أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول في حديث لـquot;إيلافquot; أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها من خلال حرب غزة، والموقف الدولي كان ضعيفا خصوصا في ظل الإنقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس اللتان أضاعتا فرصة تحقيق الوحدة بسبب موقفهما المتعنت إزاء القضايا السياسية، وطالبهما بإنهاء الإنقسام وإيجاد وحدة الصف لمواجهة إسرائيل.
غزة: أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها بشنها حربا على غزة في العام الماضي، مرجعا ذلك إلى إرادة الصمود لأهالي غزة التي تغلبت على الهجوم. وقال الغول في حديث لإيلاف quot; انه كان على الفلسطينيين أن يجنوا مكاسب أكثر، وتأييدا دوليا أكبر، لولا الانقسام الذي ترك أثارا مدمرة على مجمل حياتهم، مشيرا انه كان عامل إضعاف لعوامل الإسناد المطلوبة لتعزيز صمود الفلسطينيين في القطاع، وأضاف: quot;فضلا عن انه اضعف من حالة الإسناد السياسي الذي كان من المفترض أن تتوفر في إطار المجابهة التي خاضها أهل القطاع، وأعطى ذريعة لأطراف عربية ودولية في تبرير العدوان أحيانا، وتبرير ضعف موقفها أحيانا أخرى.
وعن الدرس الذي استفادت منه الفصائل الفلسطينية للحرب قال الغول: quot;اعتقد انه من المفترض على القوى السياسية الفلسطينية خاصة فتح وحماس استخراج الدروس والعبر من هذه الحرب، وأهمها أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الضمان وصمام الأمان لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، موضحا أن الفصائل لم تجر مراجعة موحدة للعدوان الإسرائيلي لوضع خطة موحدة لبرنامج مجابهة موحدة، مشيرا أن قراءتهم للحرب كانت منفردة، فكل فصيل حاول أن يقرأ الحرب بشكل منفرد.
وحول رأيه بالموقف الدولي الذي تشكل جراء الحرب على غزة ذكر الغول أن بعض الدول كانت متواطئة مع إسرائيل وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية، إذ أن تلك الدول تحمّل الفلسطينيين سبب العدوان، وتتغاضى عن الوسائل المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل في حربها للتهرب من المسائلة الدولية، مشيرا الى أن انقسام الفلسطينيين كان سببا مباشرا في ضعف الموقف الدولي والتضامن العربي.
واعتبر الغول تقرير غولدستون محاولة لتشخيص ما جرى في الحرب، مشيرا الى انه وصف ممارسات إسرائيل باعتبارها جرائم حرب، وعكس التقرير موقفا قانونيا يدين سلوك الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.
ولفت الغول إلى أن تقرير غولدستون لاقى ردود فعل دولية كبيرة، وشكل أداة لجم للحكومة الإسرائيلية من الإقدام على حرب قادمة مماثلة، واستخدام ذات الأسلحة المحرمة دوليا، إلا أنه في ذات الوقت لم يعني بالضرورة أن الحكومة الإسرائيلية لا تفكر مستقبلا في عدوان جديد على غزة بالمطلق وقال: quot; التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بالعدوان على غزة في حال نفذت، لن تكون على شاكلة الحرب الماضية quot;.
وردا على سؤال حول مصير الحوار الفلسطيني، أشار الغول الى انه مجمد حاليا ولا يوجد حراك فيه، مؤكدا أهمية إنهاء هذا الملف، وقال:quot; كانت هناك فرصة في شهر آذار/مارس من العام الماضي، عندما عقدت جلسات الحوار الشامل في القاهرة لتوحيد الساحة الفلسطينية خصوصا وان أثار العدوان الإسرائيلي وقتها كانت حيةquot;، وأضاف:quot; إلا أن الفلسطينيون فوتوا هذه الفرصة بسبب تمسكهم بمواقفهم الخاصة، وتراجعهم عن ما تم الاتفاق عليه، خاصة ما يتعلق بحكومة التوافق وقضية الانتخابات والأجهزة الأمنية، رغم وصولهم وقتها إلى انجاز حلول لغالبية القضايا الخلافيةquot;، مؤكدا انه بات من الصعب بالمرحلة الحالية العودة للحوار في ضوء تمترس الطرفين خلف مواقفهم المتباينة، وان عليهم النزول من على شجرتها.
وقال الغول :quot; انه ما يعقّد وضع الفلسطينيين، انه لا يوجد برنامج سياسي موحد يجمعهم، بل أنهم يطرحون برنامجين متباينين،احدهما تقوده السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وهو يطالب بخيار التفاوض كخيار استراتيجي، وفي غزة يؤكد على أن خيار المقاومة خيار استراتيجي آخر تقوده حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ حزيران 2007.
وأضاف :quot; لا نجد أنفسنا أمام برنامج موحد تتحدد فيه الأهداف وهو ما يعقد من إمكانية توحيد الموقف الفلسطيني، بل وتحديد القيادة الفلسطينية لأولوياتها بالمرحلة المقبلةquot;، مؤكدا على ضرورة العودة لوثيقة التوافق الوطني التي أجمعت عليها كافة الفصائل الفلسطينية للخروج من المأزق الداخلي.
ودعا الغول إلى إجراء مراجعة سياسية جادة تقود لصياغة إستراتيجية جديدة تعكس توافقاً، وتكون أداة توحد في خوض النضال الفلسطيني. مشددا على انه بدون المصالحة لن ينجح برنامج المقاومة ولا حتى برنامج التفاوض، مطالباً بالشروع بإنهاء الانقسام فوراً، وصياغة برنامج مشترك لجمع عوامل القوة لدى الشعب الفلسطيني وقواه السياسية لمواجهة الاحتلال وسياساته.
التعليقات