جال في الصحافة والسياسة والأدب وأحوال العرب والخليج
سمير عطالله لـquot;إيلافquot;: انتخابات لبنان قد تغيّر النظام
فهد سعود وسعيد الجابر من الرياض: استبعد الكاتب اللبناني سمير عطالله أن تؤثر الأحداث السياسية العربية المحيطة بلبنانفي الانتخابات المقبلة المقررة في 7 حزيران ( يونيو) المقبل، وقال إن كل واحد في لبنان يمشي وراء قطيعه وquot;الناس معبأون في لبنان، والسؤال المطروح هل هذه الانتخابات مصيرية أم غير مصيرية. 14 آذار يرونها مصيرية، و8 آذار يعتبرونها عادية، وأنا أقول إنها مصيرية،لأنها قد تؤدي إلى تغير النظامquot;.
واستغرب تبرير الحروب بأسباب وطنية، واصفا في حديثه مع إيلاف الفرق بين ما قامت به quot;حماسquot; وبعض اللبنانيين بأنه كالفرق بين مجرم كبير ومجرم صغير قائلا: أنا أفهم أن الحرب مع إسرائيل تنتج قتلى هنا وقتلى هناك، ولكنني لم أفهم أن تكب ( ترمي)quot;حماسquot;أحد أعضاء quot;فتحquot; من الدور العاشر، أو أن يذبح لبناني في الأشرفية لبنانياً من البسطة أو العكس، فهذا قعر الجريمة.

وتحدث سمير عطالله عن العلاقة الروحانية التي نشأت بينه وبين الإعلام، وعن علاقته بأبيه وبأبنائه، وعن نيته التوقف عن الكتابة بعد عامين، وعن الفرق بين صحافة الأمس وصحافة اليوم وعن رأيه في تحويل مجلة المجلة ألكترونية، ومستقبل الصحافة الورقية في ظل طغيان صحافة الإنترنت، وغيرها من الأمور التي توثق مرحلة مهمة من مراحل الإعلام العربي.

وإلى نص الحوار الذي جرى في العاصمة الرياض:

* حدثنا عن تجربتك الإعلامية الطويلة، وهل تعتبر أنها كانت ناجحة؟

ناجحة ؟ هذه مسألة نسبية، لا أعرف إلى أي مدى كانت ناجحة، فهي مثل كل التجارب خصوصا حينما تكون التجربة طويلة، يكون فيها هبوط ونجاحات. كنت رئيس القسم الخارجي في جريدة quot;النهارquot; سنوات طويلة، وعملت رئيس تحرير مطبوعات مهمة سنوات عدة ، وكنت أحرص على الإبتعاد عن المسؤوليات لأنصرف الى الكتابة ، ما كنت أفكر بالكتابة اليومية، ولكن بالرواية ، والحمدلله نجحت أني اكون كاتبا على حد معين من القبول ، وكان للجريدة التي أكتب فيها جمهور واسع وكبير في العالم العربي .

هذا هو الأمر الوحيد الذي يمكن عملته بدون أي تخطيط ، فكل شيء في حياتي كان عفويا، حتى الزواج، إلا مسألة الابتعاد عن المسؤوليات والانصراف للكتابة. كل الناس تسمي مهنة الصحافة بأنها مهنة المتاعب ، وأنا أسميها مهنة المتعة، وهي من أجمل المهن لم أحاول تغييرها ولا حلمت بأن أكون أي شيء أخر ، ولا أستطيع تخيل نفسي أي شيء آخر كمحام أو مهندس او طبيب ، أو أي مهنة أخرى سواء كانت مهنة أعلى من الصحافة أو أقل. وأنا أخطط حاليا لترك الكتابة اليومية بعد عامين، حين أصل إلى سن السبعين.
هل تتعبك الكتابة اليومية؟

لا تتعبني الكتابة اليومية، ومشروع توقفي عن الكتابة اليومية لا يعود إلى أنني تعبت، بل بسبب مشاريع رواية أخطط لها، ولا تعطيني الكتابة اليومية فرصة لإتمامها، وأكثرها مشاريع شبه سيرة ذاتية وروائية، عندي حاليا من ثلاث الى اربع روايات خصوصا في ما يتعلق بأمي التي كانت الأهم في حياتي ، وأشعر بالتقصير تجاهها .

بما انك عاصرت جيل الصحافة من ستينات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا، ما هي الفروقات التي طرأت على الصحافة خلال هذه السنوات؟

الفرق في الجهد . الجيل الحالي جيل الإنترنت بطبيعته لا يبذل جهدا، ولا يحتاج إلى ذلك. كنا إذا أردنا البحث عن موضوع نذهب الى المكتبة أو الجامعة ، ولكن الآن عن طريق البحث في الانترنت تجد كل شيء ، نحن جيل الورق والحبر، وانتم الآن جيل الأثير، وquot;إذا بدك تخيرني أنا خليني بجيلي ، ما عندي مانع ضل بجيليquot;. وكانت فيه متعة اكثر وكانت المهنة اهم بكثير وكانت صعبة وليس أي واحد يقرر أن يعمل صحافيا، أو بالأحرى يقدر ولكن لا ينجح لأن المهنة كانت جداً صعبة ، والصحافة كانت تشترط أشياء كثيرة وكان فيها معلمون وكانت فيها شخصية مدير التحرير، وهي أهم شيء في الصحافة، لأنه أستاذك وسيعلمك . مهما تعملت في المدرسة أو الجامعة، حين تصل إلى الصحافة ترى أن الأمر يختلف، والجملة التي تكتبها في الجامعة ليس لها معنى ، لأنها تظهرك كأنك الجاحظ،ولذلكتحتاج إلى مدير تحرير، ليعلمك القاعدة الأساسية وهي الاقتضاب ومعناها الاختصار، وليس المعنى أن القطعة القصيرة هي أهم. لا طبعاً. تشرشل قال يوما لصديق له: اعتذر منك أنا مضطر إلى الإطالة، لأن لا وقت لدي للاختصارquot; . الاختصار عملية مضنية.

quot;وأنصح القارئ بالقراءة ، وأنا دائما في كل فصل شتاء أقوم بقراءة كل الكتب القديمة التي قرأتها على مدار السنوات ، لكي أرى أين وصلت بالتفكير العقلية، وثانياً لكي أنظر الى الأشياء التي كانت تبهرني وهل لازالت تبهرني وشو بعد معجب فيه وشو الي بعدني الاقيه جديدquot; .

خلال العقود الخمسة الماضية، والمتغيرات التي حصلت في العالم العربي، أين يقف كاتب الرأي من هذه المتغيرات، وهل كانت مساهماته الإيجابية أكثر ام السلبية؟

هناك فريقان، فريق يقوم على تأجيج الخلافات، وفريق آخر عاقل، والكتاب العرب بأغلبيتهم كانوا يمثلون مواقف، ولا يمثلون خلاصة دراسات،بل كانوا في ذلك الوقت يمثلون مواقف حزبية ، وللأسف غالبيتهم حتى الكبار منهم دخلوا في حفلات الشتم والبذاءات وتلفظوا وكتبوا كلمات لا تجوز، ولا أحب أن يسمعها ابني أو يقرأها.

الصحافي ليست مهنته أن يفتعل أزمة أو يحلها . الصحافي مهنته التحليل والقراءة، والسياسي أحياناً لا وقت عنده أو قدرة على أن يتابعها. الصحافي مهنته أن يقدمها له، والصحافي ليس حزبا، والحزب الوحيد الذي يسمح له بالدخول فيه هو حزب ضميره ، إذا كان ضميره حيا أو شبه حي أو على الأقل بقايا من ضمير ، لا يكتب ما يسيء إليه وإلى الناس وأمته وشعبه . زوجتي كانت تقول حين كنا صغاراً قبل 40 سنة quot; أنتم لا تعرفون وقع الكتابة عند الناس، فالناس تصدقكم وتأخذ رأيكم لذلك لا تكتب ما لا يليقquot;. فإذا خرج الكاتب أو الصحافي عن قواعد الصحافة، أصبح معرضا للسقوط . أعرف كثراً من الناس سقطوا لأنهم ابتعدوا عن قوانين الصحافة.

أول قمة عربية حضرتها كانت في مصر عام 1964، وقرأت لك أخيرامقالا عن قمة الدوحة والخلافات التي حصلت فيها، ما رأيك في هذه الخلافات المستمرة، وإلى أين يصل العرب؟

أخشى أن يبدو في الكلام الكثير من التملق، لأنه يقال في السعودية، وفي وسيلة إعلام سعودية، وأنا شخص أضع الأخلاق قبل أي شي، قبل النجاح، لكن في القمم الأخيرة خصوصاً قمة الدوحة، زادت الأمور عن الحد. من المؤسف أن بعضهم أسقط الحدود، وأسقط شعوبهم، لذلك حري بنا أن نتمسك برجال مثل الملك عبدالله بن عبد العزيز، لأنه أبقى ما بقي من أخلاقيات القمة وخلافات العرب.

بعد غياب طويل عن لبنان، كيف وجدت الوضع فيه بعد عودتك؟

أرجع إلى مسألة الأخلاق. ما حصل في لبنان أن كثيرين أساءوا استخدام الحرب ليبرروا الهبوط الأخلاقي، أصبح هناك هبوط أخلاقي اجتماعيا، واقتصادياً، وسياسياً لا تسأل لأن أخلاق السياسة انتهت تماما، وكل هذا بحجة الحرب، رغم أن الحرب مرت بألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان فازدادت خلقاً ، والحرب نفسها لم تبرر، فما هو التبرير لــ 200 الف قتيل، وكل هذا الدمار؟ أبو العلا المعري يقول (إن أديم الأرض من هذه الأجساد)، وإذا فرشت الجثث على أرض لبنان فإنها تغطي كل لبنان. هذا مع الأسف اسوأ ما حصل في الحرب.

لم نتعلم من الحرب عبثية القتال، وعبثية المذابح،وعبثية الخسائر، لم تعلمنا أن نرمي quot; قتالين القتلىquot;، وراء ظهورنا، ومن يبرر القتل بأسباب وطنية. هذا هو الفرق بين مجرم كبير ومجرم صغير، خصوصا لمن يقتلون شعبهم. أنا أفهم أن الحرب مع إسرائيل تنتج قتلى هنا وقتلى هناك، ولكنني لم أفهم أن ترميquot;حماسquot;أحد أعضاء quot;فتحquot; من الدور العاشر، أو أن quot;يذبحquot; لبناني في الأشرفية لبنانيا آخر من البسطة أو العكس، فهذا قعر الجريمة.

هل تعتقد أن كل هذه الأمور تؤدي دورا في الانتخابات اللبنانية الأخيرة؟

لا، كل واحد في لبنان يمشي في قطيعه، والناس معبأون ، والسؤال المطروح هل هذه الانتخابات مصيرية في لبنان أم غير مصيرية؟ 14 آذار يقولون مصيرية، و8 آذار يقولون انتخابات عادية، وأنا أقول إنها مصيرية،لأنها قد تؤدي إلى تغير نظام، وليس تغيرا للتاريخ، لأن إذا ربحت المعارضة الانتخابات فالنظام لن يبقى. quot;رح نشوف عسكر على المدنيين ونشوف قضاة يحكمون لحزبهم مش للعدالة، ورح نشوف أشياء كثيرةquot;. وإذا لم تربح المعارضة فستكون المعركة شبه متعادلة. وأتمنى على اللبنانيين في الخليج لان أكثرهم عندهم قدرة على السفر، أن يسافروا إلى لبنان وينتخبوا بضمائرهم ويقدموا شيئاً للبنان.

هل تتوقع أن يكون لدول عربية يد في الانتخابات اللبنانية؟

لبنان ساحة صراع عربي- عربي وساحة صراع اقليمي ودولي، ونحن وصلت إلينا الكوريتان . كلهم يتنافسون في لبنان، فهو مجتمع مفتوح، وحتى النمسا صار لها دور في لبنان، فلبنان بلد مفتوح ولا يمكنك أن تحميه أو تقفله بكل هذه العوائل المختلفة. والشعب اللبناني مجموعة شعوب، ولكن لم يتعارفوا.

من خلال واقع عملك مدة، مديراً لتحرير جريدة quot;الأنباءquot; في الكويت، كيف ترى واقع الصحافة الخليجية؟

الصحافة السعودية اختلفت عن غيرها، بأنها لم تستعن بخبرات عربية، مرت بمراحل حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. وكل الصحف الأخرى قامت على أكتاف المهاجرين أو من يسمونهم بوافدين.الصحافة الكويتية كان في ظنها خلال حرب لبنان أن في إمكانها أن تحل محل الصحافة اللبنانية. ولكن إذا لم يكن عندك جسم وطني للصحافة فلن تستطيع أن تعمل، لأن هذه quot;شغلة من قلب البلدquot;،ما حصل في الخليج أنه أصبح هناك فائض كبير جدا من الكتاب، ولكن لا صحافيين، ولا من يشتغل صحافة، فيجلس وراء المكتب ويضع أفضل عنوان، أو يدرس الخبر.

الصحافة الكويتية يديرها اليوم مديرو تحرير أيانب ( أجانب)، وأنا معجب كثير بجريدة (الجريدة)الكويتية وصاحبها، شكلاً وتغطية وموضوعا. فيها مساحة من الحرية بفضل صاحبها محمد جاسم الصقر الأمين العام للبرلمان العربي ، وجريدة (الرأي) مليئة بالصحافيين والمؤسف أن هاتين الجريدتين يشرف عليهما لبنانيون.

رأيك في الصحافة السعودية تحديدا؟

حقيقة أنا لست مطلعا عن كثب للصحافة السعودية، رغم أن لي صداقات كثيرة فيها وأخشى حين أتحدث أن أنسى البعض، مثلا أنا معجب بافتتاحية الرياض منذ ما قبل أن يوقع يوسف الكويليت اسمه عليها، وكذلك تركي السديري ككاتب وكصحافي وكسياسي وكحضور، أيضا خالد الملكالذي خسرته quot;الجزيرةquot; خسارة كبيرة حينما غادرها، وكسبته مجدداً عندما رجع ، وكل هؤلاء معرفتي بهم عادية.

وهناك من اعرفهم معرفة شخصية بسبب عملنا معاً في الخارج ، مثل عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد، إذ صودف أن كنا معا في لندن في المرحلة نفسها ، وكل شخص عمل في صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; أعطاها من نفسه، ودائما الصحيفة تشبه القائم عليها. عثمان العمير كان أول تجربة لرئيس تحرير سعودي، وكان رؤساء التحرير السابقون يهابون ويخشون كتابة بعض الأخبار، ويعتقدون أن هذا لا يجوز، وقد يتسبب بمشاكل، لكن عثمان العمير كان لا يهاب ولذلك ازدهرت quot;الشرق الأوسطquot; في عهده، وكانت النقلة الحقيقية التي حققتها فيشكلها وجوهرها وطريقتها التي كانت تشبهه. وعثمان كاتب عظيم ولكنه كسول لا يكتب.

ثم جاء عبد الرحمن الراشد وأعطى الجريدة من نفسه أيضا. وكان لي طلب واحد منه هو: إياك أن تتخلى عن كتابة العمود، لأن رئاسة التحرير غير باقية quot; بكرا هون وبعد بكرا ما بتعرف وينquot;. والعمود هذا عمودك وشخصيتك. وهذا ما حدث. لم أكن أعرفه ولكن كان يهمني أن اقرأ فكر عبدالرحمن الراشد. وquot;الشرق الأوسطquot; تطبعت بطابع طارق الحميد حاليا، ربما لأن له اهتمامات سعودية وخليجية، وأقول إن كل عمل يشي بصاحبه، وهو من هذه الناحية وجه الجريدة بشكل صحيح.

من هم الكتاب العرب الذين تحرص على قراءة مقالاتهم؟

أنا حريص جداً على قراءة غسان الإمام لأنني أعتبره أستاذاً في الصحافة. أحيانا أختلف معه في بعض الأمور، وكُنّا نختلف على مثلاً محمود درويش، أنا أعشق محمود وكان صديقاً لي وأعتبر شعره مهما ، فيما هو كان يعتبره سخيفا. هذا لا يمنع اطلاقاً أني اقرأ غسان كل ثلاثاء. واقرأ مأمون فندي فله نكهة، واقرأ هدى الحسيني ، عندها اجتهاد فهي لا تكتب مقالاتها قبل أن تجري اتصالات عدة ، واقرأ بغالب الأحيان صافيناز كاظم .

كيف ترى طغيان صحافة الانترنت على الصحافة الورقية، وهل ترى أن عصر صحافة الورق شارف على الانتهاء؟

ما جعل الصحافة الأميركية تغيب في أميركا هو كلفتها الكبيرة، وبالتالي كان اللجوء الى صحافة الأنترنت الخيار الأمثل. فمسألة التوزيع والحبر والورق كلها ذهبت، وبقي التحرير الذي لا يشكل أكثر من 35% من كلفة الجرائد، فوفرت 70% تقريباً.

الصحافة العربية لا ينطبق عليها ذلك لأن كلفتها قليلة، فأنا أرى بعض المجلات وأتصفحها، ولا أعلم هل يتم تحريرها في الأوتيل أم يحررونها بينما يطبخون، فتجدها زاهية الألوان وفيها موضوعان فقط ، موضوع عن هيفاء وهبي وموضوع عن صباح. هذه مجلة تطبعها وتحط فلوس شو كلفتها ؟ الصحافة الرصينة أيضا كلفتها ليست كبيرة . وهي لا تخسر ومن أجل ذلك ستعيش ، فالإعلان المحلي ظاهرة في البلاد العربية. عندما ترى الجزيرة أو عكاظ أوالرياض أو حتى المدينة ونسبة الاعلانات الهائلة فيها quot;فلا ( تفولوا) علينا أنتو أهل الأنترنتquot;.

ما رأيك في تحول مجلة المجلة إلى الإلكترون؟؟

أولاً سيفقدون وجود مجلة سعودية كانت أول مجلة عربية دولية تصدر من الخليج ومن السعودية تحديدا. ظهرت quot;المجلةquot; إلى جانب المجلات التي كانت مسيطرة آنذاك، كالحوادث والصياد وروز اليوسف من مصر. جاءت ووجدت لنفسها مكانا مرموقا وبلغ توزيعها مع اول رئيس لها عبدالكريم أبو النصر المؤسس 1006 أعداد، وكان العدد قياسياً، وللأسف المجلة خسرت عبدالكريم بوشاية من واحد سخيف . كذلك جاء إليها رئيس تحرير ممتاز هو عماد الدين أديب وquot;بعدين تسعودت وجاء عثمان وما كانت اقل نجاحا معه، وبعده عبدالرحمن الراشد ومثلما أعطى عثمان الجريدة أعطى المجلة، وبرضو مثل ما أعطى عبدالرحمن الجريدة أعطى المجلة وكانت ناجحة جداًquot;.

بمن تأثر سمير عطالله في بداياته؟

لم أتأثر بالسياسيين ، بل تأثرت صغيراً بالشعر، بالدراما وبالأدب وبالرواية، ولم يكن هناك سياسي معين يترك إنطباعا في ذهني الا طبعا بعد ما كبرت وأصبحت في العشرينات. بدأت العمل الصحافي بعد كتابة قصائد في quot;النهارquot; في الصفحة الأدبيةعندما ما كان أنسي الحاج رئيس تحريرها، وما زال قلمي وشغفي الأعمال الأدبية ، وربما لا أقول هذا الكلام لقرائي، أنا أقرأ لكاتب سياسي واحد في مقابل قراءتي ل20 كاتباً أدبياً . السياسة أقرأها كواجب، وأنا كسول في الكتابة والقراءة السياسيتين.ولم أدون مذكراتي، ولي رأيي الحقيقي بقيمتي الشخصية ، وفي هذا الرأي أن من يكتب مذكراته هو الشخص الذي له دور وله مكانة، وأنا لا أعتقد ان دوري كبير. وثمة مشروع- ان شاء الله- مختارات من كتاباتي الأدبية.

كيف هي علاقتك مع عائلتك، زوجتك، اولادك؟

بقدر ما كانت علاقتي سيئة مع أبي رحمه الله، هي ممتازة مع أولادي . تعلمت من سوء علاقتي بوالدي ndash; ولكل منا أنف كبير- كيف أتعامل مع أطفالي وهم صغار، والحمد لله العلاقة معهم ممتازة جدا وقريبة من العبادة. ومتعتي في المشي كبيرة جداً وكذلك في نصف الجري، وهذه رياضة جسدية وثلاثة ارباعها رياضة ذهنية .

سمير عطالله في سطور:

بدأ حياته كاتبا في quot;النهارquot; اللبنانية، ويكتب مقالا يوميا في quot;الشرق الأوسطquot; منذ عام 1997 م وله 15 مؤلفاً في الرواية والتاريخ والأدب .

عمل مراسلاً لـquot;النهارquot; في أوروبا والأمم المتحدة، وفي الكويت مديرا للتحرير في جريدة quot;الأنباءquot; الكويتية، وترأس تحرير مجلة quot;الصيادquot; في لندن وquot;الأسبوع العربيquot; في بريطانيا، ويحاضر متى تسنى له الوقت .

حرص على الرياضة والمشي اليومي وأيضاً قراءة الكتب وبعض الروايات، وهو متزوج ولديه ولدان. وقد عاد سمير عطالله إلى المنطقة العربية بعد جولة امتدت ربع قرن، أمضاها بين كندا وباريس ولندن، ليستقر في بيروت أخيراً.