تشهد صفوف الأخوان المسلمين هذه الأيام حالة من الفوضى والانقسام، خاصة بعد ان اطلق الشرارة الأولى مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف عبر دعوته: quot;إلى وقف القتال فورًا في ساحة المعركة اليمنية؛ لمنع إراقة دماء المسلمين، وقتل المدنيين الأبرياءquot;، وهي دعوة إلى الحكومة السعودية، متمثلة بالعاهل السعودي الملك عبدالله، فيما أغفل عاكف في الوقت ذاته إدانة أو استنكار تجاوزات الحوثيين وإراقة دم 3 جنود سعوديين.

quot;إيلاف

إيلاف على الحدود السعودية اليمنية يوما بيوم

الرياض: كما يبدو فإن الإخوان لم يعودوا إخوة في ما بينهم، مع تداعيات الأحداث الأخيرة على الشريط الحدود السعودي/اليمني، ولأن لا لغة هذه الأيام إلا لغة السلاح، فإن تصريحات مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف الاخيرة كانت بمثابة نيران صديقة، وهو مصطلح يستخدمه العسكريون حين تأتي النيران من مناطق متحالفة، ولم يكن أكثر المتشائمين ليتنبأ بردة فعل أخوان مصر تجاه ما يحدث على الحدود، وبحسب مراقبين تحدثوا لإيلاف فإنه بات الآن واضحاً وجلياً العلاقة مابين الجماعة وإيران، وهو ما كرسه التصريح الشهير الاخير لوزير الخارجية الإيراني مونشهر متكي، التصريح الذي خطا فوق أثار أقدام الإخوان المسلمين في دعوتهم الأخيرة.

أخوان سوريا والبحرين يحرجون قيادات الأخوان في مصر

الإدانة السورية زادت من تعقيد فهم الموقف الحالي للجماعة المصرية، وباتت تحركات الجماعة مريبة تؤججها هواجس الإخوان في مصر بتسلق الهرم الحكومي. كما أن بيان أخوان سوريا كان بمثابة ضربة موجعة لمحمد عاكف. لتأتي بعد ذلك الضربة الثانية عقب الإستنكار السوري، حيث أدان أخوان البحرين على لسان نائب كتلة الاخوان محمد خالد الذي رد على انحياز كتلة الوفاق الشيعية البرلمانية ووقوفهم خارج طابور التضامن مع السعودية، وسط إتهامات وجهها أعضاء آخرون في البرلمان البحريني للمنتمين إلى كتلة الوفاق بأنهم على علاقة مباشرة ووثيقة بالحوثيين، وكان النائب محمد خالد قد وصف مطالبات الوفاق بالتريث في إصدار بيان يدين التعديات الحوثية على السعودية بأنه quot;عذر اقبح من الذنبquot; وإعتبر ذلك سابقة خطرة.

الذرائع والشبهات كلها تحوم حول تحالفات جديدة تقودها الجماعة مع الجارة على ضفاف الخليج، وهو ما يزعج الحكومات والشعوب العربية في المنطقة القريبة، ما انعكس على حركة إعلامية تلت هذه التصريحات، عبر وسائل الإعلام وعلى جميع المستويات من هنا والهناك البعيد في بلاد النيل.

وإذا ما كانت ردود الفعل على هذه التصريحات في السعودية أخذت بعداً شعبياً، أثرفي جماهيرية الإخوان التي تحظى بالقبول داخل غالبية أطياف المجتمع السعودي، فإن هناك أحاديث أخرى صحافية وإعلامية عن أجندات مشتركة يعمل الإخوان المسلمون والإيرانيون على ترسيخها، وسط استغراب الشارع السعودي من هذا الظهور الباهت للجماعة عبر دس أنفها في الشأن السعودي.

ملامح مؤامرة والإعلام العربي يواصل الهجوم

وفي تصريح أدلى به لإيلاف المحلل السياسي الأستاذ محمد العلي ذكر فيه بأن أفعال أخوان مصر تثير العديد من التساؤلات حول حقيقة إستراتيجية الجماعة، على الرغم من محاولة تخفيف حدة رأيهم الصادمة بتوجيه الخطاب للملك عبدالله بن عبدالعزيز والتذكير بجهوده في الإصلاح بين المتخاصمين، ورأب الصدع بين المتقاتلين. دون أدنى إشارة إلى تجاوزات الحوثيين ومن خلفهم الحليف الأكبر إيران. وذكر العلي بأن الإخوان بهذه التوجهات يؤمنون على المخطط الحوثي الإنفصالي داخل اليمن، وعلى المشروع الإيراني في المنطقة، خصوصاً بأن البيان خلى من إي إشارة من بعيد أو من قريب لإيران الطرف الحاضر الغائب في ما يحدث مؤخراً.

الصحافة السعودية حتى اليوم وهو اليوم الرابع على دعوة الأخوان، تحاول فهم وجهة النظر الإخوانية، كما هو الحال في الإعلام المصري، خصوصاً بعد موقف الأخوان المسلمين في سوريا، والذي جاء مغايراً للفرع المصري، وكانت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا قد نددت بالمخطط الحوثي quot;الاثيمquot; في اليمن والسعودية، معتبرة انه يندرج ضمن quot;مخطط مرسومquot; بهدف المزيد من تقسيم بلاد العرب والمسلمين. وخصص الكتاب السعوديون الأعمدة والمساحات الصحافية لتناول هذه القضية، ما أنتج جبهة أخرى على صفحات الجرائد السعودية، إنتقلت بعدها إلى الصحف الخليجية المجاورة والصحف المصرية، وسط إدانات متواصلة للنهج الإخواني الجديد.

وكان كتاب السعودية قد وجهوا نقداً حاداً لتصريحات الجماعة، وتحدثوا عن مؤامرات قد تحاك في الخفاء ما بين الأخوان في مصر والقيادات الإيرانية، وحذر غير كاتب من الإستهانة بهذه المؤشرات ووجوب الضرب بيد من حديد، واتخاذ الإجراءات والتدابير للحد من أي تطورات قد تحدث بين الجانبين.

يذكر أن القوات اليمنية تخوض منذ اغسطس الماضي حربها السادسة ضد المتمردين الحوثيين منذ العام 2004 وتتهم صنعاء الحوثيين بتلقي دعم من جهات في ايران. وكانت السعودية اطلقت الاسبوع الماضي حملة على المتمردين الحوثيين على حدودها مع اليمن بعد إعلان مقتل جنود سعوديين على يد متمردين حوثيين تسللوا إلى الأراضي السعودية.