إيلاف من دبي: لا تريد الإمارات أن تعتلي عناوين الصحف والمواقع العالمية، ولا أن تصبح ترنداً يتصدر منصات السوشيال ميديا في "القضايا الأمنية"، بل تسعى لتكرس صورتها الذهنية المعتادة في كل ما يتعلق بالتسامح والتعايش.
كما أن طبيعة اقتصادها يعتمد في المقام الأول على استقرارها الأمني، سواء من الناحية السياحية، أو جذب المستثمرين الأجانب، ويمكن القول إن دبي تعد نموذجاً لهذا المفهوم، وعلى الرغم من تصدر الإمارات لعناوين الصحافة العالمية في قضايا أمنية محدودة أشهرها اغتيال المبحوح في عام 2010، ومقتل الحاخام زفي كوغان في 2024، إلا أن سرعة ضبط الجناة، والتعامل مع هذه القضايا بحسم وفقاً للقانون الإماراتي، بعيداً عن الظل السياسي لهذه القضايا، كان سبباً في عدم ترك أي آثار سلبية لها، بل على العكس من ذلك عزز ثقة العالم في أمن الإمارات واستقرارها.
قضية المبحوح.. ضاحي خلفان والموساد
في عام 2010 أغتيل محمود المبحوح في فندق البستان في دبي، والمبحوح كان أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام، وحدثت العملية تحديداً في 19 كانون الثاني (يناير) 2010، وقد تم اغتياله بعد صعقه كهربائيا داخل غرفته ومن ثم خنقه بالوسادة، حتى لفظ آخر أنفاسه دون أن تظهر أي اصابات على جسده.
لكن تشريح الجثة كشف عن آثار للسم في جسده، وتمكنت شرطة دبي من كشف ملابسات الجريمة، وتورط الموساد الإسرائيلي فيها، باستخدام جوازات سفر أوروبية، حيث كشف قائد شرطة دبي حينها الفريق ضاحي خلفان عن تورط 26 شخصا في الجريمة وأن الجناة هم 6 إيرلنديين و 12 بريطانيا و 4 فرنسيين و 3 أستراليين وألماني إضافة لفلسطينيين متهمين بالوشاية.
الفترة المذكورة حظي خلالها قائد شرطة دبي بشهرة عالمية، على حد تعبير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
الصحيفة الإسرائيلة ربطت ما قام به الأمن الإماراتي قبل ساعات حينما كشف غموض اغتيال الحاخام كوغان سريعاً، مع ربطه بالتحرك السريع في قضية المبحوح قبل ما يقرب من 14 عاماً.
وأضاف التقرير :"كانت المرة الأخيرة التي ظهرت فيها دبي في عناوين الأخبار من الناحية الأمنية، بعد اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في أحد فنادق دبي في 2010، وفي ذلك الوقت، اكتسب قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم شهرة عالمية لكشفه القضية وربطها بالموساد من خلال الكشف عن تزوير جوازات سفر متعددة أسترالية وأوروبية قال إن عملاء الموساد استخدموها لقتل المبحوح".
إشادة أميركا بالأمن الإماراتي في قضية كوغان
بدوره وصف "البيت الأبيض" الأميركي مقتل الحاخام زفي كوغان في دولة الإمارات بأنه "جريمة مروعة ضد كل من يدافع عن السلام والتسامح والتعايش"، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان الأحد: "لقد كان هذا الحادث هجوما أيضا على دولة الإمارات، وهي الدولة التي تشتهر بأنها ترفض التطرف والعنف على نطاق واسع".
وقال البيان الأميركي إن الولايات المتحدة على اتصال بالسلطات الإماراتية والإسرائيلية، وتقدم دعمها للجميع، كما أشاد المتحدث الأميركي بكفاءة الأمن الإماراتي، وبخطوة اعتقال العديد من المشتبه بهم في مقتل زفي كوغان على وجه السرعة.
سرعة القبض على الجناة
وعلى الرغم مما قيل عن هروب قتلة الحاخام كوغان إلى تركيا، إلا أن الأمن الإماراتي نجح في غضون ساعات في حسم القضية، من لحظة الابلاغ عن انقطاع الاتصال والتواصل مع الحاخام، حتى العثور على جثته في مدينة العين، ثم ضبط الجناة الثلاثة.
وكانت وزارة الداخلية الإماراتية، قد أعلنت الأحد، أنها ألقت القبض على 3 أشخاص مسؤولين عن مقتل الحاخام تسفي كوغان الذي كان مقيماً في الإمارات، وقالت إن العملية تمت "في وقت قياسي".
وأكدت الوزارة في بيانها الصادر الأحد "قدرة الإمارات على التعامل بحزم مع كل من يحاول المساس بأمن واستقرار المجتمع"، وذكر البيان أنه بعد أن تقدمت عائلة كوغان ببلاغ عن اختفائه، تم فتح تحقيق، والتوصل للجناة في زمن قياسي.
المواطن والمقيم والزائر
وأضاف البيان:"إن دولة الإمارات العربية المتحدة، بكافة مؤسساتها، لن تدخر جهداً لمنع أي اعتداء على مواطنيها والمقيمين على أرضيها والزائرين لها، فجميع الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة لحماية استقرار المجتمع وضمان استدامة أعلى مستويات الأمن والسلامة التي تم ترسيخها منذ تأسيس الدولة".
التعليقات