريع بالحظ. وأشارت متابعات لليانصيب التركي خلال ديسمبر 2008 عبر عدد من الجالية التركية في السعودية أن أوراق اليانصيب المسماة بـquot;بيانجوquot; قد استهدفت 999 مشترك في السعودية، وذلك ضمن أوراق اليانصيب التركية التي يتم توزيع 23 مليون ورقة منها في ختام العام وتقدّر بـ 10 تريليونات ليرة تركية (8 ملايين دولار)، وتشير الأرقام المحدّده إلى آخر ثلاثة أرقام من اليمين يعلن عنها عبر فضائيات تركية تابعة للتلفزيون الرسمي ليلة رأس السنة من كل عام، كما أن اليانصيب التركي يعتمد في جمع الأموال داخل الأراضي السعودية عبر ممثل متخفي في حي quot;البطحاءquot; أبرز أحياء العاصمة السعودية الرياض الذي يؤوي المغتربين داخل أروقته القديمة.

وفي حديث لـquot;إيلافquot; مع أحد المقيمين التركيين في السعودية يدعى مصطفى، أشار إلى أن إدارة أوراق الحظ واليانصيب تعلن عبر وسائل الإعلام الرسمية التركية، في إشارة إلى وجود نزاهة وشفافية في حين المشاركة في سحوبات أوراق الحظ واليانصيب التركية، إلاّ أن ذلك لم يمنعه من تسويق المشاركة في اليانصيب ليعرض على مبعوث إيلاف المشاركة وخوض غمار التجربة لتظهر ملامح استهداف المجتمع السعودي عبر ممثل اليانصيب التركي ومعاونيه.

المقيم التركي مصطفى ذكر لـquot;إيلافquot; أن المبلغ الأقل الذي يحصده المشارك من السعودية في اليانصيب التركي هو 37 ألف دولار، عبر الحد الأدنى من أوراق الحظ الـ999 التي تبداء المشاركة فيه من 200 ريال سعودي (53 دولار)، وتصل إلى 500 ريال سعودي (133 دولار) كحد أقصى للمشاركة.

وفي ثنايا ذلك، التقت quot;إيلافquot; بأحد السعوديين الذين شهدوا الهوس بأوراق اليانصيب التركي والذي بدوره أشار إلى الثراء الذي أنعكس على أحد العمالة التركية الذين يعملون لديه حينما تملّك سيارة فارهه مقابل عمله ذو الدخل المحدود، وحينما تسائل عن ذلك أكتشف أن المقيم التركي كان قد شارك في اليانصيب التركي وحالفه الحظ بالفوز.

وفي محاولة quot;إيلافquot; للتواصل مع السفير التركي في الرياض ناجي كورو، لم تتمكن من الوصول إليه لإبداء رأيه فيما يتعلّق باستهداف السعودية في تخصيص 999 رقماً من إجمالي أوراق اليانصيب التركية التي أثارت استنكار الأكثرية المحافظة في البلاد.

يُذكر أن هيئة شئون الديانة التركية - الهيئة الرسمية المسئولة عن شئون الأديان في جمهورية تركيا- كانت قد أصدرت فتوى بتحريم شراء أوراق اليانصيب، المسماة بـquot;بيانجوquot; والتي يقبل عليها الأتراك إلى حد quot;الهوسquot; بها، وذلك قبل أيام قليلة من الاحتفال برأس السنة الميلادية.

وبررت اللجنة فتواها التي نشرتها صحيفة quot;ميللي غازتةquot; التركية بأن الأموال التي يتم ربحها من وراء أوراق اليانصيب والحظ quot;محرمة شرعاquot; باعتبارها نوعا من المقامرة، وأن ربح المال وكسبه في الإسلام يرتبط بالعمل أو بالتجارة، ونبه بعض المتخصصين في الطب النفسي إلى خطورة هذا الوضع على الجانب النفسي للمواطن الذي ينتظر الفوز بجائزة ويحلم بتحقيق أرباح مادية طائلة حيث يكون أشبه بمن يسعى وراء سراب الصحراء.

يشار إلى أن إدارة أوراق الحظ واليانصيب قد أنشئت عام 1923 وهي من المؤسسات الرسمية التابعة للحكومة التركية، ولها مقرّ رئيسي بالعاصمة أنقرة كمديرية عامة، وفروع بالمحافظات التركية المختلفة، وقد ورد في برنامج حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم فقرة عن تلك الإدارة تطالب بخصخصتها. كما أن السوق السعودي المستهدف الأول للمافيا المتاجرة بأوراق اليانصيب، كونه الأغنى بين دول المنطقة والذي يشهد حراكاً مالياً على صعيدٍ واسع، نتيجة الطفرة المالية التي شهدتها البلاد منذ أعوام وخلفت فقاعة ضخمة في سوق الأوراق المالية، عقبها إنهيار فبراير 2006 الشهير لسوق الأسهم السعودية.