الملك عبد الله والأسد يعقدان جلسة مباحثات ختامية تتناول لبنان وفلسطين والعراق وإيران

موسى: القمة السعودية السورية خظوة نحو إستعادة التضامن العربي

القمة السعودية السورية تدشن صفحة جديدة

حرص سعودي - سوري على دفع العلاقات الثنائية

العطية: زيارة الملك السعودي إلى سوريا ستفتح آفاقا للعمل العربي

زيارة العاهل السعودي إلى دمشق تستأثر بإهتمام كبير في الأوساط السورية

بالكاد تمكن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع من الابتسام خلال مصافحته أعضاء الوفد السعودي الرسمي المرافق للملك عبد الله بن عبد العزيز في زيارته، التي انتهت يوم الخميس، إلى دمشق. إذ كان quot;يغتصب ابتسامته كمن يلوك علكة لبان في فمهquot; بحسب وصف مصدر عربي مطلع. ومعروف أن الشرع، الذي خرج من دهاليز الخارجية السورية بعدما أمضى فيها سنوات طويلة ومرهقة، يعتبر حجر عثرة في العلاقات السعودية ndash; السورية التي شهدت انفتاحًا مؤخرًا بعد سنوات من الجفاء، بسبب نهجه الصقوري في مهاجمة المملكة وتحريض الدوائر الإعلامية المقربة منه على تبني لهجة مشددة تجاه الرياض.

الرياض: كان العاهل السعودي قد وصل إلى دمشق بعد ظهر الأربعاء حيث كان في استقباله الرئيس السوري في مطار دمشق الدولي، في أول زيارة رسمية يقوم بها لسوريا منذ توليه العرش العام 2005. وتأتي زيارة الملك عبد الله إلى سوريا بعد أشهر من إطلاقه مبادرة المصالحات العربية ndash; العربية خلال قمة الكويت الاقتصادية مطلع العام الحالي.

ويمكن القول إن هذه الزيارة التي قام بها ملك السعودية هي بمثابة دفعة فوق الحساب لنظام الأسد بغية فك العزلة العربية والدولية عنه من جهة، وإقناعه بأن التحالف مع إيران يجب ألا يكون على حساب الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ومصر من جهة أخرى.

كما أن هذه الزيارة تلغي الشكاوى القديمة التي كان الأسد يرددها من فترة لأخرى همسًا وعلى جنبات الموائد الرسمية للزعماء العرب بأن علاقته لا تمر إلى الملك مباشرة إلا من خلال قناتي الأميرين سعود الفيصل وبندر بن سلطان اللذين لم يحضرا هذه القمة بسبب الظروف الصحية للأول والعملية للثاني.

وإن كانت العلاقات بين الرياض ودمشق قد دخلت بالفعل إلى مرحلة هدوء نسبي منذ عدة أشهر، فإن الجرح لم يبرد بعد مع مصر التي تتهم دمشق بعرقلة خططها الرامية إلى إصلاح العلاقات بين الفصيلين الفلسطينيين المتناحرين فتح وحماس.

وشكلت زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى دمشق منعطفًا مهمًا في تاريخ العلاقات بين البلدين عقب جفاء استمر أربع سنوات وتحديدًا منذ فبراير 2005 الذي شهد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

إلا أن الأصعب بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين هو الأسابيع المقبلة، إذ ينتظر السعوديون من نظرائهم السوريين القيام بتحركات إيجابية في ما يتعلق بالملف اللبناني، الأمر الذي يجعل دمشق مجبرة على الضغط على حلفائها بعدم تصعيب مهمة الرجل الذي سيتولى رئاسة الحكومة اللبنانية.

أما في حال قررت المضي في طريقها كما اختارته من خلال تحالفها مع إيران وجعل حزب الله رأس حربتها المواجه لتحالف 14 آذار فإنها سوف quot;تخسر السعودية إلى الأبدquot; حسب مصادر دبلوماسية مطلعة في الرياض أشارت إلى أن الأخيرة لا يمكن أن تقبل بأي حال من الأحوال أن quot;تلدغ مرتين من دمشقquot;.

ويقول مراقبون إن على سوريا أن تتفهم الآن أنها الطرف الخاسر في لبنان وعليها مجاراة الموقف السعودي لا مناكفته وذلك بعد أن قلبت الرياض الموازين الانتخابية في اللحظات الأخيرة في وجه حلفاء سوريا وعلى رأسهم حزب الله المدعوم أيضًا من قبل إيران.

وكانت الفكرة التي قلبت بها السعودية الانتخابات تتلخص في التالي: إحضار المغتربين من خارج لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية حيث صدر قرار سعودي إلى إدارة الجوازات بإصدار تأشيرات خروج وعودة خلال ساعات لعشرات الآلاف من اللبنانيين المقيمين على أراضيها وعلى رأسهم موظفو quot;سعودي أوجيهquot;، بحسب مصدر مطلع تحدث مع quot;إيلافquot;.

وبعد الرياض انتقلت الفكرة إلى التطبيق في سائر أنحاء الكرة الأرضية وحيث تقيم الجاليات اللبنانية تحديدًا في أميركا واستراليا وأوروبا. وصرفت السعودية على الانتخابات اللبنانية أكثر مما صرف أوباما على حملته الانتخابية كما قال مسؤول سعودي رفض ذكر اسمه في حديث مع محرر نيوزويك كريستوفر ديكي، أي أنه بالتأكيد مبلغ مكون من رقم تجاوره تسعة أصفار.

وتدعم السعودية والغرب قوى 14 آذار ممثلة بالأكثرية النيابية التي فازت بـ71 مقعدًا من أصل 128 في الانتخابات، فيما تدعم دمشق وطهران الأقلية وابرز أطرافها حزب الله. ومنذ تكليفه في 27 حزيران (يونيو) بتشكيل الحكومة، ما زال الحريري يجري مشاورات لتشكيل الحكومة نتيجة عمق الخلافات بين الأكثرية والأقلية خصوصًا بشأن الحقائب والأسماء.